اقتحام مستشفى حُميّات أسوان بسلاح أبيض يكشف انهيار المنظومة الصحية في زمن السيسي    بيل جيتس يخطط للتبرع بكل ثروته البالغة نحو 200 مليار دولار    اعرف أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم... البلاميطا ب100 جنيه    لقاء خارج عن المألوف بين ترامب ووزير إسرائيلي يتجاوز نتنياهو    إصابة 5 أشخاص بحالات اختناق بينهم 3 اطفال في حريق منزل بالقليوبية    مروان موسى عن ألبومه: مستوحى من حزني بعد فقدان والدتي والحرب في غزة    الهيئة العامة للرعاية الصحية تُقرر فتح باب التقدم للقيد بسجل الموردين والمقاولين والاستشاريين    طريقة عمل العجة المقلية، أكلة شعبية لذيذة وسريعة التحضير    «دمياط للصحة النفسية» تطلق مرحلة تطوير استثنائية    افتتاح وحدة عناية مركزة متطورة بمستشفى دمياط العام    وزيرة البيئة: تكلفة تأخير العمل على مواجهة التغير المناخى أعلى بكثير من تكلفة التكيف معه    المهمة الأولى ل الرمادي.. تشكيل الزمالك المتوقع أمام سيراميكا كليوباترا    ستحدث أزمة لتعدد النجوم.. دويدار يفاجئ لاعبي الأهلي بهذا التصريح    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 9- 5- 2025 والقنوات الناقلة    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    الخارجية الأمريكية: لا علاقة لصفقة المعادن بمفاوضات التسوية الأوكرانية    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    تسلا تضيف موديل «Y» بنظام دفع خلفي بسعر يبدأ من 46.630 دولارًا    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    الأهلي يقترب من الإتفاق مع جوميز.. تفاصيل التعاقد وموعد الحسم    طلب مدرب ساوثهامبتون قبل نهاية الموسم الإنجليزي    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 9 مايو 2025    عاجل- مسؤول أمريكي: خطة ترامب لغزة قد تطيح بالأغلبية الحكومية لنتنياهو    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    بوتين وزيلينسكى يتطلعان لاستمرار التعاون البناء مع بابا الفاتيكان الجديد    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    كيفية استخراج كعب العمل أونلاين والأوراق المطلوبة    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ل«الصباح»: السلفيون يريدون إغلاق الأزهر بالضبة والمفتاح
نشر في الصباح يوم 17 - 02 - 2013

خلطُ الدين بالسياسة قَتَل عثمان وعلى والحسين.. والربط بين الرئيس والشريعة سيكون وبالا على الإخوان والسلفيين
السلفية مرشدون أمن الدولة، سُلِطوا على الإخوان مقابل تركهم أحرارا ويسيطرون على المساجد الكبرى لنشر فكرهم
كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، تحوى كوادر تدريس وهابية حتى النخاع..
مصر وقعت بين تاجر دين وتاجر وطن.. والبرادعى وحمدين قيمتان كبيرتان لم نعطهما حقهما
إسماعيل هنية لا يجرؤ على إلقاء خطبة فى مساجد الخليج ولكنه خطب فى الأزهر لأننا غير منضبطين
أثار تعاطف الملايين عندما أقبل على المصريين فى برنامج «جملة مفيدة» مع الإعلامية منى الشاذلى، عندما أكد وجود محاولات سلفية إخوانية لإغراق الأزهر فى الوهابية، ثم أجهش فى البكاء تأثرا بما تسببت فيه وسائل الإعلام الدينية، من تضييع مكانة الدين الإسلامى الحنيف بسبب ما أسماه النخاس الفكرى والتعصب المذهبى، إنه الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، والذى أكد ل«الصباح» وجود توغل إخوانى سلفى داخل الأزهر الشريف بهدف السيطرة عليه.
وفى حواره مع «الصباح»، حذر من التلاعب بورقة الدين، التى يستخدمها الآن تيار الإسلام السياسى.
.
فى بادئ الأمر تحدث كريمة عن الأزهر وعلاقته بالسلفية وقال:
الأزهر مؤسسة من المجتمع أصابه ما أصاب المجتمع، مشتت ضعيف، فما الذى تنتظرونه من الأزهر، هل هو فى كوكب آخر؟ لدينا مواجهة علمية، وثقافية، لكن الأخطر أن الأزهر لا يملك نفس الوسائل التى تمتلكها القوى السلفية، لدينا قناة واحدة بينما السلفيون لديهم عشر قنوات، ولذا وصلوا للمناطق العشوائية والريف والصعيد.
فنحن نخطب فى الزوايا بينما خصصت كبرى المساجد للسلفية، كثيرون يخطبون أسفل العمارات وأسفل السلالم، بينما خصصت كبرى المساجد لعلية القوم، وحتى إذا خطبنا فى مسجد لنا معايير وأسس محددة لا يمكن تجاوزها، بينما غسيل المخ من ناحيتهم يجرى على قدم وساق.
هل تتحمل الأوقاف مسؤلية ذلك؟
- لست أدرى، اسألى وزير الأوقاف، هل خصصت مسجدا لأساتذة جامعة الأزهر؟ هل يستفيد من خبرات وعلم أساتذة الأزهر، وهو بالأساس زميل لنا، أم أن كبرى المساجد توزع على المحامين والأطباء، من السلفية والإخوان، مسجد أسد بن الفرات بيد من الآن؟ وغيره من المساجد.
فعلى سبيل المثال هل يستطيع إسماعيل هنية أن يخطب فى المسجد الحرام أو النبوى أو أى مسجد فى دول الخليج؟ لا أعتقد، لكنه صعد على منبر الجامع الأزهر لأننا دولة بلا انضباط.
ما حقيقة التوغل السلفى والإخوانى داخل الأزهر؟ وما هى آلياته؟
- الأزهر ينفى خبثه، كما أن المدينة المنورة تنفى خبثها، فهو مؤسسة ومرجعية إسلامية مضى عليها أكثر من ألف عام أى ثلثى عمر الرسالة المحمدية، ولابد من التفرقة بين من يريد إنهاك وإغلاق الأزهر وإضعافه، وبين من يريد السطو على مناصبه، «الإخوان المسملون» يريدون السطو على المناصب القيادية ليدخل الأزهر داخل حظيرة السمع والطاعة، هذا ما يطمح إليه «الإخوان»، ولا أخشى على ثقافة الأزهر وتواجده منهم، لكن الخطر الداهم فى الفرق المتسلفة الوهابية، فهؤلاء منذ ما يقرب من نصف قرن، يخططون بأجندات خليجية، لإضعاف الأزهر، وتغيير ثقافته السنية، فبعد أحداث 25 يناير حدث شىء من الضبابية والعشوائية، وفتاوى وأحكام هنا وهناك، فها هى فتواهم بتدمير آثار مصر الفرعونية والإسلامية، لتصبح مصر بلا ماضى وبلا حاضر، فالسلفية يريدون إغلاق الأزهر «بالضبة والمفتاح».
وما دليل فضيلتكم على ذلك؟
- إن الآراء الشاذة التى تذاع بالقنوات الدينية، يطلقها بعض الحاملين لشهادات علمية أزهرية، هؤلاء لابد ألا نتعامل معهم على أنهم أزهريون، إنما هم متسللون ينتمون إلى الجماعة السلفية، ويكفى أن هناك كلية شرعية فى جامعة الأزهر تعتبر مفرخة للفكر والدعوة الوهابية، وشيخ الأزهر يعرف ذلك.
ما هى حقيقة الصراع الكائن بين شيخ الأزهر والمفتى السابق وبين شيوخ الوهابية؟
- الأمر ببساطة كما هو متداول فى وسائل الإعلام يكمن فى تطاول السلفيين على القمم الكبيرة، والتى يعجزون عن مجابهتها بالعلم، فلا يملكون سبيلا إلا أن يشوهونهم فى نظر العامة، بالحديث عن المذهب الأشعرى، والمغالطات، والتحريف فى علوم الأزهر، بغرض سلفنة الأزهر والسطو عليه.
تحدثتم عن كلية بها العديد من كوادر الدعوة السلفية، فما هى هذه الكلية؟
- كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، تحوى كوادر تدريس وهابية حتى النخاع، بمقدورهم التأثير على الطلاب فى المدرجات، وأذكر أن أحدهم قد أهدر دمى فى المسجد الملاصق لكلية الدعوة، بعد طبعى لكتاب السلفية بين الأصيل والدخيل، فقال للطلاب: هذا الكتاب يعدم وكاتبه يعدم، وعلى ذلك شهود منذ سنوات.
ما هى مظاهر هذا الاختراق فى الجامعة؟
- تكمن مظاهر هذا الاختراق فى أحاديث الطلبة الجانبية فى أروقة الجامعة حول زيغ وفساد العقيدة الأشعرية وكونها كفرا، العديد من المشايخ السلفية المنتسبين للأزهر يخدعون الطلبة فهم يلبسون الحق بالباطل ويلبسون الباطل بالحق، فالجامعة والمعاهد الأزهرية أصبحت بالفعل مخترقة، هناك تغيير ثقافى شامل للأزهر وأفكاره، الطلبة الآن لايوقرون الأزهر ولا يحترمونه ولا حتى يجلون أساتذتهم وعلماءهم، فهم يحصلون على شهادته لأكل العيش ليس أكثر.
ماذا يحدث لو كان شيخ الأزهر إخوانيا أو سلفيا؟
- شيخ الأزهر منصب إدارى هام وهو مطمع من الجميع، ولا يعنينى أن يكون إخوانيا أو صوفيا، ولكن ما يهمنى ألا يكون سلفيا له توجهات تضر بالإسلام.
وهناك منصب آخر لا يقل أهمية عن شيخ الأزهر وهو مفتى الجمهورية والذى تعده الناس غنيمة، ولو عرف الناس لما أعدوه كذلك ولفروا منه، كان الصحابة يود أحدهم لو أن أخاه كفاه مؤنة الإفتاء، وقال سيدنا عمر : «سلوا أبا الحسن.. لا تجعلونى قنطرة على متن جهنم»، الناس تنظر إلى الإفتاء على أنه مغانم الدنيا، لكن الزاهدين يعتبرونها مسئولية جسيمة.
خلط الدين بالسياسة مسألة تتأرجح بين مؤيد ومعارض لها، كيف ترى الأمر؟ وما رأيك فى من يستخدم الدين فى تحقيق أهداف سياسية؟
- التاريخ لا يكذب.. عندما بدأ الناس يخلطون السياسة بالدين، قتل سيدنا عثمان، وسيدنا على، وسمم سيدنا الحسن، وقتل الحسين، وقامت أربع معارك طاحنة هى «صفين، النهروان، الجمل، كربلاء»، كلها كافية لتعليم الناس عدم الخلط بين السياسة والدين، ولكن الإنسان لم يتعلم فعندما لعب أنور السادات بنفس الورقة قتل بها، وأحذر أيضا، لا يغالى بالله أحد إلا غلبه الله، فأى جماعة تلعب بورقة الدين ستكون عليهم وبالا وحسرة فى الدنيا والآخرة.
والآن هم يخلطون، ولم يتعلموا من الدروس الماضية، فتظاهراتهم أمام جامعة القاهرة، ربطوا فيها بين السيد الرئيس ونصرة الشريعة.
فما علاقة الشريعة بشرعية السيد الرئيس ؟
- يقول السلفية إن شهداءنا فى الجنة وقتلى المعارضين فى النار، أهذا صحيح؟
هذا فكر الخوارج، أما الشهيد فيعلمه الله ويحشر على نيته، إن كان فى سبيل الله يتولى جزاءه الله.
يقول البعض إن الدكتور مرسى ولى الأمر، ما تعريف ولى الأمر فى الشرع؟
- قال تعالى: «وأطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم»، كل من انتهت إليه الرئاسة أو الحكم، سواء عن طريق المغالبة أو البيعة أو العهد فى الفقه الإسلامى فهو ولى أمر، وعليه يكون السيد محمد مرسى ولى أمر.
ما رأيك فى الوجوه السلفية المتواجدة على الساحة؟
- هم أشباه شيوخ ولا شأن لى بهم، لا أتناول الأشخاص، فالفكر السلفى لا يعرفه المجتمع المصرى على حقيقته، هناك ضبابية فى الفهم، فالسلفية غير معروفة للعوام، فقليلون يعرفون أنها تمر بمراحل ثلاث، وهى السلفية الدعوية، وتتمثل فى مجموعة وعظ، حضانة ومدرسة ابتدائية، ثم تتطور إلى السلفية الحركية، وهى المشتغلة بالمل السياسى، والنيابى، إلى أن تتحور إلى التنويرية الجهادية، وخطورتها فى المشراحل الثلاث تتمثل فى أن الدعوية اختزلت الإسلام فى المظهر، فتاة تنتقب، وشاب يقصر الثياب، ويطيل اللحية، ماذا يفعلون من أخلاق الإسلام؟ لا شىء، المجتمع ككل فى نظرهم كافر، الأزهر كافر، وكذلك الأوقاف، والصوفية والشيعة، أما السلفية الحركية كمدرسة الإسكندرية، فيعملون بالسياسة، وكفروا الإخوان من قبل لعملهم بالسياسة، فهناك كتاب لقائد كبير بهذه المدرسة اسمه «فتاوى وأقوال علماء المسلمين فى جماعة المسلمين» يكفر فيه الإخوان لعملهم السياسى ومع ذلك صلى هذا الرجل خلف الرئيس محمد مرسى فى قصر الاتحادية، واستغرب عليه أنه صلى مأموما بالرئيس فى حين أنه يعتقد بكفره، وأخراهم السلفية الدعوية تحرم العمل النيابى، بينما تبيحه السلفية الحركية، باختصار إنها السلفية التدميرية التى تكفر المجتمع ككل .
وما الدافع لتفشى عملية التكفير بهذا الشكل ؟
- أعتبر أن من يكفر مجتمعه مختل نفسيا، فالتكفير ليس بالشىء الهين، فقد وضع الفقه ضوابط لهذا الفعل، فى كتابى فتنة التكفير ذكرت قول الإمام أبى حنيفة «إذا كان التكفير يأتى من تسعة أوجه، ولا يأتى من وجه فيجب حمل الأمر عليه لا على التسع، التكفير لا يمارسه إلا الوهابية المتسلفة، وهناك فرق كبير بين سلفية الإمام أحمد بن حنبل، وابن تيمية، وبين السلفية الحديثة، التابعة لمحمد بن عبدالوهاب وهو دعوى حركى جهادى تدميرى، ولكن هذا الأصل الآن مغيب، والسلفية أسهل ما لديهم تكفير العباد، ولذا قسموا المجتمع إلى مجتمع كفر ومجتمع إيمان، ومجتمع شرك، هل هناك فانتازيا سوداء أكثر من ذلك؟ فتقسيم الناس إلى فلول وغير فلول، ماهو إلا وسيلة لكسب العيش على هذه التصنيفات.
للاسف مصر وقعت بين تاجر دين وتاجر وطن فالإخوان والسلفيون يتاجرون بالدين، ومن يدعون وطنية البلاد كالليبراليين هؤلاء يتاجرون بالوطن. فالبلاد بين مطرقة السياسة وسندان الدين .
انحصر جهاد السلف فى زواجهم من السوريات فى هذه الفترة ما تعليقك على ذلك؟
- أود أن أخبرهم أن هناك مأساة ب«ميانمار»، وهناك أخرى ب«الصومال» فأرجو من السادة المتسلفة الجهاد فى هاتين الدولتين أيضا، المسلم إذا كان محترما يجب عليه تهيئة زواج سورى بسورية، وألا يستغل ظروف فتاة مسلمة من أجل شبق أو سعار جنسى فليس من المعقول أن عربية تقول وااا معتصماه، فيرد عليها آخر: وااا جنساه، هناك فرق بين جيل يلبى نداء « وااا معتصماه، واخر يقول واا جنساه».
وما رأيك فى زيارة أحمدى نجاد لمصر، وهل يعد ذلك فتح الباب أمام المد الشيعى لمصر؟
- نجاد رجل سياسة جاء فى مؤتمر سياسى ولمهمة سياسية، ليس أكثر، وهل استقبل أوباما الأمريكى ونتنياهو الصهيونى أم استقبل أحمدى نجاد؟ فتحت مصر أبوابها لهؤلاء فلم لا تفتحها لنجاد وهو مسلم من دولة مسلمة؟، ضرب من الجنون أن نخاف من المد الشيعى وما شابه من أمور، بهذا نكون قد فقدنا الخبرة والرؤية وأصبحنا نتعامل ببلاهة وسفاهة، لا أدافع عن نجاد ولا أدينه، ويسأل عنه وزير الخارجية المصرى، فهذا عمل سياسى ومصر دولة مفتوحة للجميع، عندما جاء البابا الراحل للكنيسة الكاثوليكية «يوحنا بولس» القائم بأعمال تنصيرية بإفريقيا، لم يتحدث عنه أحد فلماذا نتحدث عن زيارة نجاد؟.. لا داعى للقلق فالثقافة السنية قوية، ولن تهتز أو تتأثر .
سابقا أفتى الشيخ شلتوت رحمه الله بجواز التعبد بالمذهب الشيعى، هل من الممكن إصدار فتوى ثانية بعدم جواز ذلك؟
- بالطبع مستحيل فالفتوى لا تزال قائمة، فليس متاحا أن نحلل ونحرم بهذه البساطة، ولن تصدر فتوى أخرى بغير ذلك، ولو حدث يكون تلاعبا، الله تعالى يقول «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون».. هناك اخطاء لدى الشيعة، ولكنها لا تخرجهم عن الملة، ففى الدراسات العليا، وفى كليات الشريعة لا يجاز الباحث فى رسالة الماجستير ولا فى الفقه الإسلامى إلا إذا ضمن أقوال الفقه الشيعى الجعفرى والزيدى، ومذهب الاباضية، وهو مذهب بسلطنة عمان، هذا عمل أكاديمى، لا نريد حساسية مفرطة، تعرضت مصر لحملات تنصير و لم تفلح، وحاولوا تشييع مصر من أيام الفاطميين ولم ينجحوا وكما قلت إن مصر وشعبها ينفون الخبث .
هل يعنى هذا أن الفتاوى التى أصدرها الإمام الأكبر على جمعة عن ختان الإناث والتى قيل إنها مفصلة لسوزان مبارك لن تتغير وهى من روح الإسلام ؟
- ما أفتى به الامام الأكبر سليم 100% الختان فى مصر ختان قبلى إفريقى، تمارسه مصر والسودان وجيبوتى، يقوم على إزالة العضو التناسلى الحساس للمرأة بكامله، الإسلام لم يقل هذا عند تعريف الختان، ففى كتب الفقه يسمى: قشط الجلدة التى تعلو الفرج كعرف الديك، هذا كلام الفقهاء، السلفية ضد تلك الفتوى، وأقول لهم، لماذا لا تطبقه السعودية، وكل دول الخليج والشام؟، ولماذا تنادون به فى مصر ومعقل الوهابية لا يطبق ذلك؟.. هناك خلط بين الختان الإفريقى والفرعونى وبين قشط الجلد إذا تفاحشت، حتى إن الفقهاء أسموها بعرف الديك، أى إنها زائدة، إذًا تقع فى كونها عملية تجميل، وللأسف لاعيب على شعب أمى، لديه موروثاته ولايريد فهم دينه، وإذا صحح العالم قيل الفتوى مسيسة وإذا صمتنا يقولون جبناء .
هل فقد الشعب ثقته بالأزهر خاصة بعد تزايد الأقاويل حول تسيسه؟
- الشعب لم يفقد ثقته بالأزهر، هناك تشويه متعمد من السلفية، وإن ما يحدث على الساحة الدينية والسياسية فى صالح الأزهر، لقد علم الناس من هم السلفية ومن هم الإخوان على حقيقتهم، آراؤهم شاذة، بعدما نجموا فى القنوات الدينية، علموا من يتحدثون عن بول الابل، والاعشاب، والسحر، ومن يسب ويلعن، ومن برر شتائمه على أن القرآن به سب والنبى كان أيضا يسب وكذلك الصحابة، القنوات الدينية كان لها نصيب الأسد لدى الناس، والان يسبون فى علماء الأزهر وغيرهم مما يرجع للأزهر ثقته بين الناس .
ما رأيك فى الطرق الصوفية المتواجدة بمصر، وأسباب ضعفها؟
- هناك فرق كبير بين الصوفى والمتصوف، والصوفيون هم من يقيمون الموالد وما إلى ذلك، ومبعثهم: الجهل بالدين، أما التصوف فنقرّه، فالشيخ عبد الحليم محمود، وغيره من أكابر العشيرة المحمدية المتصوفة، لكن الجميع يحتاج إلى توعية سليمة، لتواجد صفات حميدة لديهم كحب الرسول والورع والتلذذ بالعبادات والتقرب إلى الله .
هل ظلم ابن عبدالوهاب ؟
- محمد بن عبد الوهاب رجل دين، كان غطاء دينيا لحكم سياسى، نفس الموجود الان، والفتاوى الشاذة المتواجدة على القنوات جميعها لخدمة الحكام، حينما خرج علينا القيمة الكبيرة «محمد البرادعى» الذى لم نعرف قدره ولم نعطه حقه، حين أعلن رغبته فى خوض الانتخابات الرئاسية فى عهد الرئيس السابق، أهدر دمه رئيس جمعية سلفية، نفس التاريخ يعيد نفسه.. عمرو موسى الامين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، حمدين صباحى، هؤلاء الأفاضل، حينما يتم إهدار دمهم لانهم يقفون على أخطاء الحاكم فهذا يثبت أن أصحاب الفتاوى يغازلون الحاكم بهذه الفتاوى.
هل يعتبر هذا تجنيدا للتيار السلفى من قبل الحكام؟
- نعم.. فخدمة الحكام منهجهم، محمد بن عبد الوهاب خدم العائل السعودى، وفى بلادنا يحدث ذلك، هم كتبة تقارير أمن الدولة، فكان أمن الدولة يوزع المساجد من حيث الرقابة على وعاظ الأوقاف السلفية، ضد الإخوان باعتراف السلفية أنفسهم، سلطوا على الإخوان نظير تركهم يعملون فى الخفاء .
أثيرت فى الآونة الأخيرة قضية سب وقذف الفنانة إلهام شاهين، كما قيل إن فضيلتكم وقفتم موقف المدافع عنها ماقولك فى هذا ؟
- قال تعالى «لا يحب الله الجهر بالسوء» العالم المنسوب إلى الدين، لابد أن يتثبت فى كلامه، لا أدافع عن شخص إلهام شاهين، ولكن يجب التخلق بأخلاق الداعية، من يفعل ذلك لا يثأر للدين، بدليل، لماذا لم يتكلم عن غيرها؟ لانها انتقدت الإخوان والسلفية، إذًا الغضبة لم تكن لله، فمن غير اللائق أن يأتى رجل دين فى وسيلة إعلامية ويتلفظ بألفاظ خارجة ويجهر بالقول، ويتقمص دور بوليس آداب، ولكنهم حاربونى، لانهم عاجزون عن مجابهتى علميا، فاجتزأوا الكلام، واتهمونى بأننى أدافع عن إلهام شاهين، وأنا أقول إنه شرف لا أدعيه، دفاعى عن عرض مصرية، أيا كانت ماركسية أو يهودية أو مسيحية، طالما كانت مصرية آدمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.