تفاقمت أزمات المشروعات المجمدة والمتعثرة بالمنطقة الصناعية ببورسعيد, والتي بلغت حدا مؤسفا أخيرا مع سعي أصحاب تلك المشروعات لبيع منشآتهم بالمنطقة علي الرغم من نجاح الحكومة في توفير كل مرافق البنية الأساسية من طرق ومياه وكهرباء واتصالات للمنطقة وجميع مشروعاتها, ومن بينها سلسلة المنشآت الصناعية الناجحة والتي تقف وراءها نخبة من المستثمرين الجادين, خاصة في مجالات الصناعات النسيجية والكيماوية والملابس الجاهزة والمواد الغذائية. وكشفت الأهرام المسائي في جولتها بالمنطقة الواقعة جنوب بورسعيد( الرسوة) عن تحول معظم المصانع بالمنطقة الي منشآت مهجورة, بعدما توقف أصحابها عن استكمالها لأسباب مختلفة علي رأسها, التعثر المالي, وعدم جدية أصحابها أنفسهم كما كشفت الجولة عن تنامي ظاهرة الأراضي غير المستغلة منذ تخصيصها.. والتي اكتفي أصحابها بتسويرها, وتركها البعض لتصبح خرابات الي جانب المشروعات الناجحة, وجاءت لافتة المصنع للبيع والتي تعلو العديد من مشروعات المنطقة, لتشيع أجواء من الحزن علي ما آلت اليه واحدة من بين أفضل المناطق الصناعية علي مستوي الجمهورية. ومن جانبه أكد المهندس محمد السيد رئيس جمعية مستثمري المنطقة الصناعية( جنوب بورسعيد) أن الحكومة لم تقصر في أداء كل واجباتها تجاه المنطقة, والتي تعد من المناطق النموذجية في مجال الاستثمار الصناعي ليس علي المستوي المحلي فحسب ولكن علي مستوي العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط, ولكن وللأسف, لم تأت النتائج بالمنطقة, مناسبة لما وفرته الحكومة من امكانات مختلفة. وأضاف انه وفيما عدا بعض حالات التعثر المبررة لبعض المشروعات بالمنطقة, وخاصة المتعلقة بوفاة أصحابها, لايمكن اعفاء المستثمرين غير الجادين من المسئولية عما آل إليه حال المنطقة والتي لاتنتج بنصف قوتها وامكاناتها, ولعل الفارق الطبيعي بين العقلية الصناعية, والفكر الاقتصادي التجاري, لدي هؤلاء المستثمرين هو السبب وراء تعثر مشروعاتهم مبكرا, وعدم امتلاكهم القدرة علي التغلب علي مايصادفهم من عقبات أثناء التنفيذ.. واستنفادهم لكل الفترات الزمنية( المهل) الممنوحة لهم من جانب اللواء مصطفي عبد اللطيف محافظ بورسعيد ومجلس ادارة المنطقة الصناعية.. علي مدار العامين الماضيين.. وداخل المنطقة, يقول عاطف مبروك أحد المستثمرين بالمنطقة إن المشروع الخاص به والمقام علي مساحة12 ألف متر.. قد اقتربت أعماله الانشائية من الانتهاء بنسبة90% وقد عاني خلال فترة البناء ومنذ تعاقده علي انشاء مصنعه المخصص للملابس الجاهزة في2004 من عقبات ومصاعب كثيرة ينبغي النظر إليها. عند محاسبة المستثمرين غير الجادين.. ويأتي علي رأس تلك العقبات والتي احتاجت لوقت كبير لإزالتها.. عقبة توصيل التيار الكهربائي.. والتي تتطلب موافقات العديد من الجهات قبل التقدم بالطلب لإدارة شركة توزيع الكهرباء( الموجودة بالإسماعيلية) وانتظار حلول الدور بين المتقدمين لمدة6 شهور.