في كل حوادث الطرق والمرور نبدأ باللوم علي المسئولين والدولة والصيانة الغائبة وننسي الخطأ البشري العامل المشترك في جميع حوادث الطرق بداية من تهور السائقين والقيادة تحت تأثير المخدرات والسير عكس الاتجاه مروراً بإهمال عمال المزلقانات وعدم تواجدهم ليدفع الآلاف الثمن سنوياً نتيجة لتلك السلوكيات الخاطئة.. الغريب أن خبراء الطرق أكدوا أن 93% من الحوادث سببها خطأ بشري. تهور ولا مبالاة علاء محمد محاسب يقول أثناء مروري علي طريق مصر اسكندرية الزراعي فوجئت بقيام سيارة نقل بتغيير مسارها من يمين الطريق إلي اليسار بدون أي إشارة تنبيه والاصطدام بأتوبيس ركاب وتحطيمه بالكامل مما أدي إلي مصرع أكثر من راكب وتهشم عدد من السيارات نتيجة الاصطدام. مصطفي محفوظ موظف من قليوب يضيف أن أغلب الحوادث تقع نتيجة أخطاء بشرية فعامل مزلقان قليوب دائم الجلوس مع أصدقائه بعيداً عن مكان عمله ولا يهتم بمواعيد قدوم القطارات وإغلاق المزلقان وتحذير المارة فدائماً ما تحدث كوارث المزلقان ويقع عشرات الضحايا. طارق علي مهندس بالمنوفية يؤكد قيام بعض سائقي الميكروباص بالقيادة عكس الاتجاه بتهور للهروب من زحام الطريق دون مراعاة لقوانين المرور مما يؤدي لوقوع الحوادث وسقوط الضحايا صلاح إبراهيم موظف يقوف تعرضت لحادث علي مزلقان قطار القناطر أثناء مروري فلم يكن مغلقاً ولم أجد أي إشارة تدل علي وصول القطار وعندما قررت العبور فوجئت بوصول القطار ولولا العناية الالهية لكنت في عداد الموتي. رجب قاسم سائق بالصرف الصحي يؤكد أن السرعة الزائدة وتهور سائقي الميكروباص من أهم أسباب حوادث الطرق علاوة علي تعاطيهم المخدرات أثناء القيادة حيث يكون السائق في حالة عدم اتزان ولا يستطيع تقدير خطورة الموقف فلابد من عمل تحليل مخدرات للسائقين عند تجديد رخصة القيادة. ويضيف مختار شعبان - سائق بشركة سياحة منذ 28 عام المشكلة تكمن في عدم التزام السائقين بالإشارات المرورية والسير عكس الاتجاه والوقوف في نهر الطريق مما يتسبب في وقوع الحوادث. ويدافع سامي أحمد سائق ميكروباص عن السائقين قائلا السبب الرئيسي وراء لجوء السائقين إلي السرعة الجنونية هو تعنت أمناء الشرطة معنا حيث يقومون بتلفيق المخالفات بمبالغ خيالية وفرض أتاوات علينا للسماح لنا بالمرور وتحميل الركاب مما يضطرنا إلي السرعة ورفع الأجرة لتعويض ماندفعه. أحمد محمد محاسب يري أن معظم سائقي الميكروباص أصبحوا من صغار السن والبلطجية ودون أي رخصة قيادة مما يعرض حياة الركاب إلي الخطر مطالباً بعمل كمائن علي الطرق لضبط هؤلاء البلطجية والقضاء علي تلك الظاهرة. ويشاركه الرأي أشرف السيد موظف قائلا سلوك المواطنين هو السبب الرئيسي في استمرار نزيف الدم فهناك من يقوم بعمل مطبات عشوائية بالطرق حتي السريعة لم تسلم من العشوائية مما يؤدي إلي وقوع الحوادث. ممدوح علي محام يضيف من غير المعقول أن تترك السكة الحديد أكثر من ثلاث آلاف مزلقان تحت التصرف البشري بدون أي رقابة سواء ضوئية أو كاميرات مراقبة أو إشارات مرورية رغم وقوع الحديد من الحوادث وسقوط آلاف الضحايا لتكتفي الدولة بدفع تعويضات دون تطوير المنظومة. أما يوسف حلمي موظف فيري أن عدم تطبيق رجال المرور للقانون بجدية هو السبب في انتشار الفوضي المرورية والسماح للبلطجية باستغلال الفرصة وفرض سطوتهم علي الطريق لتنتشر الفوضي علي طرق مصر. كمال الزهيري بالمعاش يضيف: هناك بعض المواطنين يشاركون بتصرفاتهم الخاطئة في وقوع الحوادث وذلك بمرورهم علي قضبان القطارات من خلال فتحة في سور السكة الحديد وعدم صعودهم لكوبري المشاة دون أن يعترضهم احد فهم يعرضون حياتهم للخطر. الدكتور مجدي قرقر مهندس انشائي يقول: إن الحوادث ترجع لأخطاء عديدة أولها التخطيط السييء للطرق الذي ينتج عنه زحام مروري يؤدي لحوادث تصادم بين السيارات بالاضافة لاخطاء التصميم مثل كوبري السيدة عائشة الذي سمي بكوبري الموت نظراً لتعدد اخطاء التصميم به ووجود منحني حاد مما يؤدي إلي اصطدام السيارات بجوانب الكوبري وسقوطها ثم تأتي أخطاء أخري في تصميم أساسات الطرق والتي يتحمل مسئوليتها المقاول والمهندس المسئول حيث ينتج عن سوء التصميم مطبات وحفر بالطرق تؤدي لحوادث تزهق الأرواح ولعدم وجود عقوبة يكون المقاول في مأمن مما يشجعه علي سرقة الأساسات وبدلا من تنفيذه بسمك 40 و50سم يقوم بتنفيذه سمك 10سم وهذا واضح في أغلب طرق الوجه البحري والصعيد ويؤكد أن الأزمة تتفاقم بسبب عدم إشراف الجهة المالكة والمهندس المسئول علاوة علي افتقاد الطرق للصيانة الدورية وهذا يؤثر بالسلب علي المواصفات الفنية بسبب ضعف الاساسات أما بالنسبة للكباري فهناك قواعد هندسية لا تراعي وأهمها الفواصل العرضية والتي لا تطبق وفقا للاصول الفنية المطلوبة في حالة سير المركبة بسرعة مطالباً بضرورة الاشراف والمتابعة المستمرة علي الطرق والكباري منعا لتعرضها للتآكل. الدكتور مصطفي صبري أستاذ التخطيط وهندسة المرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس يري أن الخطأ البشري يمثل 93% من أسباب الحوادث لتجاوز السرعة والسير عكس الاتجاه وعدم إضاءة الأنوار وعدم إعطاء إشارة عند الانتقال من حارة لأخري فهناك سيارات تعمل وبها عطل كالفرامل مثلا فلابد من تطبيق القانون باتباع نظام النقط المعمول به في الخارج مثلا حيث تسجل عددا لاخطاء التي يقع فيها السائق وعند تجاوزها لعدد المحدد يتم سحب الرخصة منه مع ربط رقم الرخصة بالرقم القومي حتي لا يحدث تحايل ويتم استخراجها من محافظة أخري وكذلك رفع سن استخراج الرخصة إلي 20 سنة بدلا من 18 سنة. أما الدكتور عاطف البلك رئيس هيئة الطرق سابقا يضيف لدينا 1500 مزلقان سكة حديد رسمي و5000 مزلقان غير رسمي لذا لابد من غلق المزلقانات غير الأساسية وتطبيق القانون بشكل رادع ولابد من عمل كوبري بكل منطقة سكنية يستخدمه الأهالي في عبور السكة الحديد وعمل كشف طبي لمن يعملون في أماكن تسبب خطورة علي أرواح المواطنين. رئيس السكة الحديد يعترف ل "الجمهورية": 5 آلاف مزلقان غير شرعي تهدد بكوارث جديدة مفاجأة: مزلقان دهشور مطور ويعمل وفقاً لوسائل السلامة العالمية كتب - أحمد علي: كشف المهندس حسين زكريا فضالي رئيس السكة الحديد عن مخاطبة الهيئة 23 محافظة بالوجهين القبلي والبحري لاستبدال عدد من المزلقانات بكباري أو أنفاق نظرا لكثافتها المرورية العالية وخطورتها علي القطارات والمركبات دون وجود أي استجابة. قال زكريا في تصريحات ل "الجمهورية" ان الهيئة طالبت بإزالة كافة الاشغالات والمخلفات من علي المزلقانات حتي يتسني للعابرين والمواطنين رؤية القطارات حال قدومها وحماية أنفسهم من أية مخاطر بالإضافة إلي مخاطبة جميع الإدارات المحلية لإنشاء مطبات صناعية علي جانبي المزلقانات للحد من سرعة السيارات أثناء دخولها إلا ان الهيئة لم تجد تعاونا من قبل مسئولي المحافظات. أوضح زكريا ان الحكومة وافقت علي تخصيص مبلغ 2 مليار جنيه لاستبدال 28 مزلقانا بكباري علوية من بينها مزلقان الكيلو 25 علي خط "التبين الواحات" الشهير بدهشور ومزلقان أرض اللواء بمحافظة الجيزة ويمر عليه 96 قطارا يوميا والسعرانية بالبحيرة ويمر عليه 135 قطارا وبنها الداخلي وبنها الخارجي 112 قطارا وهيلانة بالغربية 123 قطارا وكوبري أبو شوشة بمحافظة قنا 68 قطارا وبين الجناين وأبو قرقاص وبلوك 2 ملوي بالمنيا ويمر عليها 255 قطارا وغيرها من المزلقانات في محافظات القاهرة والاسكندرية والدقهلية وكفر الشيخ وبني سويف. أكد رئيس الهيئة بدء اعمال اللجنة المشكلة من مسئولي السكة الحديد برئاسة نائب المسافات الطويلة المهندس رشاد عبدالعاطي لفحص مزلقان الكيلو 25 بدهشور موقع الحادث. مشيرا إلي ان التحقيقات المبدئية تؤكد انتظام تشغيل الأجراس والأنوار وقت مرور قطاع البضائع. مشيرا إلي أن المزلقان مطور ويعمل طبقا لوسائل السلامة العالمية. قالت الهيئة في بيان لها أمس الأول ان اتوبيس الرحلات والسيارة النقل اقتحما مزلقان 25 رغم غلق المزلقان وانتظام تشغيل الأجراس والأنوار منتظمة وفي حراسة خفيري المزلقان إلا ان السيارة والأتوبيس لم يلتزما بالقواعد واقتحما المزلقان وتسببا في الحادث. أضاف البيان انه في تمام الساعة 12.15 صباح أمس الأول وأثناء مرور قطار مخصوص بضائع مشحون طفلة قادم من أسوان إلي كم 48 وعند مزلقان 25 اقتحم أتوبيس الرحلات رقم 126 الفيوم من الجهة البحرية وفي نفس الوقت اقتحمت سيارة نقل رقم 8597 ق س م من الجهة القبلية في اللحظة التي يمر بها القطار. كما أصدرت الهيئة تعليمات مشددة إلي مناطق الهيئة علي مستوي الجمهورية للتنبيه علي جميع القيادات بدءا من ملاحظي الدريسة ومفتشي الحركة ومهندسي المنطقة ومديري المناطق للمرور علي جميع المزلقانات وعمل الزيارات المفاجئة للمواقع علي مدار ال 24 ساعة لمتابعة عمال البلوكات وخفراء المزلقانات ومدي التزامهم بالتعليمات مع رصد أي سلبيات وتوقيع الجزاءات علي أي مقصر وتحويله للتحقيق فورا. وحذر رئيس الهيئة من وجود 5 آلاف مزلقان غير شرعي علي خطوط الوجهين القبلي والبحري تم بناؤها بواسطة الأهالي في غياب تام للمحليات مشيرا الي قيامهم بردم أجزاء من القضبان وتكسير الأسوار للمرور من فوق شريط السكة الحديد داعيا مسئولي المحافظات إلي التعاون مع هيئة السكك الحديدية ومراجعة جميع المزلقانات واغلاق المخالف منها حماية لأرواح المواطنين. قال ان مثل تلك السلوكيات الخاطئة تعد أحد الأسباب الرئيسية لحوادث القطارات حيث تقوم الهيئة بغلقها ويعود الأهالي لفتحها في تحد صارخ لتعليمات الأمن والسلامة وقوانين تشغيل السكة الحديد وأحيانا يلجأون إلي الاعتصام وتعطيل حركة القطارات بسبب ردم تلك المزلقانات العشوائية وتضطر الهيئة في النهاية لإخطار الشرطة وتحرير المحاضر ضد المخالفين. وحول تشغيل قطارات الوجه القبلي بين القاهرة والسد العالي أكد رئيس الهيئة انه من المقرر عقد اجتماع خلال 48 ساعة لأخذ الموافقات الأمنية اللازمة لاستئناف تشغيل قطارات قبلي خلال الاسبوع القادم حيث واصلت الهيئة ايقاف حركة القطارات بين القاهرة ومحافظات الوجه القبلي لليوم ال 98 لدواع أمنية ووصلت الخسائر من توقف تشغيل القطارات 392 مليون جنيه بمعدل 4 ملايين جنيه يوميا من بينها 15 مليون جنيه خسائر أعمال التخريب والحرائق و21 مليونا من أعمال النهب والسرقة التي تعرضت لها القطارات والمحطات.