حكاية وراء كل ورقة عنوان المؤتمر الذي افتتحته الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان, وتتضمن اللقاء مع أمهات وآنسات ساقطات قيد, ومن خلال اللقاء تروي النساء والفتيات من صعيد مصر التغيير الذي أحدثه ظهور أوراق ثبوتية من رقم قومي وشهادة ميلاد ووثائق زواج في حياتهن, وذلك في خمس محافظات من صعيد مصر وهي: الجيزة وبني سويف والمنيا وسوهاج وقنا وتبدأ الحكاية آمال سعيد خريجة معهد الخدمة الاجتماعية بأن عمرها في الشهادة مختلف عن عمرها الحقيقي وكان من الممكن أن تكون ساقطة قيد, ولكن حينما تمت ولادة شقيق ذكر لها تذكروا أن يسجلوها وتم تسجيلهما علي أنهما توءم, وتؤكد آمال بأن هذه ليست قصتها وحدها فهي لها تسعة(9) أخوات وكل واحد منهم له حكاية مع شهادة الميلاد, والغريب أن من تملك شهادة ميلاد ويتم وصولها في المرحلة التعليمية إلي المرحلة الجامعية لا تجد فرصة للزواج بسهولة, ومن لا تملك شهادة ميلاد فرصتها في التعليم والعمل أقل ولكن فرصتها في الزواج خاصة من الأقارب أكبر, ومن مركز الصف التابع لمحافظة حلوان تضيف مليحة حسين في العقد السادس من عمرها وأم لخمسة أولاد وبنت واحدة ولا تملك شهادة ميلاد, وعندما علمت بمرور عربات تابعة للسجل المدني لاستخراج الأوراق الرسمية ذهبت سريعا فهي لا تملك شهادة ميلاد ولا قسيمة زواج وعن أولادها فكلهم لهم شهادات ميلاد ورقم قومي, ولكنها توضح أن السبب وراء استخراج الشهادة لها هو الأمل في وجود معاش خاصة أن زوجها يشتغل بالفلاحة ولا عمل له, ومن قرية البردويل بمركز أطفيح التابعة لمحافظة حلوان يضيف حمدي حامد خريج خدمة اجتماعية أن هناك بعض الشباب لا يملكون شهادات ميلاد ولا رقم قومي بعضهم من أجل التهرب من أداء الخدمة العسكرية, والخوف من الذهاب إلي قسم الشرطة وقد يعرضه للحبس أو الغرامة, وفي المنيا كانت هناك أسباب أخري وراء عدم وجود أوراق رسمية حيث لا يتم تسجيل سوي الأطفال الذكور فقط, وفي بعض القري لا يتم تسجيل الإناث ضمانا لعدم حصولهن علي ميراثهن عند الكبر. وفي مركز ملوي بقرية أيشدات تؤكد ندي عبدالصبور بأنها لا تعرف( سنها) ولكنها متزوجة منذ ثلاثين عاما ولا يوجد لديها أطفال لكنها طامعة في الأوراق الرسمية من أجل لقمة العيش أصل العيش بقي بالبطاقة, وتضيف نزيهة إسماعيل(18 سنة) بأنها عايزة تطلع بطاقة علشان جوازتها واقفة علي استخراج بطاقة, وكمان مكسوفة تقول لخطيبها يطلع لها بطاقة لأن مصاريفها غالية علي أسرتها البسيطة, وتوضح الدكتورة عزة العشماوي مسئولة المشروع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة أن وجود عربات استخراج الأوراق الرسمية في تلك المناطق النائية أنقذ هؤلاء النسوة من مكاتب التسنين التابعة لمكاتب الصحة, حيث وراء لجان التسنين حكاوي غريبة توضحها هبة محمد عبدالله منسقة المشروع بإحدي الجمعيات الأهلية بأنه حينما كان يتم سؤال سيدة ساقطة قيد عن سنها كانت تقول مثلا إن عمرها37 سنة بينما تنطق خطوط وجهها بعمر أكثر من الواقع بكثير, وبعضهن تقول احسبوه زي ماتحبوا, وكان أعضاء اللجان يعتقدون إنهن يتهربن من ذكر الحقيقة, ولكن الواقع أثبت أنهن لا يعرفن أعمارهن بالفعل ولا يوجد ما يثبت متي ولدت بالضبط, ولكن إما أن يتم مقارنة عمرها بعمر أخيها الأكبر أو بعمر قريبة لها تم تسجيلها في العائلة, ومازالت القائمة طويلة وفي انتظار عربات الرحمة لتصل إلي منازلهن لأن جميعهن محرج عليهم الخروج من قراهن لاستخراج أوراق رسمية لهن, ولأن معظمهن تخرج من منازلهن رائحة الفقر التي تحول بينهن وبين الخروج للعالم.