تواجه القوي الكروية الكبري في العالم مشكلة في جنوب إفريقيا, فمن الواضح أن مجموعة من الدول الصغيرة أصبحت تمتلك أندية قوية استعدت جيدا لتلك الدورة وأدت الأجواء التي أحاطت باقترابها من المونديال إلي حالة من الحماس الداخلي, التي جعلت مهمة أنديتها هناك أشبه بمهمة قومية تتجاوز الإحساس بالوجود العالمي والشعور بالتفوق, إلي مايشبه معركة تبدو آثارها علي وجوه اللاعبين داخل الملعب أحيانا, قبل أن ينفجر الموقف بعد نهاية المباراة في شوارع عواصمها, في حالة تحقيق تلك الفرق نتائج جيدة, أو غير متوقعة, حتي لو كانت مجرد التعادل, مع واحدة من القوي الكروية الكبري.لقد كان الموقف مثيرا في الدور الأول, فقد تعرضت البرازيل وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا لمواقف عصيبة في مواجهة فرق صغيرة كصربيا أو اليونان أو سويسرا أو كوريا الشمالية أو الجزائر, إذ تمكنت تلك الفرق من تحقيق الفوز أو التعادل أو التسبب في إحراج الفرق الكبيرة, لأسباب عديدة, فقد وجد بعضها طريقة لإرباك الفرق الكبيرة, أو تمتع لاعبوها بروح قتالية, أو قام مدربو بعضها بقراءة الخصوم جيدا, أو لأسباب أخري, لكن الموازين الكروية لم تتبدد تماما في تلك الدورة, فقد كان هناك سوء حظ رهيب قد واجه بعض تلك الفرق كإسبانيا, وكاد بعضها يحقق التعادل في بعض المباريات, ولايزال كثير منها قادر علي تجاوز المحنة التي وجد نفسه فيها. الفكرة أن الكرة مستديرة, كما كان يقال طوال الوقت, فهناك دائما إمكانية للتحرك من موقع إلي آخر علي السطح المستدير, وهناك دائما إمكانية لتحقيق إنجاز ما إذا تم بذل جهد منتظم, وليس مجرد' هبات كروية', وعلي الرغم من وجود حدود لكل ذلك, تتضح في أن البرازيل تظل دائما قادرة علي الوصول إلي النهائي, وأن الأرجنتين تظل عادة قادرة علي تجاوز الأدوار الأولي, فإن كل هذا لايمنع أن تقفز واحدة من الدول إلي مستويات لم تكن تتوقعها, وهو بالمناسبة ماكان يمكن أن يحدث بالنسبة لفريق كالفريق المصري, الذي سنظل نتذكره مع كل مباراة, ليس فقط علي سبيل الأحلام أو التمنيات, لكن لأنه كان من الممكن أن يصل إلي هناك بالفعل, وأن يؤدي بشكل جيد, فإلي اللقاء في عام2014, إذ أننا سنكون هناك. [email protected]