تتكشف يوما بعد يوم أبعاد النكبة التي أوصلنا لها حكم عشيرة الإخوان وأحد وجوهه الإرهاب القبيح, وقد كان حادث سيناء الأخير والذي استهدف الارتكاز الأمني في كوم قراديس بالشيخ زويد في سيناء والذي حدث يوم25 أكتوبر أبشعها حيث أودي بحياة31 شهيدا وجرج قرابة الستين من رجال قواتنا المسلحة الأبرار, وقد كان من الطبيعي أن تكثر الآراء وتتعدد التحليلات التي تتناوله بالفحص والتحليل..فمن قال إن مقاومة الإرهاب بسيناء, مثلها مثل مقاومته ببقية مدن وقري مصر يجب ألا تنحصر فقط في الحل الأمني بل يجب أن يكون هناك خطة تحوي إطارا شاملا سياسيا وإجتماعيا وثقافيا وأمنيا وأنها لاينبغي أن تقتصر علي الأخير فقط إلا أن البعض الآخر عدد أسبابا تقضي إلي تلك الظاهرة بسيناء وفي مقدمتها: العفو من قبل..( مرسي) عن كثير من المحكوم عليهم بالإعدام وخروجهم من السجون مثل عادل حبارة فهم ميتون أحياء في سيناء. 2 الطبيعة الجغرافية في سيناء وجبالها وأوديتها ودروبها والتي تكاد تشبه أفغانستان.. والتي فشلت أمريكا ودول العالم في أن تقضي علي الإرهاب فيها حتي الآن. 3 سيناء مطمع لجميع الدول الاستعمارية..مثل إسرائيل.. وتركيا.. وإيران.. وكل منها له مطامعه وطموحاته فهي البوابة لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية 4 كم الأسلحة المهربة إليها من ليبيا وإسرائيل وتركيا, وقطر وإيران وحماس. 5 التجاهل التام لأهل سيناء بعد تحريرها بنصر أكتوبر المجيد وعدم تهجير أهل الوادي إليها والإقامة بها وإقامة المشاريع الكبري, هل يتخيل أحد أن المرافق الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب مثلا لم تدخل العريش حتي الآن, كما أن سيناء علي العموم تفتقد المشروعات القومية التنموية وأهلها مبعدون عن تولي المناصب القيادية والحساسة وذات الطبيعة الخاصة بالدولة, والقليل منهم خاصة بدو الصحراء لايعترفون بالانتماء للوطن لم لا وهم مهمشون ودوما متهمون بالخيانة ولايعرفون شيئاء عن المدنية والحضارة, ولم لا وهم نتاج الأعمال القذرة لمخابرات إسرائيل وفلسطين وغيرها من الدول الأخري, اننا نحصد نتاج حصاد ما زرعنا وإهمالنا في حقهم طوال عمرهم الحزين فلا تظلموهم بل واجهوا أمراض القلة منهم الذين للأسف كفروا بنا وبالمجتمع ولم يجدوا الأزهر وشيوخه يعلمهم صحيح الدين فتحولوا إلي تكفيريين وانضم عليهم للأسف كل المرضي النفسيين العائدين من أفغانستان وغيرها وكل من حصل علي عفو الإخوان. 6 هروب قيادات الإخوان لغزة واتحادهم مع جميع الفصائل والجماعات الإرهابية من جميع بقاع الأرض ومختلف الجنسيات. 7 وجود الإرهابيين بين الأبرياء والأطفال والنساء من أهالي سيناء والاحتماء بهم.. مما يصعب أصطيادهم دون وقوع ضحايا من الأبرياء. 8 الطبيعة البدوية والعرف السائد والذي يمنع ويحظر إرشاد البدوي عن أهله مهما قام من فعل إجرامي. 9 وجود الأنفاق التي تسمح بقدوم الإرهابيين من غزة للقيام بعملياتهم ثم الهروب المباشر إليها دون أن تسمح الفرصة للأمن ليتمكن من ملاحقتهم, أو حتي معرفة نواياهم مسبقا. 10 رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة هدف واضح وثابت..والإرهابيون كالخفافيش يظهرون فجأة يختفون بسرعة يخشون المواجهة لأنهم خاسرون لامحالة وبذلك يمتلكون عنصر المفاجأة. 11 البيئة الحاضنة للإرهاب بمصر عموما في عدة عوامل أبرزها الجهل بصحيح الدين, وإتاحة الفرصة أمام انتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب في بعض القطاعات التي لايستطيع رجل الدين الأزهري التقليدي التفاعل معها. قد يكون معظم ماقيل حقيقة, ولكنها لاتعدو أن تكون عوامل مهيئة أو مساعدة, الأمر الذي يجعل منها بيئة صالحة لنمو الإرهاب ولكن هذا ألا ينبغي يصرفنا عن حقيقة أن مصر بالفعل تخوض حربا حقيقية بشكل جديد يتناسب مع العصر الذي نعيشه وطبيعة وظروف المنطقة من حولنا, حرب كما قال الرئيس السيسي عن حق حرب وجود تستهدف بقاء الدولة ذاتها, قد تساعدها الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية الصعبة ومابها من فساد, فمصر تتشابه في ذلك مع العديد من الدول ولكن ليس بها إرهاب, فما يحدث من عمليات إرهابية هو قتل حقيقي يقدم عليه قتلة محترفون وأكثرهم مأجورون وليس قاتلا وليد المصادفة والظروف, فلننظر لما يحدث بالدول المجاورة, وتلك ليست مجرد عمليات إرهابية متفرقة عنيفة ودموية, ولكنها سلسلة من حلقات الإرهاب الدموي هي إحداها وإن لم يكن أشدها خرابا ودمارا, فالحلقات الأخري كهدم مؤسسات الدولة وتشكيك المواطن في ثوابته وأصوله ومعتقداته وغيرها الكثير..هي بالفعل أشد تدميرا للدولة وأخطر علي وجودها ولكنها أقلها دموية لذا فلا مجال بالمرة للقول إن مايحدث هو نتائج لعدم تبني الدولة أسلوب المصالحة مع الإخوان والعمل علي احتوائهم بالعملية السياسية فهم ليسوا إلا إحدي أدواتها, فما يحدث بمصر أكبر من ذلك بكثير...إنها بالفعل حرب حقيقية.