يتمتع السيد صفوت الشريف بمواهب فكرية وثروة لغوية, تسمح له بالقدرة علي نحت المصطلحات واشتقاق التعبيرات الموجزة والبليغة التي تميزه عن كثيرين من رجال السياسة فهو ليس مجرد قيادة سياسية عملية, وليس مجرد قيادة حزبية تنظيمية, وإنما هو سياسي مثقف, وحزبي مفكر, له قدرة علي تحليل الأحداث, تصاحبها قدرة علي الوصف والتشخيص, ويحركها التزام وطني يصل إلي حد الغريزة, وتعززها شجاعة أدبية تصل إلي حد المواجهة, دون كلمة أو حرف يصدم المشاعر أو يجرح الأذواق, فهو يضبط مستوي الأداء عند درجة من الرقي لا تنزل عنه, وعند درجة من التحضر تكشف عن معدن جيل كامل من رجال السياسة الذين تمرسوا في محراب الوطنية المصرية. أدلي السيد صفوت الشريف بتصريحات خاصة للزميل العزيز الاستاذ محمد حسن الألفي رئيس تحرير الوطني اليوم أوجز فيها حالة الشعار التي انتابت جماعة الاخوان, فتحولت قياداتها إلي عناصر هائجة, تتحرك بأعصاب مهتاجة, بصورة عشوائية هستيرية, في جو من الظلام الذي يحيط بهم, بعد أن فقدوا النور وانطفأت في أيديهم المصابيح. يقول الشريف: جماعة الإخوان في مأزق وتسول سياسي, بعد أن انطفأت مصابيح الأوهام, بأداء برلماني فاشل, فقدوا به مصداقيتهم في الدوائر الانتخابية, وهذا المأزق يدفعهم لاختراق بعض الاحزاب الشرعية بحثا عن طوق نجاة من الكبوة والسقوط. هذا هو جوهر ومصدر الضوضاء التي تتناثر هنا وهناك.. مصابيح الاوهام انطفأت.. والجماعة تتحرك في الظلام.. ادركتها حالة من العماء.. جماعة عمياء.. تفقد القدرة علي التمييز بين الحائط والشارع والرصيف والحفرة والأسلاك الشائكة والاسلاك الكهربائية وأعمدة الإنارة.. فهي تصطدم بكل هذا, وتخبط رأسها في كل هذا, وتظن أنها تطرق أبوابا, وتأمل أن يسمعها أحد وتتمني أن تجد من يفتح لها الباب, وتنتظر من يعرض عليها الدخول. الرسالة بليغة جدا.. من يتحرك في الظلام لن يحصد إلا خبط رأسه في الحائط, ولن يكون مصيره إلا في أقرب حفرة... أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت. فمصابيح الأوهام قد انطفأت.