كشف حادث دهشور المروع عن أن المديونيات الضخمة علي هيئة السكة الحديد وخسائرها خلال فترة توقف حركة القطارات التي لم تعد إلي سابق عهدها قبل التوقف الذي دام68 يوما.. تسببت في عدم تنفيذ خطط التطوير خاصة للمزلقانات التي لم يتم تطوير أكثر من500 منها. بينما لا تزال هناك المئات في انتظار التطوير, أيضا شهدت هذه الفترة حالة من التراخي في عمل السائقين وعمال المزلقانات اضطروا إليها اضطرارا لتوقف عملهم, كذلك هناك السرقات التي تعرضت لها القضبان والفلنكات والكابلات والمهمات وغيرها مما أثر علي كفاءة الخطوط والقطارات.. كل ذلك جعل السكك الحديدية تدخل' محطة' الخطر. في البداية يقول المهندس عصام سليم رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لصيانة وخدمات السكة الحديد السابق إن توقف العمل في خطوط القطارات نحو68 يوما متواصلة كان سببا في تراخي العمالة بجميع أجهزة السكة الحديد, كما أن حركة القطارات لم تعد بكامل طاقتها ومع ذلك لا يستطيع أحد توجيه اللوم إلي هذه العمالة, وعامل المزلقان الذي كان يعمل بنشاط عندما كان يمر أمامه قطار كل عشر دقائق لا يمكن أن يكون علي درجة الكفاءة نفسها عندما يمر أمامه قطار كل عشرة أيام ولا يمكننا أن نلومه. ويضيف سليم: لقد كنت حزينا علي خط الصعيد, فقد كان شريان الحياة للسفر علي هذا الخط. وقال: مع الأسف إنني أتوقع حدوث مشاكل كبيرة جدا بعد تشغيل خطوط السكة الحديد إذا لم تخضع جميع الوحدات المتحركة للفحص الفني يوميا, وكذلك يجب الفحص الدوري للسكة الحديد وأن نتوخي الحذر والحرص الشديدين خلال الأيام المقبلة. وحذر رئيس الشركة المصرية لصيانة وخدمات السكة الحديد السابق من تأثير السرقات التي تعرضت لها المخازن, وقضبان السكة الحديد, والكابلات وغيرها مما يؤثر علي كفاءة حركة القطارات ويهددها بالأعطال المفاجئة. ويقول رمضان الجندي رئيس نقابة العاملين بالسكة الحديد سابقا إن التحقيقات ستكشف حقيقة ما حدث, لكنني أرجح أن الخطأ يرجع للسائقين سواء النقل أو الأجرة, حيث ان عامل المزلقان كان يغلق المزلقان ولكن السائقين اقتحما هذا الحرم ودخلا إلي شريط القطار أثناء مرور القطار وحدثت الكارثة. أما عبد الفتاح فكري رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد ومترو الأنفاق فيقول إن هذا الحادث وقع علي طريق الواحات في الكيلو25 علي طريق الفيومالقاهرة الصحراوي ويوجد عليه مزلقان وبه كل وسائل الأمان إلا أننا فوجئنا باقتحام السائق هذا المزلقان رغم إشارات التحذير الضوئية التي تلزم قائدي المركبات بالتوقف عند وجود هذه الإشارة وتوجد بوابات أمان وتم اقتحام البوابات المؤمنة ما أدي إلي اصطدام القطار بالأتوبيس وهذا الحادث يعتبر عامل المزلقان بريئا منه. وأضاف أن هيئة السكة الحديد قامت بتطوير600 مزلقان في المرحلة السابقة وجار العمل حاليا بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع علي تطوير وتحديث500 مزلقان آخر. وأضاف أنه يتم التأكيد علي العاملين بجميع المواقع لتأمين المزلقانات ولكن هناك بعض السلوكيات السيئة من بعض قائدي المركبات الذين يقومون بالتعدي علي عامل المزلقان واقتحام البوابات وعدم الالتزام بالتعليمات. ويؤكد ضرورة تفعيل القانون علي المخالفين لتعليمات السكك الحديدية. وينبه الدكتور محمد رياض الخبير الاستراتيجي في مجال النقل أن حوادث القطارات أطاحت بعدد من الوزراء, فحادث قطار البدرشين الذي اشتعل وظل سائرا ليحصد المزيد من الأرواح أطاح بالدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل الحالي عندما كان في المنصب نفسه آنذاك, وكذلك أطاحت5 حوادث قطارات متتالية في أقل من4 أشهر العام الماضي2012 بالوزير السابق محمد رشاد المتيني, ومنها اصطدام القطار الاسباني رقم990 المتجه من القاهرة الي سوهاج بالقطار رقم162 بخط الفيوم, واصطدام قطار الركاب رقم14 القادم من الاسكندرية بسيارة نقل.. وغيرها من الحوادث في العام الماضي. ويحذر رياض من أن السبب الرئيسي في كل هذه الحوادث المؤلمة هو منظومة وزارة النقل التي لابد من إحلالها وتحديثها مرة أخري فهي تعاني الكثير من المشاكل, بداية من مشاكل السائقين وعدم توافر ظروف الحياة الكريمة لهم بسبب ضعف الرواتب وايضا لابد من اخضاعهم لدورات تدريبية مستمرة للنهوض بثقافتهم ومعرفة ما هو جديد في عالم النقل العالمي, أما وزارة النقل فيجب اخضاعها للرقابة المالية ومعرفة ميزانية الوزارة. ويضيف قائلا إن تقسيم الطرق الزراعية التي تقع عليها المزلقانات غير مطابق للمواصفات, بجانب اخطاء السلوك البشري للمارة بها, علي الرغم من أن الدول العربية أو الأجنبية لا يستخدمون المزلقانات وتم تغييرها هناك بأجهزة وكاميرات إليكترونية لفتح وغلق المحاور أو أماكن توقف القطارات. أما الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والنقل والمرور بهندسة عين شمس فيقول إن السبب الرئيسي في حادثة القطار الأخيرة وكل الحوادث القادمة هو العشوائية في الحكومة أو بمعني الحكومة العشوائية التي تعمل بلا أي استراتيجية وغير قادرة علي إدارة قطاع النقل ومنه مرفق السكك الحديدية, قائلا: إن هذه الحكومة تسير علي نفس النهج مثل الحكومات التي سبقتها التي تتسم بالجهل وعدم المعرفة والبعد عن العلم والعلماء الحقيقيين, لذلك النتيجة معروفة ومتوقعة للجميع وهو الفشل في إدارة قطاع النقل بكفاءة ويجب ان تتم محاسبة المسئول الحقيقي عن تدهور حالة السكك الحديدية من انهيار مرافق قطاع النقل وتخلفه التكنولوجي وإهدار أموال الشعب في سياسات وقرارات خاطئة تدل علي الجهل بالمشاكل الحقيقية في قطاع النقل وكيفية حلها الخسائر وحوادث الطرق وتهالك القطارات والذي أصبح يثقل كاهل الحكومة ويحصد أرواح المواطنين وفي النهاية سيتم القبض علي كبش الفداء وهو عامل المزلقان أو عامل البلوك أو سائق القطار كأنه هو المسئول عن إدارة مرفق النقل!! لذلك لابد من محاسبة أو استقالة المسئول عن تلك الحوادث.