وزير الزراعة: وفرة في الأسمدة المدعمة لصغار المزارعين ونسعى لاستعادة مجد الوزارة    النائب خليل: مصر بقيادة السيسي منارة للسلام وصوت للحكمة    محمد سلام يشوق جمهوره لمسلسله الجديد «كارثة طبيعية»    ارتفاع كبير تجاوز 800 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأحد 26-10-2025    آخر التحديثات.. أسعار الذهب اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025 بالصاغة محليًا وعالميًا    من «كارو» ل«قطار الإسكندرية».. مباحث شبرا الخيمة تعيد «محمد» لأسرته    روبيو: لا مصلحة لإسرائيل في احتلال أو تقسيم قطاع غزة    الطريق إلى بروكسل    عاجل - غارة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في بلدة القليلة جنوب لبنان    أبو الغيط: حكومة نتنياهو لن تستمر طويلا.. وإرادة الرئيس السيسي الحديدية أفشلت مخطط التهجير منذ البداية    السيطرة على حريق في منزل بمنطقة المنشية بالأقصر دون مصابين    شبورة كثيفة وتحذير مهم ل السائقين.. حالة الطقس اليوم الأحد 26-10-2025 ودرجات الحرارة المتوقعة    ضبط صانعة محتوى لنشرها فيديوهات رقص خادشة للحياء    ب440 قطعة حشيش وبندقية آلية.. سقوط 3 تجار مخدرات في القصاصين    أسعار الفراخ اليوم الأحد 26-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    ب«اللي شارينا».. الرباعي يتألق في ختام «الموسيقى العربية»    عمرو أديب يوجه نداءً قبل افتتاح المتحف المصري الكبير: عايزين تريند يفرح مش كارثة جديدة    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شرق دير الزور    هانيا الحمامي تتوج ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش بعد الفوز على أمينة عرفي    محافظ الغربية في جولة ليلية مفاجئة بالمحلة الكبرى لمتابعة النظافة ورفع الإشغالات    الهندسة النانوية في البناء.. ثورة خفية تعيد تشكيل مستقبل العمارة    سلوت عن هدف محمد صلاح: لقد كان إنهاء رائعا من مو    وسط غزل متبادل، منة شلبي تنشر أول صورة مع زوجها المنتج أحمد الجنايني    خلافات النسب تنتهي بالقتل في الوراق.. النيابة تأمر بتشريح الجثة وحبس المتهم    بالصور.. حملات مكبرة بحي العجوزة لرفع الإشغالات وتحقيق الانضباط بالشارع العام    مصرع شخص وإصابة 5 آخرين إثر حادث تصادم سيارتين فى إمبابة    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    انتخابات الأهلي – الغزاوي: التنمية والاستثمار هما هدف المرحلة المقبلة للمجلس    محمد عبد الجليل: يانيك فيريرا أقل من تدريب الزمالك.. وأنا أفضل من زيزو بمراحل    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    خليل الحية: سنسلم إدارة غزة بما فيها الأمن.. وتوافقنا مع فتح على قوات أممية لمراقبة الهدنة    هيئة سلامة الغذاء تُكرّم 10 مصانع لدخولها القائمة البيضاء لتصدير التمور    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    وزير الرياضة يتحدث عن إنجاز الكرة المغربية ويوجه رسالة لجماهير الزمالك بشأن أرض أكتوبر    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    امتحانات أكتوبر.. تعليم القاهرة تشدد على الالتزام بالنماذج الامتحانية المعدة من قِبل الموجهين    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر: حافظنا علي الأزهر من الأخونة
نشر في الأهرام المسائي يوم 29 - 07 - 2014

الأزهر قلب العالم الإسلامي النابض, وأقدم جامعة عرفها التاريخ, له من المواقف التاريخية الحاسمة في ذاكرة العالم الإسلامي الكثير والكثير, فهو من وقف فيه العز بن عبدالسلام مع قطز وبيبرس يجهز الجيوش لمواجهة التتار ووقف الأزهر المجيد أمام الاستعمار,
وكانت مواقفه المشرفة في ثورتي‏25‏ يناير و‏30‏ يونيو‏,‏ ومازال الأزهر يقوم بدوره الريادي في مصر والعالم الإسلامي‏,‏ ومن هذا المنطلق كان ل الأهرام المسائي هذا اللقاء مع الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر لكي نقف علي المستجدات والخطط التي يقوم بها الأزهر‏:‏
‏*‏ نعم سافرت إلي دولة الإمارات‏,‏ كانت الزيارة لأكثر من سبب‏,‏ فقد كانت هناك قافلة دعوية كما يحدث كل عام‏,‏ ضمت القافلة الدعوية العديد من الرموز الدعوية‏,‏ ومجموعة من أساتذة جامعة الأزهر الشريف‏,‏ وحل علينا جميعا شرف كبير ذهاب الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب باعتباره شخصية العام في جائزة دبي للقرآن الكريم‏,‏ وهذه الجائزة تعد جائزة كبري علي مستوي العالم يكرم فيها حفاظ القرآن الكريم‏,‏ ومن خلالها يتم اختيار شخصية العام‏,‏ وسبق أن كرم فيها من قبل فضيلة الشيخ الشعراوي وغيره من رموز العالم الإسلامي‏.‏
‏*‏ هل تري أن شيخ الأزهر تحمل أكثر من مهامه في الفترة الأخيرة؟
‏**‏ نعم قام شيخ الأزهر بأدوار كبيرة‏,‏ سواء في عهد الإخوان‏,‏ أو بعد ثورة‏30‏ يونيو‏,‏ أما في عهد الإخوان فلم يترك الأزهر للأخونة أو الصراعات العقائدية وحافظ عليه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر‏,‏ ولم يتول أحد له انتماء سياسي أو طائفي أي منصب في المشيخة‏,‏ ووقف الأزهر بمبادراته ومواقفه الصلبة في وجه التخريب‏,‏ وكانت أشهر معاركه دستور‏2012‏ الذي كان في عهد الإخوان‏,‏ ولم يرض الأزهر أو يوافق إلا ما يتفق مع ثوابته ودعوته الوسطية من وضع قوانين تنظمه‏,‏ أو قواعد يسير عليها‏.‏
ففي هذا التوقيت كانت البلاد نموذجا للإضرابات والثورات‏,‏ وما أعقبها من انقسامات وحروب أثرت سلبيا علي مسيرة الأمة‏,‏ وما أعقب ذلك من التشدد والعنف‏,‏ فكان الأزهر الوسطي صوت العقل والحكمة‏,‏ فكان ظهوره ليقول هذا هو الدين الحق‏.‏
‏*‏ هل تري أن الأزهر تصدي لفتاوي التكفير؟
‏**‏ أدان الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف كل الفتاوي التي تحرض أو تدعو للقتل والعنف لخروجها في دعوة الإسلام الصحيح‏,‏ وصرح بأنها فتاوي شخصية حتي ولو كانت لأفراد ينتمون سابقا لجامعة الأزهر‏.‏
فقد أصدر شيخ الأزهر وثائق الأزهر المعروفة للجميع‏,‏ وكان بداية صدورها عقب ثورة‏25‏ يناير وفي أثنائها‏,‏ فتحدثت بعض الوثائق منها عن مستقبل مصر والحريات ونبذ العنف‏..‏ كانت تلك الوثائق محل إجماع للقوي السياسية‏,‏ ولاقت قبول جميع الدول العربية والدولية‏,‏ وعقدت من أجلها العديد من المؤتمرات والدراسات‏.‏
ولا ننسي المواقف الوطنية لفضية الإمام الأكبر شيخ الأزهر التي كشفت للجميع عن دور الدين في القضايا الوطنية والبعد عن خلط الدين بالسياسة‏,‏ وكذلك استخدام الدين من أجل أغراض سياسية‏,‏ فشيخ الأزهر أعطي البعد الوطني للدين في الحفاظ علي الوطن‏,‏ وهو من أهم مقاصد الشريعة‏.‏
‏*‏ بيت العائلة‏..‏ هي تري أنه يؤدي دورا كبيرا داخل المجتمع المصري؟
‏**‏ بيت العائلة من أهم المشروعات التي أنشأها الإمام الأكبر في لحظة تاريخية صعبة أريد فيها إحداث فتنة في توقيت كانت فيه بعض القوي السياسية تريد تدمير المجتمع المصري وإدخال مصر في أتون فتنة طائفية‏,‏ وتم استغلاله أيضا عقب ثورة‏25‏ يناير وثورة‏30‏ يونيو‏,‏ وكان له دور كبير في الحفاظ علي النسيج الوطني المصري‏.‏
‏*‏ هل هناك اجتماعات دورية لبيت العائلة؟ أم حينما تحدث الأزمات فقط؟
‏**‏ بيت العائلة له برنامج دوري ومن بينها عقدت العديد من الدورات جمعت الدعاة والقساوسة للدعوة بالحكمة والموعظة وفقا لمبادئ الأديان‏,‏ وكذلك كانت هناك العديد من القوافل المشتركة بين الأئمة والقساوسة‏,‏ فضلا عن الأبحاث والدراسات‏,‏ ودورات للإنذار المبكر لدراسة الأماكن التي يمكن أن تسبب فتنة طائفية‏,‏ فبيت العائلة يعمل بخطة ومنهج مدروس‏.‏
‏*‏ الإعلام الأزهري والمركز الإعلامي في المشيخة‏..‏ ما دوره؟
‏**‏ يوجد مركز للإعلام في المشيخة‏,‏ وكذلك أجريت العديد من الاختبارات بعد الإعلان عن المسابقة الخاصة بذلك‏,‏ علي أن يتم إنشاء مركز إعلامي يتولي إدارة العملية الإعلامية في الأزهر‏,‏ ويتم الآن إعداد الأجهزة والأماكن لهذا الغرض‏,‏ ولدينا تصور واضح لهذا الغرض‏,‏ وكذلك يتم رصد كل ما ينشر في العالم الإسلامي‏.‏
وعندنا التواصل العلمي مع الدول الأخري من خلال إصدار مجلات علمية وفكرية وثقافية‏,‏ وجميعها تصدر بلغات مختلفة‏,‏ وكذلك المواقع الإلكترونية‏.‏
‏*‏ بين حين وآخر يخرج علينا العديد من الفتاوي التكفيرية في وسائل الإعلام المختلفة‏..‏ كيف تري المشهد الإعلامي الرسمي والخاص؟
‏**‏ المفترض أن يقع علي عاتق الإعلام دور كبير في ثقافة الفتوي‏,‏ فالتجرؤ علي الفتوي من الذنوب الكبيرة التي قد تتسبب في إهلاك أمة‏,‏ أو إشاعة الفتنة داخل المجتمع فتؤدي إلي انقسامه‏,‏ أو اقتتال بعض طوائفه‏,‏ ولكن للأسف أصبحت الفتوي الآن مهنة من لا مهنة له‏,‏ الكل يفتي حتي لو كان لا يملك أدوات المفتي وعلمه‏,‏ نحن نحتاج إلي معرفة خطورة التجرؤ علي الفتوي ويجب أن يكون للإعلام دور في ذلك‏,‏ ويجب وضع ضوابط للمفتي في الفضائيات‏,‏ ومن يكون مؤهلا لذلك الأمر العظيم‏,‏ ففي ظل هذا العصر المليء بالمستجدات ظهرت العديد من القضايا والمسائل المعقدة التي تحتاج إلي متخصصين‏,‏ وهناك أيضا العديد من القضايا المعقدة التي تحتاج إلي الفتوي الجماعية‏.‏
‏*‏ ألا تري أن الأزهر يجب أن يقوم بوضع أسماء معينة للتعامل مع الإعلام؟
‏**‏ لاشك يجب أن يكون هناك تعاون‏,‏ فالأزهر هو المؤسسة التي حازت علي قبول العالم علي مدي أكثر من‏10‏ قرون‏,‏ فعلي الأقل الإعلام يلجأ إلي الأزهر لأخذ رأيه فيمن يتولي أمر برنامج أو فتوي أو دعوي‏.‏
‏*‏ ما رأيك في قرار وزير الأوقاف بمنع غير الأزهريين من الخطابة في المساجد؟
‏**‏ كنا نحتاج إلي مثل هذا القرار‏,‏ وأعتبره من أهم القرارات التي تحافظ علي الدعوة الوسطية التي هي المنهج الأصيل لمؤسسة الأزهر‏,‏ ولقد وجدنا البعض يتاجر في المساجد باسم الدين‏,‏ ويدعو لحزب أو دعم جماعة معينة‏,‏ والبعض الآخر اتخذها حرفة لجمع المال والتكسب من وراء ذلك بطرق غير مشروعة‏,‏ والبعض نشر من خلال دعوته علي المنابر الأفكار المتشددة والمنهج التكفيري كل ذلك استدعي إلي إصدار قرار حاسم مثل ذلك‏.‏
‏*‏ حدثنا عن مجلس الحكماء الذي أنشأ في دولة الإمارات‏.‏
‏**‏ كنت موجودا في دولة الإمارات وتشرفت بالحضور مع الإمام الأكبر وتم بفضل الله تعالي إنشاء مجلس لتعزيز السلم‏(‏ مجلس حكماء‏)‏ر هذا المجلس أنشأ برئاسة الإمام الأكبر كرئيس شرفي ويضم العديد من الشخصيات الدعوية والعلمية من العالم الإسلامي أجمع‏,‏ وكان ذلك تنفيذا لتوصيات منتدي تعزيز السلم بدولة الإمارات في مارس الماضي‏,‏ وهذا المجلس يتكون من عدد من علماء الأمة الإسلامية للمساهمة في وحدة الأمة ومقاومة الإضرابات التي سادت الأمة الإسلامية والحد من استباحة حرمة الأموال والأعراض‏.‏
فضيلة الإمام ألقي خطاب التدشين وافتتح المجلس ومعه العديد من العلماء ويأتي علي رأسهم من مصر الدكتور حسن الشافعي أمين عام مجمع اللغة العربية والكثير من علماء الأمة الإسلامية‏.‏
‏*‏ مسلسلات رمضان وقضية التصوف والولي‏..‏ كيف تراها في ظل بعض المغالطات التي وردت عن الصوفية والأولياء؟
‏**‏ مما يؤسف له أننا في الوقت الذي يجب علي كل مسلم أن يسارع فيه للعبادة وقراءة القرآن الكريم ويتقرب فيه إلي الله تعالي يكون فيه موسم وسباق للمسلسلات والبرامج التي تشغل الناس‏,‏ وهذه مع احترامي وتقديري ليست مهمة الإعلام فالمفترض أن يقود الإعلام الناس إلي الصواب‏.‏
أما مسألة التصوف وأنا شخصيا لم أر هذه المسلسلات لكن أتحدث عما سمعت من بعض الإعلاميين أنها تهدم التصوف وتشكك فيه والتصوف هرم الإسلام‏,‏ وذلك مما يحمله التصوف من الصدق‏,‏ والصدق ما جاء به القرآن‏,‏ والتصوف يبني الإنسان‏,‏ والإنسان هو الحل لإقامة حضارة وبناء دولة تقوم علي العدالة والأخلاق الحسنة‏,‏ فالمسلم الحقيقي هو من يبني ويعمر ويعطي‏.‏
للأسف إن ما يجهله بعض ما يكتبون أو ينتجون أعمالا تسيء للتصوف والصوفية أن أوروبا الآن تتجه إلي التصوف وتلجأ إليه لإنقاذ الحضارة الغربية من السقوط في الهاوية‏,‏ فالصراع الحضاري الآن من أخطر القضايا التي يعاني منها العالم الآن خاصة في الغرب‏,‏ فالغرب خائف علي حضارته خاصة بتنامي الإحساس الجماعي أن حضارته ايلة للسقوط‏,‏ ومن هنا يلجأ إلي دراسة التصوف من أجل إنقاذ حضارته‏.‏
فأطروحة رينو وهو من أشهر فلاسفة العالم الغربي تقوم علي أن الحضارة المادية الحديثة تقود العالم إلي كارثة محققة وإذا كان هناك مجال لتفادي هذه الكارثة فلن يكون إلا بالتصوف الإسلامي‏.‏
‏*‏ ألا تري أن تصوف بعض العوام قد أخرج التصوف عن إطاره العلمي؟
‏**‏ لاشك أن هناك تداعيات اجتماعية أصابت تصوف العوام‏,‏ فالتصوف لما ضعف في المجتمع انحرفت هذه التداعيات والتجليات الاجتماعية‏,‏ فلاشك أن كثيرا من العوام التصوف منطبع في قلبه‏,‏ ولما فقدت العلاقة بين العلم الحقيقي للتصوف بالطبع انحرف السلوك الاجتماعي الصوفي عن مساره الأصلي‏.‏
فالتصوف الحقيقي أعلي درجات المعرفة ويكفي أن أقول لك إن من يبحث في تراجم علماء الأمة في كل علم وفن‏,‏ وانظر كم واحد منهم ليس صوفيا‏,‏ بل أقول إن عصر الصحابة رضي الله عنهم هو عصر التصوف بامتياز‏.‏
ودعني أذكر بعض علماء الأمة فمن هو الإمام أبوحامد الغزالي والعز بن عبدالسلام وتقي الدين السبكي والإمام النووي وأحمد بن حنبل‏,‏ والإمام مالك والشافعي وأبوحنيفة هؤلاء جميعا صوفية حقيقيون‏,‏ أما من أعلام الأزهر فكان الشيخ الدرديري والباقوري وعبدالحليم محمود‏.‏
الإسلام لم ينتشر في العالم كله إلا عن طريق التصوف وسلوكهم القويم وأفعالهم الحسنة‏,‏ وأضرب مثالا اليوم فإن عدد الهنود من المسلمين كلهم صوفية‏,‏ وكذلك في أوروبا وإفريقيا وغيرها من البلدان التي انتشر فيها الإسلام أخيرا‏.‏
شاهدنا في مسلسل السبع وصايا أن سيد نفيسة وقد جعله البعض وليا يأمر بالقتل والزنا ووجدنا أخطاء في التوسل وهل الولي يكتفي بأخذ النذور ويغفر‏,‏ هذا تحريف في الدين وهدم له‏,‏ وكذلك محاربة وتشويه التصوف يخدم التطرف والإرهاب وكذلك التشدد والإلحاد‏.‏
مثل هذه المسلسلات تخدم أصحاب الإسلام السياسي‏,‏ وتجار الدين‏,‏ وكذلك تصب في مصلحة الخلايا التكفيرية داخل المجتمع المصري والعالم‏,‏ فهم سوف يستغلون ذلك ويقولون للعوام ولم لا يعرف التصوف والصوفية هذا هو التصوف الذي يدعو للقتل والزنا والسرقة هؤلاء هم الأولياء الدجالون‏,‏ فكل ذلك يخرب الدين الحنيف ويؤدي في النهاية للهزيمة الحضارية‏,‏ وسوف يسألون أمام الله‏.‏
‏*‏ داعش والنصرة أنصار بيت المقدس كيف تري تلك الجماعات التكفيرية؟
‏**‏ كل تلك الفرق والجماعات خارجة عن الإسلام ومفاهيمها جميعا مغلوطة‏,‏ وذلك لها أهداف غير الدعوة‏,‏ وقد حرم الله تعالي قتل المسلم وان هدم الكعبة أهون علي الله ممن دم مسلم‏,‏ فحرمة الدماء لها خطرها في الدنيا والاخرة‏,‏ فكل هؤلاء يخدمون الفوضي الخلاقة التي رسمت من قبل ووقع فيها الكثيرون وسوف تمضي سريعا ولن تستمر‏.‏
‏*‏ ما هو دور الأزهر في تصحيح المفاهيم والفتاوي الإرهابية؟
‏**‏ لاشك أن مهمة الأزهر ثقيلة‏,‏ وكذلك مهمة العلماء‏,‏ وهذا جانب فكري وعقائدي مهم‏,‏ فالأزهر يتواصل مع الجميع تواصلا فكريا وثقافيا واجتماعيا‏,‏ فالأزهر يقوم علي كل المستويات لتصحيح المفاهيم‏,‏ لكن هناك صعوبات تقابلنا في مواجهة التطرف فالتطرف والإرهاب نجحا في استقطاب البعض عن طريق الفقر والجهل‏.‏
فلابد من تكاتف الأجهزة لعلاج هذا الانحراف ونقوم الآن بتدريس ونشر الوعي لدي الدعاة والأئمة لتعريف اسباب الانحراف النفسي والفكري والعقائدي وكيفية علاجه‏.‏
هناك بعض الكتب تنشر الفكر المتطرف كيف يسمح بطباعتها؟
يقوم مجمع البحوث بمراجعة الكتب التي تعرض عليه ويقوم ايضا بمراجعة الكتب التي تصدر ضدها قضايا وشكاوي لكن نحن بحاجة للمراقبة المجتمعية الذاتية‏,‏ وكثير من هذه الكتب تطبع في الخارج من خلف الأزهر وهكذا تكون بعض الأعمال الفنية‏.‏
‏*‏ دعوات ترخيص بيوت الدعارة كما قالت بها مخرجة مصرية حتي نقي البنات من ظاهرة التحرش؟
‏**‏ هي دعوات هدامة ومخالفة للقرآن الكريم بل تؤدي إلي انتشار الفاحشة وفي النهاية تؤدي إلي فساد المجتمع المصري‏,‏ وانتشار الفاحشة وأن تلك الدعوات دخيلة علي الشعب المصري ولابد من مواجهتها وتتنافي تماما مع الإسلام ولا يجوز أدبيا أو مجتمعيا تلك الدعوات التي تتنافي مع أحد المبادئ الاساسية للدين وهي الحفاظ علي الشرف والعرض ولا تؤدي إلي صلاح المجتمع وتجعله مجتمعا غير متماسك‏,‏ ولا يحافظ علي الانساب‏,‏ ويؤدي إلي انتشار العنوسة والعزوبية في المجتمع وإلي زيادة أطفال الشوارع‏.‏
ومثل هذه الدعوات هي دعوات غربية وغريبة لا تتفق مع أخلاق هذا المجتمع‏,‏ وبسبب ذلك زادت نسبة الانتحار في الغرب فلابد من توعية الشعب المصري بخطورة مثل هذه الدعوات وتبصيره‏,‏ وتغليظ العقوبة علي كل من ينافي الأخلاق العامة بما يردع كل من يمارس أو يدعو لاشياء ليست من اخلاق الشعب المصري‏.‏
وهي مخالفة ومناقضة ومناهضة للقرآن الكريم حيث قال الله عز وجل إن الذي يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون وقال تعالي‏:‏ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.