في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس بشار الأسد الي الجلوس علي طاولة المفاوضات مع قوي المعارضة في مؤتمر جنيف2 المقرر عقده في22 يناير المقبل, نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا تحت عنوان بعد نووي ايران.. الدور علي الحرب بالوكالة في سوريا, اشارت فيه الي انه يتعين علي الدول الكبري التي نجحت في عقد صفقة تاريخية مع طهران تنص علي وقفها تخصيب اليورانيوم ان تسعي جاهدة الي وقف الحرب بالوكالة التي تديرها كل من ايران والسعودية في سوريا والتي تسببت حتي الان في مقتل اكثر من126 الف سوري. واشارت الجارديان الي ان فرص التوصل الي تسوية سياسية بين الاطراف المتحاربة في ظل استمرار تلك الحرب الاهلية لايزال صعبا, مطالبة كل من واشنطن وموسكو بضرورة الضغط علي طهران والرياض للجلوس علي طاولة المفاوضات قبيل انعقاد المؤتمر, خاصة وان الصراع في سوريا لم يعد داخليا بل تحول الي حرب بالوكالة بين السعودية التي تدعم الثوار وقوي المعارضة التي تشمل جهاديين واعضاء من تنظيم القاعدة وبين طهران التي تدعم الاسد ونظامه بالاسلحة والمستشارين والخبراء وكذلك العراق وتركيا وقطر تلك الدول التي دخلت علي خط الصراع كل منهما يبحث عن مصالحه الاقليمية وهو ما ساعد في تأجيج نيران الصراع في سوريا. وأكدت الصحيفة أن استمرار ايران والسعودية في دعم وتمويل وتسليح الاطراف المتحاربة في سوريا يجهض فرص الوصول الي تسوية وينذر بأن تستمر الحرب في سوريا الي ما لا نهاية, وهو ما لا يرضي السوريين الذين ذاقوا نيران الحرب الاهلية مؤكدين انهم لن يقبلوا ان تستمر تلك الحرب لعقود طويلة كما حدث في افغانستانوالعراق جراء جبروت الجيش الأمريكي, مطالبة السوريين الدرس اللبناني حيث نجح اللبنانيون عام1989 في وأد نيران الحرب الاهلية التي استمرت لاكثر من15 عاما وحصدت ارواح الالاف. وارجعت الصحيفة فشل مؤتمر جنيف1 الي تجاهل الغرب الي تلك الدولتان الفاعلتان في الازمة السورية, مشيرة الي ان نجاح جنيف2 يتوقف علي ضرورة التوصل الي اتفاق بموجبه يتم وقف اطلاق النار في سوريا وكذلك اقناع ايران والسعودية علي وقف تمويلهم لانصارهم, والتركيز علي تقديم المساعدات الانسانية لان غير ذلك سيغذي الصراع الدموي في سوريا, مشيرة الي ان الجمع بين هاتان الدولتان علي طاولة واحدة قد يحدث انفراجة كبيرة للازمة السورية. ويري المحللون انه علي الرغم من حجم الصعوبات التي تواجه جنيف2 الا ان اقناع طهران والرياض بضرورة التفاوض لايزال ممكنا خاصة وانه من مصلحة كلا منهما انهاء الحرب الدائرة هناك فايران قد تقبل بتلك التسوية لحماية مصالحها التي تتمثل في الحفاظ علي علاقاتها بحزب الله اللبناني ولحماية الاسد لاكبر وقت وذلك في الوقت الذي تخشي فيه السعودية زيادة نفوذ متطرفي القاعدة الحالمون بحكم سوريا, وفي حال ابداء كل منهما لبعض المرونة خلا تلك المفاوضات فمن هنا يمكن حل الازمة السورية خاصة وان السعودية لن تستطع ان تستمر في الحرب بالوكالة ضد طهران التي تتمتع بسياسة النفس الطويل لذا فان اقتراح تقاسم السلطة في دمشق قد يمنحها بعض النفوذ في الحكومة الانتقالية السورية. وأضاف المحللون انه علي الرغم من ان واشنطن وموسكو ليسوا طرفا محايدا في الحرب السورية ألا ان مخاوفهما تشترك في المتطرفين الإسلاميين, لذا فعلي واشنطن التي تتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية وروسيا التي تتمتع بعلاقات افض بطهران ان يقنعا حلفاءهما علي الجلوس الي طاولة المفاوضات للتوصل الي تسوية قبل جنيف2 رابط دائم :