اتهمت روسيا، اليوم الخميس، الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري في هذا البلد منذ مارس 2011. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة انترفاكس أن "مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع". وأعلن نظام بشار الأسد مرارا أن من حق الرئيس السوري أن يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2014. يذكر أن روسيا هي الحليف الدولي الرئيسي للأسد وتصريحات بوجدانوف هي بمثابة انتقاد نادر من موسكو لسياسة الأسد. وردا على سؤال بشأن نواياه الانتخابية قال الأسد في مقابلة في نهاية أكتوبر الماضي "لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة". وأثارت هذه التصريحات غضب المعارضة السورية التي تطالب برحيل بشار الاسد كأحد الشروط الأساسية لفتح مفاوضات مع النظام. ودعا بوجدانوف الرئيس السوري والمعارضة إلى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر جنيف- 2 للسلام في سوريا المقرر في 22 يناير في سويسرا. وقال "نعتبر أنه عشية مفاوضات من الأفضل عدم الإدلاء بتصريحات من شأنها أن تثير استياء أي كان وتثير غضبا أو ردودا". وأدى النزاع المستمر منذ مارس 2011 في سوريا إلى سقوط أكثر من 126 ألف قتيل ولجوء نحو 3،2 مليون شخص إلى البلدان المجاورة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. العفو الدولية تتهم مجموعات جهادية بانتهاك حقوق الإنسان من جهتها، اتهمت منظمة العفو الدولية الخميس مجموعة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة بعمليات خطف وتعذيب وقتل معتقلين في سجون سرية أقامتها على الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا. وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان إن بين السجناء لدى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أطفالا بالكاد يصل عمر بعضهم إلى ثماني سنوات وإن قاصرين تعرضوا للجلد والسجن مع بالغين في ظروف "قاسية وغير إنسانية". وأضافت أن رجالا مقنعين أقدموا على خطف السجناء ووضعهم لعدة أسابيع في الحبس الانفرادي وتمت محاكمتهم أمام محاكم تطبق الشريعة الإسلامية التي تحكم بالإعدام أو بالجلد بدون أية إجراءات. وقال فيليب لوثير المسئول عن منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "بعد أن عانوا لسنوات من وحشية النظام (الرئيس بشار الأسد)، يعاني أهالي الرقه (شرق) وحلب الآن من طغيان فرضته الدولة الإسلامية في العراق والشام". وأوضحت المنظمة أن بعض الأشخاص اعتقلوا بتهمة ارتكاب جرائم وآخرين بتهمة التدخين أو إقامة علاقات جنسية خارج الزواج أو لأنهم ينتمون إلى مجموعات مسلحة أخرى. وخلال الأشهر الماضية، خطفت الدولة الإسلامية في العراق والشام عشرات الناشطين والصحافيين السوريين وكذلك صحافيين أجانب، حسب البيان. وأشارت المنظمة إلى حالة قاض أقام "نظام رعب": يصدر أحكامه وهو يضع حزاما ناسفا على وسطه ويوزع الأحكام في دقائق. وطلبت منظمة العفو الدولية من تركيا ومن دول الخليج، التي تدعم المعارضة السورية، اتخاذ إجراءات للحد من تسليم السلاح إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام والى تنظيمات أخرى متهمة بانتهاك حقوق الإنسان. وفي سياق متصل، أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء سوريا على الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في قرار بأغلبية 127 صوتا مؤيدا واعتراض 13 وامتناع 47 صوتا عن التصويت. ش.ع/ ح.ز (رويترز، أ.ف.ب) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل