لماشاهد حلقة تجربة حياة التي تحدث فيها الأستاذ هيكل عن مسألة فنجان القهوة, لكنني قرأت الكثير مما كتب عنها, ووفقا لما قاله الأستاذ, فإنه رأي بعينه واقعة, قرر الآن أن يقولها وهي أنه قبل وفاة الرئيس عبد الناصر بثلاثة أيام وفي فندق النيل هيلتون, خلال مؤتمر القمة العربي الذي عقد في ذلك الوقت, وفي وجود ياسر عرفات, وهذا الكلام كله عام1970 وهو يقال لأول مرة, قام الرئيس السادات بتقديم فنجان قهوة اعده بنفسه للرئيس عبد الناصر, وشرب الرئيس عبد الناصر الفنجان. وبعد أن أحاط الأستاذ القصة بكل نظريات المؤامرة التي كانت تستهدف الرئيس عبد الناصر, ابتداء من واشنطن مرورا بالسعودية وحتي إيران, وبعد ان ذكر ان الرئيس السادات كان قد صرف الرجل المسئول عن مطبخ عبد الناصر, يقرر الأستاذ انه يستطيع حتي هذه اللحظة أن يقطع بأن وفاة الرئيس عبد الناصر لم تكن طبيعية, كما يستبعد ان يكون الرئيس السادات وقد وضع السم لأسباب يقول انها إنسانية وعاطفية, خاصة والكلام له انه لم يوجد اي دليل مادي علي ذلك, فلم يستدل علي وجود السم في الهيلتون. المسألة واضحة, فالأستاذ يقول آخر مالديه من هواجس علنا, ويفجر قضية ليس لديه بشأنها سوي واقعة جرت قبل ثلاثة أيام كاملة من الوفاة, وهو بالتأكيد يظن انه يعرف ردود الافعال المحتملة لذلك, وهنا فإن أكبر خطأ يمكن ان يرتكب هو أن يهاجم الأستاذ بعبارات غير لائقة, وعلي أي حال فقد تكفل المعلقون علي الخبر في كل المواقع تقريبا, بذلك وبطريقة غير كريمة علي الاطلاق, لكن مايجب ان يقال فعلا هو ان علي من يحبون الأستاذ ان يحاولوا ان ينصحوه بالاستئذان في الانصراف من البرامج أيضا. لقد ترك الأستاذ ميراثا هائلا من الكتابات والمواقف والوثائق, يعتقد من يعرفونه انه قد قال معظم مايريد ان يقوله, والآن, فان مايقوله علنا, بتلك الصورة, وعلي قناة الجزيرة تحديدا, لن يخدمه علي الآطلاق, وسوف يترك تأثيرات سيئة علي صورة لايرجو لها احد ان تمس بأكثر من مما تم المساس بها, خاصة وان مثل تلك التجاوزات قد تكررت, بشأن كل مايتعلق بأي رئيس تولي سلطة بعد عبد الناصر, او جرؤ علي الوقوف ضده في فترة حكمه, ففتح مثل تلك الأبواب بتلك الصورة, ليس مسألة جيدة, ولن يحصل الأستاذ بها علي أكثر مما حصل عليه, بل علي العكس. [email protected]