الضحية في هذه الجريمة عامل لم يرتكب جرما يعاقب عليه بالقتل علي يد أعز أصدقائه, حيث لم يتخيل هشام ولو لمجرد لحظة واحدة, أن يده التي امتدت إلي صديقه معتز بالعطف والإحسان, وأغدق عليه بالمال يمكن أن تنقلب عليه, لتواريه الثري دون أي ذنب. لقد اعتاد معتز الاقتراض من هشام بصفة مستمرة بعدما تدخل وأنقذه من بطش عدد من زملائه بعدما نشب خلاف حاد بين هشام وصديقين بسبب الهزار الثقيل, حيث تهكم أحدهما عليه بكلمات استهزاء لطيبة قلبه وحسن أخلاقه. وأدي ذلك إلي غضب هشام, وعندما حاول عتاب زميليه وإيقافهما عن الاستهزاء به, تعديا عليه بالضرب تدخل علي أثرها صديقه معتز وأنقذه من بين أيديهما ولقنهما علقة ساخنة. كاد هشام يطير فرحا مما فعله معتز, وتقرب منه أكثر رغم فارق الثقافة, فمعتز لم ينل حظه من التعليم وعمل في مهنة الزراعة وتعرف علي أصدقاء السوء وأهمل عمله الذي يكسب منه مبلغا ملائما يكفل له حياة كريمة يوميا, وتعود علي تناول الأقراص المخدرة, والاقتراض من صديقه هشام الذي لم يبخل عليه, في أي وقت. وفي يوم الجريمة,اثناء استقلال هشام ومعتز سيارة ربع نقل قام معتز بالمزاح مع هشام امام باقي ركاب السيارة فصده هشام فانقلب المزاح الي قيام معتز بالتهكم علي صديقة وانقلب المزاح الي مشاجرة سقط خلالها الصديقان من السيارة اثناء سيرها ووقع الاثنان داخل ترعة مجاورة للطريق. حتي استطاع معتز الخروج من الترعة وامسك بحجر كبير والقاه علي رأس هشام أثناء محاولة خروجه من الترعة حتي سقط مغشيا علية وتركه ينزف ولاذ بالفرار حتي عثر الاهالي علي جثته وسط المياه. وفور علم أهل القتيل توجهوا إلي مكان جثة المجني عليه واتهموا جيرانهم أنهم مرتكبو الجريمة بسبب خلافات قديمة بينهم حتي توصلت تحريات المقدم محمد الشاذلي رئيس مباحث مركز منشأة القناطر ان وراء ارتكاب الجريمة صديق المجني عليه. وكان اللواء كمال الدالي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة, قد تلقي إخطارا من اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث, بورود بلاغ من مزارعين, بالعثور علي جثة شاب في العقد الثاني من العمر غريق بترعة بمنشأة القناطر انتقل اللواء مجدي عبدالعال نائب مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد حسام فوزي رئيس مباحث قطاع اكتوبر وتبين من الفحص أن المجني عليه يدعي هشام جبري19 سنة وانه مصاب بجرح غائر بالرأس. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء جرير مصطفي مدير مباحث الجيزة لكشف غموض الجريمة, وتبين من تحريات المقدم محمد الشاذلي رئيس المباحث, أن وراء ارتكاب الجريمة معتز19 سنةصديق المجني عليه. تم عمل عدة أكمنة نجح خلالها رجال المباحث في القبض علي المتهم, وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة وقال قتلت صديقي بحجر في لحظة هزار واضاف المتهم إنه لم يخطط لقتل المجني عليه وأن الجريمة وقعت مصادفة أثناء المزاح. فتم تحرير محضر واحالة المتهم إلي المستشار أحمد ناجي رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة واعترف بارتكابه للجريمة فأمر النيابة بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات التي تجري باشراف المستشار احمد البقلي المحامي العام الاول لنيابات شمال الجيزة وأمرت بتشريح جثة المجني عليه لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة كما طلبت تحريات رجال المباحث حول الواقعة.