وللأسف هم يتربحون بالاعلانات فيشدون الناس الي موضوعات جدلية مثل السنة والشيعة والسلفية والصوفية يذكون الخلاف ويشعلون جذوته لكي يشدوا المشاهد لهذه القنوات من أجل التربح من الإعلانات. أحد رجال الأعمال قرر منذ عدة سنوات أن يبدأ نشاطا إعلاميا تليفزيونيا وفيما يبدو أن النصيحة ممن نصحه كانت بأن يطلق قناة فيديو كليب يذيع من خلالها الاغاني المصورة التي كانت قنواتها في ذلك الوقت هي السمة الغالبة في سماء الفضائيات العربية, وفيما يبدو أيضا أن جزءا من النصيحة كان أن مثل هذه القنوات عبارة عن مشروع اقتصادي مربح وبعيد عن' وجع دماغ' السياسة, وعن صراع الدراما, وعن حيتان الرياضة.أتصور أن رجل الأعمال اقتنع بالفكرة ولكنه توقف قلقا عند طبيعة القناة التي تعتمد علي الفيديو كليب الذي بات جزءا اساسيا من تكوينه مساحات العري فيمن تغني, أو ممن يرقص حول من يغني, فهداه تفكيره لان يفتح في نفس الوقت قناة دينية, توقع وقتها أن تكون قناة غير اقتصادية يصرف من عائد قناة الفيديو كليب علي القناة الدينية لعل الله يغفر له ما يحدث في قناة الاغاني!!!. بدأت القناتان, فإذا بالقناة الدينية تتحول الي مشروع اقتصادي رابح مع ايجار مساحات الهواء لشيوخ حقيقيين أو مدعين, ومع فيض من الرسائل عبر شركات التليفون وعائد كبير عبر إعلانات شركات الانتاج الديني, ورنات التليفونات المحمولة الإسلامية وإعلانات حبة البركة وخدمات الفتوي عبر الهاتف, ومسابقات مثل ما هي أول غزوة في الإسلام أو بماذا لقب ابو بكر والاتصال علي أرقام0900, علي الطرف الآخر اكتشف أن قناة الأغاني لم تحقق ما كان متوقعا منها, فقرر أن يحول قناة الأغاني إلي قناة دينية لتصبح لديه قناتان دينيتان, أو بالأصح مشروعان اقتصاديان تحت مسمي قنوات دينية. القصة الحقيقية السابقة تذكرتها وأنا أتابع الجدل الحادث حول القنوات الدينية وإغلاق بعضها وهنا أشير إلي جزء من تصريحات الدكتور عبدالمعطي بيومي أمس في' الشروق' يقول فيها' الحقيقة أن كثيرا من القنوات الفضائية التي تستخدم الدين كمادة لها وتستضيف بعض الهواة في الدعوة الإسلامية ثقافتهم محدودة جدا وذكرهم للنصوص يكاد يكون منعدما........ وللأسف هم يتربحون بالاعلانات فيشدون الناس الي موضوعات جدلية مثل السنة والشيعة والسلفية والصوفية يذكون الخلاف ويشعلون جذوته لكي يشدوا المشاهد لهذه القنوات من أجل التربح من الإعلانات'. ويضيف بيومي' عرض أحدهم علي انشاء قناة دينية لكن بان بوضوح ان الهدف كان اعلانيا حتي ان صاحب احدي القنوات كان يستخدم القناة في موضوعات اقرب الي الجنس.. لكن نفس القناة بعد ذلك وجدتها تبث برامج دينية بحيث يجلس فيها شيخ طويل اللحية وقد تهدلت الي نهاية الشاشة ويمر من تحتها شريط اعلاني يحمل اعلانا عن سيارة مستعملة أو رسائل من أصدقاء والشيخ يتحدث'. والحقيقة أن الحاجة أصبحت ملحة لتحويل مسار هذه القنوات إلي المسار الصحيح أو اغلاقها بدلا من أن تعطي ثقافة مشوشة. لا تخدعنا العواطف الدينية ونحن نناقش هذا الموضوع المهم.