مصاعد معطلة جدران متهالكة محاليل منتهية الصلاحية أجهزة لا تعمل وأطباء قليلون هذا هو حال مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات قطاع غزة. الوضع هنا مأسوي جدا بل كارثي هكذا فاجئنا مدير مستشفي الشفاء أكبر مستشفيات قطاع غزة. وأضاف عدد الوفيات لدينا خلال عام ونصف عام وصل إلي معدل كارثي فكل يوم لدينا مريض يغادر الحياة. بالأمس ظل شاب جريح ينزف حوالي ساعة إلا ربع في انتظار المصعد الوحيد الذي يعمل في المستشفي لعلاجه مشهد مؤلم لكنه معتاد في مستشفي الشفاء كما تقول عبير ابو عتالة' أحد طاقم التمريض' فالمرضي هنا في حالة انتظار دائم بغض النظر عن حالتهم إنتظارا لمصعد ينقلهم الي غرف العمليات أو سرير للعلاج أكياس دم غير متاحة أو جهاز لإجراء أشعة لمعرفة سبب الألم. فالمستشفي الذي يعد اكبر مجمع طبي عام في غزة والذي عانت كثيرا في أثناء العدوان الإسرائيلي علي غزة لإنقاذ اكبر عدد من الجرحي بإمكاناته المحدودة و بالاستعانة بأطباء من الشقيقة مصر ومن دول أخري يعاني اليوم من وضع كارثي بسبب الحصار نقص في الأجهزة و المعدات الطبية في الطاقم الطبي في الأدوية في أجهزة الأشعة و التحاليل الأساسية باختصار في كل شيء باستثناء المرضي,' في كل مرة أحاول تركيب محلول لمريض تنفجر في يدي الزجاجة, جهاز الأكسجين يوم هنا وعشرة أخري في الورشة للتصليح مفيش غير جهاز رسم قلب واحد في المستشفي حتي أدوات التعقيم و الشاش لانجده'. تشرح رندا مطر من التمريض مضيفة أنه في حالات الطواريء لا نعرف كيف نتصرف بسبب نقص السعة فكثيرا ما نرسل حالة حرجة الي قسم اخر ثم نبحث عن الطبيب المناسب لنرجوه متابعتها. المستشفي سعته720 سريرا و يستقبل حوالي35 ألف مريض شهريا في عياداته ومع ذلك تعاني بل تنتحر كما يقول د. حسين عاشور مدير المستشفي الذي يعيش مكتبه في المستشفي حالة طواريء دائمة بسبب حالة المستشفي و نقص امكانته الاساسية, يحاول التحايل لحل المشكلات اليومية التي تواجهه مثل فك قطعة من جهاز غير مستخدم لتشغيل احد اجهزة الأشعة المهمة. مستشفى الشفاء من الخارج . تصوير : السيد عبد القادر و بمجرد السؤال عن ابرز احتياجات المستشفي و ما يعانيه من نقص تتدفق الكلمات المطعمة بالمرارة منه شارحة وضعا غير انساني يعانيه مرضي اكبر مستشفي في غزة في ظل الحصار' نعاني من انقطاع دائم للتيار الكهربائي يؤدي الي زيادة الأحمال علي المولدات و ارتفاع درجة حرارتها الذي يهدد بكوارث تخيلوا المصائب التي يمكن ان يسببها انقطاع التيار في غرفة العمليات أو في حضانة اللاطفال حتي نطلب من البلدية تحويل الكهرباء إلينا بسبب ذلك منعنا تشغيل التكييف في المستشفي حتي لا يحمل علي المولدات' ويشرح مدير المستشفي الذي يخلو مكتبه من التكييف رغم الحرارة الشديدة ويضيف' هنا لا يعرف الأطباء كيف يتعاملون مع آلام المرضي, لدينا مثلا في قسم الأنف والأذن24 طبيبا جميعهم يعملون بجهاز واحد وجهاز القصبة الهوائية معطل كذلك جهاز الأشعة المقطعية علي المخ و الرنين المغناطيسي جهاز فحص أورام الثدي و أجهزة الصبغة التي تحظر اسرائيل دخولها الي قطاع غزة, أما مخزون المستشفي من أكياس الدم فلا يتعدي125 وحدة في حين تحتاج بعض الحالات إلي80 وحدة احيانا' يضيف مدير المستشفي الذي يفتقد المقومات الأساسية لتقديم الخدمات العلاجية لا توجد صمامات أو أشرطة لتحليل مرض السكري ونطلب من المرضي إحضارها معهم عند الفحص. مازن داود يرقد ابنه في قسم العظام للعلاج من كسر في مشط القدم يقول الأطباء هنا ينتحرون من كثرة العمل لا يقصرون في خدمة المرضي ونحن نشعر بذلك لكن لا تتوافر بالمستشفي أي امكانيات لتساعدهم في علاج المرضي, بينما تقول مني الساحلي التي ترقد والدتها في غرفة العناية المركزة بعد إجراء عمليه بتر في القدم أنهم أحضروا كل أدوات التعقيم معهم للمستشفي بالإضافة إلي أن والدتها انتظرت شهرين لكي يخلو لها سرير في المستشفي لكي تجري العملية. أما الأدوية فكما يقول د. حسين حدث و لا حرج' فلا توجد أدوية علاج السرطان الفشل الكلوي و الحالات المزمنة و ذلك بالرغم من الكم الكبير من شحنات الأدوية التي ترسل الي غزة كم كبير يزيد عن حاجتنا أحيانا من بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية بينما لا يسألنا أحد عن أدوية أخري هامة نحتاجها'و يضيف' ناشدنا الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية لكي يحضروا لنا الادوية اللازمة التي يحتاجها المرضي ودائما يأتي الرد أن إسرائيل ترفض دخول هذه الأدوية والنرويج أرسلت إلينا جهاز أشعة مقطعية علي المخ يقف منذ أربعة أشهر في رام الله بسبب تعنت سلطات الإحتلال. نقص في الأدوية وأيضا في الطاقم الطبي كما يقول د. اياد سكيك رئيس قسم العظام في المستشفي' نحن بحاجة إلي سبعين إستشاريا و لدينا عشرة فقط' و لكي نعالج مرضي إصابات المفاصل نضطر للتواصل مع المصانع الطبية لأسابيع لكي تحضر لنا قطع الغيار الطبية' فبعد انتهاء القصف الأخير علي غزة لم تتواصل معنا الجهات المانحة علي عكس ما ازيع في وسائل الإعلام فمثلا لدينا مريض مصاب بكسر في العمود الفقري يرقد في قسم العظام منذ ثلاثة أسابيع لا نستطيع عمل شيء له والعديد من الجهات المانحة ترسل إلينا معدات قديمة مثل المعدات التي أرسلتها لنا قافلة جالاوي كانت جميع قطع الغيار الطبية بها قديمة وغير صالحة للاستخدام'.