هزمت القوات البريطانية والإثيوبية القوات الإيطالية عام1941, ولكن إثيوبيا لم تستعد السيادة حتي توقيع الاتفاق الأنجلو-إثيوبي في ديسمبر.1944 ذهبت إلي إثيوبيا في محاولة للفهم, فالمشكلة لدينا هي التصورات المسبقة دائما عن الأشياء والأشخاص و التي تجعلنا أحيانا نصل إلي نتيجة خاطئة, ومحاولة الفهم كانت محاولة لفهم ما يحدث الآن في ملف حوض النيل, حول سبب الموقف الإثيوبي, في محاولة لفهم أين نقف نحن الآن من هذه القضية. إثيوبيا واحدة من الدول القديمة, وهي صاحبة أطول تاريخ من الإستقلال وإن كان ليس بشكل مستمر بين دول القارة الإفريقية, حافظت إثيوبيا علي استقلالها خلال فترة استعمار إفريقيا. وظلت كذلك حتي1936 حيث اجتاح الجيش الإيطالي إثيوبيا, هزمت القوات البريطانية والإثيوبية القوات الإيطالية عام1941, ولكن إثيوبيا لم تستعد السيادة حتي توقيع الإتفاق الأنجلو-إثيوبي في ديسمبر.1944 ويربطنا بها تاريخ إسلامي واحد, حيث كانت الحبشة هي المكان الأول الذي ضم واحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولي وهربهم بدينهم عند الملك النجاشي وفرارهم من كفار مكة. أما أنهار إثيوبيا فتتجه جميعها نحو الغرب وتنتهي في حوض وادي النيل باستثناء نهر أومو الذي يجري في الجنوب ويتجه إلي بحيرة ويجري في الشمال نهر تكيزة أو كما يسمي محليا الرهيب مع روافده هابطا من جبال ألاسكا. ولكن أكبر أنهار إثيوبيا هو نهر آباي, أو النيل الأزرق, الذي يتغذي من بحيرة تانا ومن نهر آباي الصغير أو النيل الازرق الصغير الذي يهبط من جبال شوك ويصب في بحيرة تانا المذكورة. تبلغ مساحة إثيوبيا1.127.127 كم2, ويبلغ سكانها نحو80 مليونا, وقد تسبب الجفاف المتكرر الذي تعرضت له إثيوبيا في العقد الأخير في خسائر بالغة بشرية وبيئية, وتتعدد اللغات والعروق البشرية في إثيوبيا ويرافق ذلك تعدد في الانتماءات الدينية, وأصول السكان في إثيوبيا متنوعة جدا. ويؤلف الأمهريون الأكثرية الساحقة منهم ويقدرون بنحو ثلث السكان, ثم تليهم شعوب الغالا ويؤلفون نحو خمسي السكان. وتلي ذلك مجموعات بشرية متعددة الانتماء العرقي والقومي منها: قبائل التغرة التي تعيش في الشمال, والجماعات النيلية التي تقيم في الجنوب والغرب من البلاد, والعرب الذين يتوزعون علي أقاليم أوجادين وصحراء الدناقيل, وغيرهم مثل الصوماليين والدناقيل والسودانيين. ذهبت إلي إثيوبيا كما قلت في محاولة للفهم, والحقيقة أننا كلنا في حاجة للاقتراب وفهم هذا التنوع الثقافي و التاريخي, و العلاقات التي كانت موجودة, والتي نتمني أن تعود أفضل مما كانت.