النظرة الخاطفة لمستشفي الوراق العام من الخارج تكفي للقول إنه يخلو من لمسة جمالية, ولكن المرضي لن يعترضوا فعيونهم وقلوبهم تؤلمهم, ويحتاجون علاجا أكثر مما يبحثون عن راحة نفسية. ويلاحظ المرضي الذين مازالوا محرومين من التمتع بالخدمات الطبية في المستشفي أن كل غرفة بها جهاز تكييف, وتصطف الأجهزة في تناسق وانضباط يليق بمبلغ22 مليون جنيه هي جملة تكلفة إنشائه, ولكن فرحة أهالي الوراق لم تتم إذ تسرب الإهمال للمبني قبل الاكتمال حتي أصبحسسص مهجورا فاقدا للروح. مأوي لأطفال الشوارع ويقول عبدالفتاح قنصوه( أحد الأهالي) ان الإهمال أفقد المبني الخالي هيبته فتحول إلي مأوي آمن لأطفال الشوارع يمارسون فيه كل ما يمكن أن نعتبره خروجا علي القانون ولايحاسبهم أحد بل أن بعض الباعة الجائلين جعلوه استراحة لخيولهم ومبيتا لعربات الكارو. ويقول حارس المستشفي إنه يعمل منذ8 سنوات والوضع لا يتغير بل يزداد سوءا مضيفا ان المبني جاهز ومقسم إلي غرف للكشف والاستقبال والعمليات ولا ينقصه إلا الأجهزة الطبية ولكن عدم افتتاح المستشفي جعله عرضة للسرقة اكثر من مرة حيث يظن اللصوص انه غير مستخدم فيلجأون لسرقة محتوياته ويقول حسين عثمان أحد السكان ان بعض المرضي بالمنطقة يعانون كثيرا ففي الحالات الطارئة يضطرون إلي اللجوء لمستشفيات بعيدة أو عيادات خاصة وهذا يحملهم عبئا إضافيا جسديا وماديا. إحتياج شديد ويؤيده في الرأي أحمد خالد أحد مواطني الوراق إن الأهالي في أمس الحاجة لخدمات المستشفي لأن المستشفي الرئيسي بعيد عن المنطقة وهذا يجعلهم عرضة للاستغلال في العيادات الخاصة. خدمة مناطق كثيرة ويقول أحمد عبدالحي عضو المجلس المحلي لمحافظة الجيزة إن المستشفي كان وحدة صحية ثم تحول لمستشفي الوراق العام وكان من المفترض ان يقوم بخدمة أهالي منطقة الوراق وإمبابة وطناش وجزيرة محمد وعزبة المفتي لكنه توقف العمل به منذ8 سنوات نظرا لوفاة المقاول المسئول عن أعمال البناء ثم قام اللواء سيد عبدالعزيز بتفقد المستشفي وتم إسناد أعمال البناء إلي مقاول آخر وتشكلت لجنة هندسية من قبل المحافظة لكنهم فوجئوا بوجود بعض المخالفات في تصميمات البناء وتم عرض الأمر علي وزارة الصحة لإعداد أو تخصيص ميزانية لاستئناف العمل لكن الأمور تزداد سوءا.