إذا أردت أن تذهب إلي الأخرة طواعية وبكامل إرادتك, عليك أن تستقلسيارتك وتتوجه فوراإلي أحد الطرق الثلاثة في محافظة أسوان, الطريقالأول هوالصحراوي الغربيالذي يربط مابين أسوانوالقاهرة, وياحبذا لو كنت فيوصلة الكرابلة إدفو المشئومة, والثاني هوطريق أسوان أبو سمبل المعروف إعلاميا بالطريق السياحي الدولي, وثالثهم الطريق الزراعي الشرقيالقاهرةأسوان, فهناك وفي هذه الطرقيجلس عزرائيل منتظرا رواد هذا الطرق متأهبا لقبض أرواحهم جراء الحوادث التي تقع عليها, فهذاهذه هوحالالطرق الرئيسية في محافظة أسوان شأنها شأن معظمالطرق المهملة في صعيد مصر, والتي للأسف لا تتبع للمحافظات مباشرة, فيما تتبع لوزارة النقل وهيئة الطرق والكباري الموزعة علي مناطق تنتهي بالمنطقة العاشرة في الجنوب وهي المسئولة مسئولية كاملة عنها ومنذ أيام شهد الطريق الغربي الصحراوي جنوب مدينة إدفو حادثا مروعا راح ضحيته26 شخصا وأصيب20 أخرون, حيث كشفهذا العدد الكبير من الضحايا والذي يفوق حصيلة ضحاياالأسلحة المدمرة التي تواجه التنظيم الأرهابي داعش, مديتقصير وإهمال الدولة في صيانة الطرق في الصعيد ودعمها بالخدمات, فمن يصدق أن طريقا دوليا مثل طريق أبو سمبل الذي يربط مصر بأفريقيا لاتوجد عليه خدمة مميزة توحد الله, فالكافتيرياتبدائية ومتواضعة للغاية, ومحطات الوقود تكاد أنتخلو منه, اللهم إلا محطة في بدايته وأخري عند توشكي, ولو قدر الله وانفجرت إطارات السيارات فعليك أن تجلسوحيدا في طريق موحش ومعتمانتظارا للفرج, أما الصحراوي الغربي فهو قمة في الإهمال وبلا رقابة مرورية شأنه شأن وصلات الطريقالزراعي المليئة بالمطبات الصناعية والمنحنيات الخطرة, ولأنه بلا رقابة فالسرعات الجنونية للسيارات تسابق الزمن نحو الأخرة ولأن الأمر خطير وينذر بكوارث قد تحلمابين حين وأخر, يطالب أهالي محافظة أسوان الحكومةبإعادة تأهيل هذه الطرق من خلال رفع كفاءةرصفها ودعمها بالعواكس الضوئية ورقابتها رقابة فعالةبالرادار, مع السعي نحو إضاءة طريقي أبوسمبل والصحراوي الغربي بالطاقة الشمسية, ودخول خدمة الإسعاف الطائر بالمحافظة يبدأ نقيب المرشدين السياحيين عبد الناصر صابر الذي تناول إهمال الدولة للصعيد في أكثر من مناسبة حديثهقائلا إن قطاع السياحة هو أول المتضررين من هذا الإهمال الواضح في الطرق, فالحوادث وتزايد أعداد الضحايا بهذا الشكل يؤثر بالسلب علي هذا القطاع, فمعظم المعابد ترتبط بالطرق السريعة, خاصة ابو سمبل الذي يمثل أهمية كبيرة لأي سائح, ويطالب صابر الدولة بفرض رسوم علي مرتادي الطريقين الصحراوي الغربي وأبوسمبل السياحي لاستغلال حصيلة الرسوم في دعمه بالخدمات, فمن غير المعقول أن تركز الحكومات المتعاقبة علي الاهتمام بطرق الوجه البحري والسواحل تاركة طرق الصعيد وأسوان بهذا الشكل, وطالب صابر أيضابإزدواج الطريقين ليكوناطريقي أوتوستراد وبحارتين بينهما حاجز حتي نتجنب الحوادث المروعةالمتكررة ويصف الدكتور أشرف مكاوي طريق أسوانالقاهرة الصحراوي الغربي بطريق الموت الموحش, فوصلة أسوان إدفو غاية في السوء من حيث الرصف ونقص الخدمات, ولايصح أن يكون هذا الطريق وبهذا الشكلطريقا دولياكونه بداية للعبور إلي إفريقيا من خلال منفذ قسطل أشكيت جنوبا, والمطلوب وكما يقول مكاوي العمل سريعا عليإعادة رفع كفاءته ودعمه بالإنارة ومراكز الخدمات وينتقل الدكتور وائل جميل من مرتادي الطريق الصحراوي الغربيأسبوعيالظروف عمله مابين الأقصروأسوان, ليتناول عيوب الطريق الذي يشهد كل يوم حادثا مروعا تزهق خلاله أرواحا عديدة قائلا: آن الراكب علي هذاالطريق مفقود حتي يصل إلي نهايته التي تكتب له عمر جديد, فالطريق مشقق ومليء بالحفر والمطبات مما يجعل أي سيارة تترنح عليه ومن الصعب التحكم فيها, كما تؤدي تشققاتالأسفلت المتعددةإلي انفجار الإطارات الواحدة تلو الأخري وأخيرا قال المهندس محمد محمد عبدالله مدير عام الطرق والكباري بأسوان إن الطرق السريعة لا تتبع لإشراف المديرية, ولكن تتبع للمنطقة العاشرة لهيئةالطرق والكباري, ويري عبدالله أن جميع الطرق السريعة في أسوانفي حاجة لرفع كفاءتها ودعمها بالخدمات, حيث يعتبر طريقا أسوانالقاهرة الصحراوي الغربي, وأسوان أبوسمبل السياحي طريقين دوليين للعبور إلي أفريقيا, كما يري أن الطرق في حاجة ملحة أيضالدعمها بالعواكس الضوئية و الرقابة بالرادار معإعادة رصف الوصلات المتدهورة, والسعي نحو إضاءتها بالطاقة الشمسية, بالإضافة أيضاإلي تفعيل قرارات وقف حركة سيارات النقل الثقيل عليها بعد الغروب