اعلن تنظيم القاعدة في العراق للمرة الاولى الثلاثاء ان جبهة النصرة التي تحارب في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد هي جزء من التنظيم الناشط في العراق وهدفها اقامة دولة اسلامية في سوريا. وفي رسالة مسجلة نشرت على مواقع جهادية على شبكة الانترنت، قال زعيم تنظيم القاعدة العراقي ابو بكر البغدادي "آن الاوان لنعلن امام اهل الشام والعالم باسره ان جبهة النصرة ما هي الا امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها". واعلن البغدادي جمع التنظيمين في تشكيل جديده اسمه "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، داعيا الفصائل المقاتلة والعشائر في سوريا الى ان تكون "كلمة الله هي العليا وتحكم البلاد والعباد باحكام الله تعالى". ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، وظهرت في الاشهر الاولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وامنية، ثم برزت كقوة قتالية اساسية، قبل ان تدرجها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية. وتعليقا على البيان، اعلن الجيش السوري الحر الذي يقاتل جيش النظام، تمايزه عن الجبهة. وقال المنسق الاعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي مقداد ردا على سؤال لفرانس برس ان "جبهة النصرة لا تتبع للجيش الحر. ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها". واضاف ان هدف الجيش الحر واضح وهو "اسقاط النظام وايصال الشعب الى الدولة الديموقراطية التي يطمح اليها"، مشددا على انه "لا يحق لنا او لاحد ان يفرض اي شكل من اشكال الدولة على السوريين" الذين سيختارونها في صناديق الاقتراع. وتمنى "لو يكون تسليح الجيش الحر وتجهيزه وتمويله كافيا لكي يستغني عن اي طرف آخر". وقال "طالما ان الجبهة موجودة وممولة ومسلحة (...) يحصل احيانا تعاون بحكم الامر الواقع"، وهو "نوع من التعاون التكتيكي الموضعي" ميدانيا. وتؤكد الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية ان من الاسباب الرئيسية لاحجامها عن تزويد المعارضين بالسلاح، الخشية من وقوع هذا السلاح في ايدي الاسلاميين المتطرفين. ويأتي اعلان البغدادي غداة مقتل 89 شخصا في اعمال عنف مختلفة في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 15 قتيلا في تفجير سيارة مفخخة في قلب دمشق، في هجوم لم تتبناه اي جهة. ودان الائتلاف السوري المعارض الثلاثاء "التفجير الاجرامي المشين"، محملا مسؤوليته للنظام "الذي اقترفه بصفة مباشرة او عبر ادواته". وكانت دمشق اتهمت "ارهابيين" بتنفيذ الانفجار، في اشارة الى مسلحي المعارضة. وتجدد اليوم سقوط قذائف هاون على احياء حساسة في العاصمة السورية، وطال محيط مجلس الوزراء السوري، ما تسبب بمقتل شخص في كفرسوسة في غرب دمشق، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وتعليقا على انفجار الامس وموجة القصف بالهاون التي تستهدف العاصمة منذ اسابيع، اعتبرت وزارة الخارجية السورية في رسالة بعثت بها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء ان "التفجيرات الانتحارية والاستهداف العشوائي المتكرر بالقذائف للاحياء المدنية في دمشق (...) باتت سلوكا نمطيا للمجموعات الارهابية المسلحة"، مشددة على ان القوات النظامية ستواصل "مكافحة الارهاب". واضافت ان هذه المجموعات "تتلقى دعما ماديا ولوجستيا كبيرا من بلدان في المنطقة وخارجها ودعما سياسيا يدفعها الى الاستهتار بالضوابط والقوانين ويكرس قناعة لديها بانها ستبقى بمنأى عن المحاسبة عن افعالها". واكدت دمشق ان "ارهاب هؤلاء القتلة لن يثنيها عن مواصلة مكافحة الارهاب من خلال تنفيذ الجيش العربي السوري لواجباته الدستورية في الدفاع عن سلامة ارض الوطن وسيادته الاقليمية وحماية المؤسسات الوطنية". دبلوماسيا، التقى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء نائبي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض جورج صبرا وسهير الاتاسي، مشيرا الى ان قادة من المعارضة السورية سيلتقون غدا الاربعاء بعض وزراء خارجية المجموعة. واضاف هيغ ان بريطانيا وفرنسا ستستمران في الدفاع عن رفع حظر الاتحاد الاوروبي حول تسليم اسلحة للمعارضة السورية. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن عزمه لقاء ممثلين للمعارضة السورية في لندن. واكد مسؤول في الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية لوكالة فرانس برس وجود وفد من الائتلاف برئاسة رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو في العاصمة البريطانية. على صعيد آخر، ناشد بان كي مون اليوم الحكومة السورية "تقديم تعاونها التام والسماح" لبعثة التحقيق في مسالة الاسلحة الكيميائية "بان تمضي قدما". واتى هذا التصريح غداة تاكيد المسؤول الاممي ان فريقا من المفتشين الدوليين موجود في قبرص وجاهز "للانتشار" في سوريا المجاورة للتحقيق في اتهامات باستخدام الاسلحة الكيميائية. الا ان دمشق رفضت الاثنين قدوم المحققين بالشكل الذي اقترحه بان، موضحة ان طلبها من الامم يقتصر على التحقيق في خان العسل حيث سقط في 19 آذار/مارس صاروخ قالت السلطات انه يحمل مواد كيميائية، وتسبب بمقتل 15 شخصا. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات باطلاقه. وذكرت الاممالمتحدة ان اعضاء فريق التحقيق الدولي سيغادرون قبرص هذا الاسبوع، وان رئيس الفريق البروفسور ايك سيلستروم غادر اليوم بعد رفض دمشق للمحققين دخول اراضيها. وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا اليوم الى مقتل 39 شخصا في حصيلة اولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا للحصول على معلوماته. وبين القتلى، عشرة مقاتلين وخمسة عناصر نظاميين سقطوا في مدينة حلب (شمال) في اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط مشفى الكندي. في جنيف، حذرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة من ان عمليات مساعدة اللاجئين السوريين قد تتوقف بسبب نقص التمويل اللازم. وقال المنسق الاقليمي للمساعدة في المفوضية بانوس مومزيس لصحافيين "نريد ان ندق ناقوس الخطر. نحن على وشك التوقف".