أكثر من ثلاثة أشهر مضت منذ توقف حركة السكك الحديدية واعتبر المسئولون عن الهيئة التوقف فرصة لإجراء الصيانة وإحداث التطوير في المنظومة بالكامل لتخرج علينا تصريحات وردية , إلا أن حادث دهشور جعلنا نبحث عن التطوير المزعوم الذي تحدث عنه المسئولون في الهيئة لنكتشف أن القطارات مازالت متهالكة ونوافذها محطمة ومقاعدها لا تليق بجلوس الآدميين عليها, فضلا عن الإهمال والفوضي التي كانتا من سمات المرحلة الماضية صاحبها حادث دهشور الذي راح ضحيته27 شخصا من الأبرياء, كما لم تشهد المزلقانات أي نوع من أنواع التطوير مثلها مثل المحطات المنتشرة في الوجه البحري لينذر لنا الوضع الراهن بحدوث كوارث وحوداث مستقبلية عديدة خاصة وأن مسئولي الهيئة لا يزالون ينامون في سباتهم العميق لتظل الصيانة غائبة عن هذه الوسيلة التي يفضلها معظم الأفراد. سيطرت حالة من السخط الشديد علي المواطنين الذين يستخدمون القطار كوسيلة مواصلات لازمة وضرورية لديهم لعدم قيام قيادات هيئة السكك الحديدية بالوفاء بتصريحاتهم السابقة التي أدلوا بها بتطوير المنظومة أثناء فترة توقف حركة السير التي استمرت عدة أشهر وإجراء صيانة شاملة علي كل القطارات حتي تعود للعمل في ثوب جديد يرضي طموحات وأمال الشعب صاحب ثورتي25 يناير و30 يونيو. لتظل القطارات كما هي لم تعرف طعم التطوير والتغيير والصيانة. دياب إسماعيل عميد متقاعد في القوات المسلحة يقول: بداية إن الفوضي العارمة هي التي تسيطر علي هيئة السكك الحديدية فلا يوجد انضباط في اي شيء فقد قمت بحجز تذكرة من طنطا في طريقي إلي القاهرة وعندما دخلت القطار وجدت أن التكييف معطل مع أن نسبة المدخنين كانت مرتفعة للغاية وأصبت بحالة اختناق جعلتني أنهض من مكاني إلي خارج العربة لكي اتنفس الهواء غير الملوث بدخان السجائر, موضحا أن المشكلة الأخري التي واجهتني أثناء ركوبي القطار بعد عودة الحركة في الوجه البحري انني لم أتمكن من ركوب القطار إلا بصعوبة بسبب الزحام الشديد علي الأبواب نظر لقلة الرحلات المتجهة إلي الوجه البحري وكان ينبغي علي قيادات الهيئة الدفع بمزيد من القطارات يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع للتيسير علي المواطنين. إهدار المال العام أضاف انه لم يشاهد اي تطوير أو أعمال صيانة طرأت علي منظومة السكك الحديدية خلال فترة توقف حركة القطارات سواء في الجرارات أو القطارات أو المزلقانات أو أرصفة المحطات مما يؤكد أن تصريحات المسئولين دائما فشنك الهدف منها تخدير المواطنين وطمث الحقائق وإخفاء الجرائم التي ترتكب بصفة مستمرة بسبب الإهمال الشديد تحت مسمي التطوير, مشيرا الي أن الرقابة في الهيئة غائبة والدليل علي ذلك انني شاهدت بنفسي بعض جرارات الديزل تقف علي المحطات وهي شغالة لساعات طويلة وينتج عن هذا إهدار للمال العام من استهلاك زيت وبنزين ووقود وجاز بدون اي فائدة ومن المفترض أن تعمل هذه الجرارات عندما تحين موعد قيام الرحلة وتتوقف عن الحركة عند الوصول للمحطة النهائية في الرحلة. أما السيد صبري أخصائي مساحة بمطار القاهرة فقال إن الوضع يسير من سيئ إلي أسوأ داخل السكك الحديد ومازالت القطارات تتأخر مع أن عددها قليل وعلي سبيل المثال فالقطار رقم936 القادم من طنطا في الساعة السادسة صباحا من المفترض أن يصل القاهرة في الساعة السابعة وعشرين دقيقة إلا أن هذا لا يحدث حيث يصل في الساعة الثامنة بتأخير يصل إلي40 دقيقة كاملة مع أنه لا يوجد أمامه اي قطارات قادمة من اي محافظة في طريقها الي القاهرة, مؤكدا أن هذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي مدي الإهمال الذي وصلنا إليه في السكك الحديدية التي لا يزال يفضلها معظم المواطنين. وأشار الي انه انتظر عودة القطارات في ثوبها الجديد بعد فترة التوقف إلي وصلت الي ثلاثة أشهر إلا انه أصيب بحالة من الإحباط الشديد لعدم حدوث اي تطوير أو صيانة في القطارات والمحطات والمزلقانات والدليل علي هذا حادث دهشور الذي أودي بحياة27 شخصا, لافتا أن منظومة السكك الحديدية تعمل بنظام القطعة وترقيع اي جزء يحدث به مشكلة فعندما تحدث حادث في دهشور يهم المسئولون بصيانة وتطوير مزلقان دهشور وعندما تحدث مشكلة في أسيوط تسخر إمكانات الهيئة لحل هذه المشكلة مما يدل هذا علي غياب الوعي وعدم وجود رؤية مستقبلية أو خطة صيانة دائمة. غياب الرقابة يري أحمد مسعد- سائق- أن هيئة السكك الحديدية تعمل بعيدة عن آمال وطموحات المواطنين لغياب الدور الرقابي عليها من الدولة التي تعج بالمشكلات في كل الاتجاهات, موضحا أن الكل يتكلم عن العمل والتطوير والتحديث وفي النهاية لا يفعل احد شيئا ولا يوجد المسئول الذي يحاسب اي جهة, مؤكدا أن الفترة الحالية لم تشهد أي تطويرات في مختلف القطاعات والأجهزة لأن الدولة أمامها عدة سنوات حتي تتعافي وتعود إلي طبيعتها بعد الفوضي التي عاشتها عقب ثورة25 يناير وانسحاب الشرطة من الشارع. واستطرد انه لاحظ بعض التجديدات في عدد قليل من محطات الوجه البحري ولكنها ليست بالصورة التي كان يتوقعها الجميع أما القطارات فما زالت يد الإهمال تعبث بها وأصابها العطب وتحولت إلي وسيلة مواصلات غير آدمية فهناك قطارات مقاعدها متهالكة وشبابيكها محطمة مع أننا في فصل الشتاء لكن مسئولي الهيئة لا يهتمون بالمواطن بقدر اهتمامهم بالبقاء في مناصبهم. يؤكد جمال عبد الفتاح يعمل بالقطاع الهندسي بالهيئة انه من مستخدمي القطار يوميا من بنها إلي القاهرة وبالعكس لاحظ عدم وجود تطوير في القطارات فما زالت المحطات مكسرة والقطارات لم تصلها يد التطوير مع أنها معطلة منذ عدة أشهر ولا يعرف احد الأسباب الحقيقية في عدم تطوير القطارات مما يعكس مدي الإهمال الذي وصلنا إليه في الهيئة والذي نتج عنه تقاعس العاملين في أداء مهام وظائفهم. الوسيلة الأولي وأوضح أن القطار يعد وسيلة المواصلات الأولي للشعب المصري ولذلك نشهد زحاما شديدا في القطارات لدرجة أن البعض لا يستطيع ركوبها من علي الرصيف رغم حضوره قبل موعد التحرك بسب فشله في الصعود إلي القطار, مضيفا أن هذا الزحام ينتج عنه عدم مقدرة الكمساري الذي يعمل بمفرده في العربة الواحدة في تحصيل قيمة التذاكر من الركاب مما يضيع علي الدولة أموالا طائلة خاصة بعد حالة الفوضي وغياب الأمن من القطارات رفض بعض الركاب دفع الأجرة المستحقة بحجة عدم استطاعته دفع قيمة التذكرة, مشيرا إلي أن حل هذه المشكلة يكمن في زيادة أعداد الكمسارية والدفع بالعمالة المعطلة في المكاتب لمساعدتهم مع وجود كمسارية علي الأبواب وتحصيل قيمة التذكرة من الركاب قبل وصوله إلي القطار كما يحدث في مترو الانفاق. وقال سعيد حسين- مدرس إن الوضع سيئ في القطارات ولولا افتقاد الطرق السريعة لعامل الأمان ما اضطر لاستخدام هذه الوسيلة التي لم يطرأ عليها اي تغييرات منذ عدة سنوات, مؤكدا انه استبشر خيرا عندما سمع تصريحات قيادات الهيئة باستغلال فترة توقف القطارات في إحداث صيانة شاملة ولكن هذا لم يحدث علي الإطلاق كعادة المسئولين يتحدثون ويدلون بالتصريحات لتهدأ الموقف ولا يعملون شيئا, فالقطارات كما هي مقاعدها سيئة ونوافذها محطمة والنظافة غائبة والزحام علي أشده وفي النهاية يقولون إن الهيئة تخسر كيف؟. وشدد انه من سكان مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية وقد لا حظ مؤخرا حدوث تطوير جزئي في المحطة وبعض المزلقانات وليس معظمها التي تعمل يدويا حتي الآن مما ينذر بحدوث كوارث مقبلة علي شاكلة ما حدث في دهشور بسبب الإهمال من العمال والمسئولين وتكون النتيجة أن المواطن هو الضحية. سلوكيات المواطن ويقول علي عبد المطلب مفتش بهيئة السكك الحديدية إن الجميع من رئيس مجلس الإدارة حتي اصغر عامل بالهيئة يؤدون عملهم علي أكمل وجه من تطوير وصيانة لكل القطارات في حدود الإمكانات المتاحة لهم, إلا أن الهيئة ليس لديها الأموال الكافية لإحداث صيانة شاملة بسبب سلوك المواطن بعد الثورة والذي يرفض في معظم الأوقات دفع الأجرة المستحقة قيمة تذكرة استخدام القطار ولذلك لابد من تغيير سلوك المواطن تجاه وسائل النقل العامة لأنه يريد أن يصل للمكان الذي يريده دون مقابل مادي بما يشبه أعمال البلطجة ولي الذراع مستغلا غياب الأمن في حماية الكمسارية. رابط دائم :