سبعة أيام عاشتها أسرة "ياسين" فى حيرة وقلق وترقب خاصم جفونهم النوم طوال تلك ساعات وليال مريرة منذ ان سمعوا كارثة خطف فلذة كبدهم من قبل مجهولين أثناء ذهابه الى المدرسة بمنطقة الشيخ زايد. لم تجف عيون الأهل والمعارف عن البكاء والنحيب حزنا على اختطافه طرقوا خلال تلك الفترة جميع الأبواب للوصول الى معلومة او كلمة تهدئ من لوعتهم وروعهم دون جدوى وفجأة عادت السعادة والبهجة الى افراد الاسرة بعد ان ارتفع صوت جرس التليفون الارضى بالمنزل فى حوالى الساعة التاسعة من صباح أمس ليفرج عن كرب العائلة بتلقى والد الطفل خبر وجود ياسين بمكتب جده بمنطقة فيصل ودون معرفة التفاصيل خرج الأب والأم مهرولين الى المكتب للقاء نجلهما لتعود إليهما الروح مرة أخري. وكشفت تحقيقات النيابة العامة تحت إشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة عن تفاصيل عودة الطفل المختطف وأمام إسلام ضيف مدير نيابة أكتوبر قال محمد الشهاوى والد الطفل "ياسين تم اختطافه من أمام سوبر ماركت السعودى بالشيخ زايد فى تمام الساعة السابعة صباحا أثناء ذهابه الى المدرسة برفقة 4 من أطفال العائلة فى سيارة "دوبل كابينة" ولسوء حظ ياسين كان يجلس بجوار الشباك فتم اختطافه بسهولة. وأضاف الشهاوى فى أقواله أمام النيابة انه تلقى اتصالا تليفونيا من خاله وجده الساعة التاسعة والنصف صباح أمس يخبرنى بوجود ياسين بمكتب "الكاوتش ملك" الحاج ممدوح عم أمه وحسين غطاطى جده لأمه بمنطقة فيصل فذهبت مع والدته الى المكتب مهرولين للقاء ياسين الذى لم أفقد الأمل فى رؤيته قط وكنت أعلم أن الله هو الحارس، ولولا جهود الامن بالوزارة ومديرية امن الجيزة وتضييق الخناق على الخاطفين. وأشار "حسين مبروك غطاطي" جد الطفل أمام نيابة أكتوبر انه تم الاتصال تليفونيا الساعة التاسعة صباحا من احد الموظفين بالمكتب الكاوتش بشارع فيصل ويخبرنى بوجود ياسين بالمكتب فلم اصدق ما تسمعه اذنى فقلت للموظف "ادهونى اسمع صوته لكى يطمئن قلبي" فسمعت صوت ياسين يقول لى "أنا رجعت يا جدو وموجود فى المكتب" فأعاد صوته لى الحياة، فطرت إلى هناك فوجدت ياسين مع الموظفين فأخذته بالحضن والقبلات وانهمرت دموعي. وعلمت من جيرانى بالمحل أنهم قابلوا ياسين وراء المكتب والذى يبعد عنه حوالى 300 متر. وأضاف الجد أمام النيابة ان ياسين يوم اختطافه كان يرتدى شورت وتشيرت المدرسة وبعد عودته من اختطافه كان يرتدى "ترنج" لونه اسود به خطوط فضية, وعند وصول شقيقى الحاج ممدوح ووالده رجعنا على البيت بحدائق الأهرام, وعقب وصولنا الى المنزل حاولت سؤال ياسين عن الناس اللى كان معاهم طول 7 أيام مضت. قال: لا اعرف منهم احد. وقال ياسين الطفل المخطوف الذى يبلغ من العمر عشر سنوات أمام النيابة منذ ان تم اختطافى قاموا بوضع غمامة على عينى حتى لا ارى وجوههم وقاموا باصطحابى الى مكان مجهول لا اعلمه وكانوا يضعون الطعام والشراب الذى احتاجه امامى وبعد ذلك اخذونى فى سيارة وتركونى فى الشارع وراء مكتب جدو. وبعد استماع النيابة الى أقوال الأب والجد والطفل أمرت باستعجال تحريات المباحث حول الواقعة وسرعة ضبط المتهمين. وفى سياق متصل، اكد مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة ان الصحافة والاعلام كان لهما دور كبير فى اعادة الطفل ياسين لأحضان أسرته بعد أن اضطر أفراد العصابة الى التخلى عنه واطلاق سراحه بعد الضجة الاعلامية التى اوصلت رسالة للجناة بخطورة الجريمة وعقب تضييق الخناق عليهم من قبل فريق البحث بقيادة اللواءين كمال الدالى مدير الامن ومحمود فاروق مدير الادارة العامة للمباحث. وروى الطفل ياسين ما واجهه اثناء الاختطاف امام القيادات الأمنية بالجيزة وقال ان المتهمين قدموا له الطعام وجعلوه يشاهد التليفزيون ونجح رجال المباحث فى تحديد هوية أحد الجناة المتهمين باختطاف الطفل وذلك خلال التحريات وفحص 3 هواتف محمولة خاصة بعدد من الاشخاص المتعاملين مع اسرة الطفل. وأكد المصدر أن المتهم مدبر واقعة الاختطاف على علاقة بالاسرة ويعمل لديهم وانه استهدف الطفل ياسين ابن محمد الشهاوى الضابط السابق بجهاز الامن الوطنى لمعرفته ان رجل الاعمال ممدوح غطاطى شقيق حسين جد الطفل لأمه يحبه بجنون وان الطفل له مكانة خاصة لدى جده و ان الحادث جنائى وليس سياسيا وكان الهدف منه ابتزاز اسرة الطفل للحصول على مبلغ كبير . واضاف المصدر ان العصابة اتصلت مرة واحدة باسرة الطفل وطلبوا مبلغا وان الضجة الاعلامية منعتهم من الاستمرار فى مساومة الاسرة وعندما شعروا بقرب رجال المباحث الوصول اليهم وتضيق الخناق عليهم تركوا الطفل امام احد محال جده بشارع فيصل ولاذوا بالفرار . وكشفت تحريات العميد حسام فوزى رئيس مباحث قطاع أكتوبر والعقيد مصطفى كمال مفتش الأمن العام بالجيزة أن مرتكبى الواقعة 5 أشخاص مسلحون، كانوا يراقبون تحركات الطفل قبل الجريمة بعدة ايام وان احد جيران اسرة الطفل بالشيخ زايد قد ادلى باوصاف اشخاص شاهدهم قبل الجريمة بيومين ينتظرون فى سيارة صباحا على بعد امتار من منزل الطفل وتبين ان الاوصاف تتطابق مع الاوصاف التى ادلى بها الطفل وقام الجناة يوم الجريمة بتتابع السيارة واستوقفوها واشهروا الاسلحة الالية فى وجه سائقها، وهشموا زجاجها وتعدوا بالضرب على سائقها بطفاية حريق، وقاموا بإنزال الطفل المجنى عليه من وسط اشقائه وأولاد خالته واصطحبوه عنوة وأغمضوا عينيه ووضعوه داخل سيارة ملاكى سوداء اللون واصطحبوا الطفل الى منزل مكون من 3 طوابق بين المنطقة الجبلية بين مدينتى الصف وحلوان. وقالت المعلومات الأولية، إن المتهمين طلبوا 10 ملايين جنيه فدية، وانهم لم يكرروا الاتصال بأسرة الطفل طوال 7 ايام حتى تركوه صباح أمس. وأكد المصدر الامنى ان فريق البحث مستمر فى عمله حتى القبض على الجناة وتقديمهم الى العدالة.