برغم تغيير الموقف الغربي قليلا من نظام بشار الأسد وقبوله المشاركة في مؤتمر جنيف2 علي أمل تشكيل حكومة انتقالية موسعة الصلاحيات لإدارة شئون البلاد, بما يعنيه ذلك ضمنا استبعاد بشار الأسد من السلطة, جاءت تصريحات الأسد ورجاله تستبق ذلك المؤتمر بإعلان أن الأسد من حقه الترشح للرئاسة, مما دفع روسيا لانتقاد ذلك الإعلان بقولها إن ذلك لا يساعد في تهدئة الاوضاع قبل جنيف2 إلا أن الجديد في خطاب نظام الأسد هو أنه يمكنه مع المعارضة بكل اطيافها برغم اختلاف الأهداف.. حيث أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة أن الشعب السوري هو من سيحدد شكل دولته المستقبلية. وقال- في مقابلة مع قناة العربية الإخبارية أمس- نحن نريد مصلحة الشعب, وهو ما يتحقق من خلال إجراءات عملية ومشروع واضح المعالم يتكون من دولة ديمقراطية مدنية تعددية يحتكم فيها إلي صوت الشعب في صناديق الاقتراع, مشددا علي هدفهم في ترسيخ الديمقراطية في سوريا. وكشف عن لقاء قبل أقل من ثلاثة أسابيع بين الجبهة الإسلامية وبعض من أصدقاء سوريا, ومن بينهم الأمريكين, حيث تم تناول أبرز المستجدات وأبرز نقاط الاختلاف, مشيرا إلي أن مشروع الجبهة الإسلامية يختلف عن مشروعهم إلا أن الاتفاق ممكنا. وأضاف نرغب في التواصل والاتفاق مع الجبهة وبناء علاقة طيبة معهم لتحديد مستقبل سوريا, ونود اللقاء بأكبر عدد ممكن من الفصائل والكتائب والألوية حتي المتشدد منها باستثناء دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة التي لم يحدث بيننا وبينهم أي لقاءات, لافتا إلي وجود محاولات أمريكية جادة للتواصل مع كل الأطراف في سوريا لسماع وجهة نظرهم مع الاحتفاظ بموقفهم بأن الائتلاف هو الممثل الشرعي للشعب السوري الذي نال ثقة114 دولة ليكون الممثل الرسمي للسوريين. وأكدت دمشق أمس أن احدا لا يمكنه أن يمنع الرئيس السوري بشار الاسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية في2014, بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال المقداد اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري ان يترشح. من يمكنه ان يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في ان يكون مرشحا. وفي بكين, قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينج إن بلادها ستواصل دعمها للتخلص من الاسلحة الكيماوية السورية وستوفر حراسة للنقل البحري للاسلحة الكيماوية. وقال البيان الصادر عن الخارجية الصينية أمس إن الصين تنوي الانتهاء من عمليات تدمير الاسلحة الكيماوية السورية بشكل امن وسلس, وهو ما لن يسهم فقط في ايجاد حل سياسي للازمة السورية والامن الاقليمي بالمنطقة لكنه سيكون متوافقا ايضا مع مصالح كل الاطراف. وأضاف ان هذا الاجراء يعد خطوة مهمة للصين لتنفيذ قرار مجلس الامن رقم2118 وقرار منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية. ووفقا للمنظمة الدولية, فإن معظم المكونات الكيماوية الخطيرة سيتم نقلها خارج سوريا بحلول نهاية العام الجاري في حين سيتم شحن بقية المواد لتدميرها في موعد لا يتجاوز30 يونيو المقبل وستكون البحرية الصينية مسؤولة عن مرافقة عمليات النقل من سوريا لايطاليا, وهو ظهورها الاول في البحر المتوسط وفقا لتشن كاي سكرتير عام رابطة الحد من التسلح ونزع السلاح بالصين. ومن جانب آخر, قال محققون تابعون للأمم المتحدة أمس إن نشطاء سوريين ومواطنين آخرين احتجزوا في أماكن سرية في إطار حملة ترويع واسعة النطاق ضد المدنيين أطلقتها الحكومة السورية. وأضاف المحققون في تقرير أن عمليات الإخفاء القسري التي مارستها الحكومة في سوريا وعمليات الخطف التي تنكرها رسميا منظمة إلي حد يجعلها تمثل جريمة ضد الإنسانية. وذكر التقرير أن بعض الجماعات المسلحة في شمال سوريا خاصة الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام بدأت أيضا في خطف أشخاص واحتجازهم في معزل عن العالم ثم نفت ذلك مما يصل إلي حد جريمة اختفاء قسري. وأضاف أن الجماعة طلبت فدي ايضا أو مبادلة السجناء ما يمثل جرائم حرب منفصلة. لكن معظم الشهود قالوا إن ضباط مخابرات سوريين وجنودا وميليشيات موالية للحكومة خطفت بعض الاشخاص الذين لم يعرف مصيرهم إلي الان وفقا لمحققين مستقلين بقيادة البرازيلي باولو بينيرو. رابط دائم :