واصلت نيابات أسيوط تحقيقاتها الموسعة في حادث منفلوط المأساوي الذي راح ضحيته50 طفلا وطفلة في عمر الزهور تحت أشراف المستشار حازم عبد الشافي المحامي العام الأول والمستشار محمد بدران المحامي العام وبرئاسة أسامة علي مدير نيابة شمال أسيوط الكلية ومحمد حمزة مدير نيابة منفلوط وبمعاونة كل من كمال عفت الشيخ واحمد ماهر الحكيم وأحمد مرزوق يحيي ومحمد مكادي ومجدي صبحي و عبد السلام العوامي ومحمود الشلقامي وكلاء النيابة حيث تحفظت النيابة علي الصندوق الأسود الخاص بالقطار رقم165 الذي أطاح بالأتوبيس والذي يحوي بداخله جهاز تسجيل الرحلة والسرعة التي كان يسير عليها سائق القطار في وقت وقوع الحادث وكذلك توقيت وقوع الحادث بالضبط هذا فضلا عن رصد اللحظات الأخيرة لسائق القطار وردود أفعاله وتم انتداب لجنة فنية لفحص وتفريغ محتويات جهاز التسجيل. واستمعت نيابة شمال أسيوط الكلية إلي أقوال سائق القطار الذي أكد أنه كان يسير وفقا للسرعة القانونية المقررة ولم يتجاوز حاجز ال120 كم خاصة وأن المحطة التي كان يقف عليها في منقباد قريبة للغاية من موقع الحادث ولا تكفي لتجاوز القطار للسرعة المقررة هذا فضلا عن انه لم يتلق أي تحذير بوجود مشكلة علي الطريق ولم يتم وضع الكبسولات التحذيرية المتعارف عليها والتي تنبئ بوجود عارض علي الطريق وضرورة التوقف لحين التعرف علي المشكلة. وأضاف أنه لم يشاهد عامل المزلقان بجوار البوابات كما يحدث في مثل باقي البوابات علي الطريق لغلق وفتح المزلقان يدويا وهو ما يشير إلي عدم وجود عامل المزلقان بموقع الحادث لحظة وقوعه. واستكمل حديثه حول عدم توقفه بشكل مفاجئ عقب الاصطدام بالأتوبيس معللا أنه كان يقود قطارا محملا بآلاف الركاب ولو توقف بصورة مفاجئة لحدثت كارثة أفدح لذا ترك القطار حتي توقف تدريجيا ونجح في الحفاظ علي أرواح مستقلي القطار دون حدوث أي خسائر إضافية خاصة وأنه فوجئ بالأتوبيس يسير أمامه بشكل مفاجئ فما كان منه إلا ان دفعه أمامه لمسافة تزيد عن1 كم حتي توقف القطار. وقامت النيابة باستدعاء صاحب المعهد الخاص للاستماع إلي أقواله في مخالفة المعهد في عمليه نقل التلاميذ من وإلي المعهد حيث حصلت النيابة علي شهادة بيانات تؤكد أن سعة الأتوبيس29 شخصا فقط بينما كان الأتوبيس يقل أكثر من70 طفلا, كما أمرت النيابة بانتداب لجنة من الصحة لعمل تحليل الD.N.A للجثتين المتبقيتين في مشرحة مستشفي منفلوط المركزي لتحديد هويتهما خاصة وانه لم يتم التعرف عليهم حيث قام فريق من النيابة بمناظرتهما وتبين العثور علي أربعة أقدام, كما عثر علي النصف السفلي لجثة ونصف علوي لجثة أخري إضافة إلي أذرع وأرجل وقطع متفرقة من الجسم. أما نيابة مركز منفلوط فقامت باستجواب المتهم الرئيسي في الكارثة عامل المزلقان المدعو سيد عبده رضوان وذلك بمقر نيابة ديروط بعيدا عن مقر نيابة منفلوط التي وقع بها الحادث وذلك تحسبا لاقتحام الأهالي لمقر النيابة للقصاص من المتهم خاصة وان الغضب يملأ قلوب أهالي الضحايا والمركز عامة حيث أدلي المتهم بأقواله نافيا علمه بقدوم القطار وأنه لم يغلق البوابات حيث أكد عدم تلقيه لأي اتصال هاتفي من عامل البلوك الذي يسبقه وأنه كان متواجد بالمزلقان لحظة وقوع الحادث ولم يغادر وأنه فوجئ باصطدام القطار بالأتوبيس وأنه فر هاربا عقب الحادث خوفا من بطش الأهالي به واستشهد بأحد الخفراء تم استدعاؤه لسماع أقواله تصادف وجوده بالمزلقان لحظة وقوع الحادث ووضح عليه الاضطراب في إدلائه بأقواله وهو ما دفع الفريق الطبي لأخذ عينات من دمه وإرسالها إلي المعمل الجنائي لتحليلها وفحص إذا ما كان يتعاطي مخدرات ومازال تحت تأثيرها, كما استدعت النيابة أيضا خبيرا من هيئة السكة الحديد أكد أن من متطلبات عمل عامل المزلقان هو الوقوف علي المزلقان باستمرار لملاحظة الحالة علي الطريق وكان يتوجب عليه كما هو متبع داخل الهيئة في طريقة عملهم الاتصال بالبلوك الذي يسبقه للاستفسار عن سبب عدم تلقيه اتصالا بموعد قدوم القطار والاستفسار عن وجود أعطال بالقطار وفي حالة عدم الرد يتم التصرف تلقائيا بغلق المزلقان وآخذ الأحتياطات اللازمة وفي نهاية التحقيقات وجهت نيابة منفلوط تهمة القتل الخطأ نتيجة إهمال العامل لعمله وإلحاق الضرر بالهيئة وتعريض ممتلكاتها للتلف والخسائر الفادحة وأصدرت أمرا بحبسه15 يوما ومراعاة التجديد له في الميعاد. وباستجواب عامل المزلقان الذي يسبق مزلقان الواقعة أكد أنه قام بالاتصال مرتين متتاليتين بعامل مزلقان المندرة الأولي كانت في تمام الساعة6.40 دقيقة صباحا والثانية كانت في تمام الساعة6.45 دقيقة أي قبل وقوع الحادث بعشر دقائق وكانت المفاجأة في ان عامل مزلقان المندرة أجاب علي الاتصال في المرتين وكان علي علم بقدوم القطار وهذا ما ثبت واضحا في دفتر الإشارات الذي تحفظت عليه النيابة وكذلك دفتر السركي للحضور والانصراف وهو ما يشير إلي تعمد عامل المزلقان عدم إغلاق بوابات المزلقان لمنع السيارات من المرور علي الطريق وهو ما نفاه عامل مزلقان الموت في أقواله. وقامت النيابة بمعاينة بوابات مزلقان الواقعة وتبين لهم سلامة البوابات من الجانبين وعدم حدوث أي خدوش أو آثار لاقتحام البوابات وانه يعمل بكفاءة عالية وأنها لم تكن معطلة أو بها أي عوائق تمنع إغلاقها قبل وقوع الكارثة وهو ما يؤكدا تراخي عامل المزلقان في إغلاقها كما تبين أن المتهم لم يوقع في كشف الحضور والانصراف في يوم الواقعة وتم التحفظ علي سركي الحضور. * لأول مرة بالصعيد بوابات إلكترونية للمزلقانات أعلن المهندس رمضان ثابت نائب رئيس هيئة السكك الحديدية بالوجه القبلي عن انتهاء الهيئة من عمل حصر شامل لجميع مزلقانات السكة الحديد المواجهة لمداخل القري وذلك تمهيدا لتطويرها إلكترونيا من حيث غلق وفتح البوابات بشكل تلقائي دون تدخل عمال المزلقانات بحيث تضغط عجلات القطار علي إشارة تسبق المزلقان الذي سيمر عليه بعدة كيلو مترات لإتاحة الفرصة لغلق البوابات إلكترونيا وفي حالة غلق البوابات علي أحدي السيارات يتدخل عامل المزلقان بفتح البوابة المواجة للسيارة يدويا هذا فضلا عن تزويدها بكاميرات مراقبة تعمل علي مدار اليوم لمراقبة سير المزلقان وحركة سير العامل وأضاف المهندس رمضان أن مزلقان المندرة من ضمن عدة مزلقانات غير مرتبط ببلوكات الإنذار ويتم غلق المزلقان بناءو علي مكالمة داخلية تتم من ملاحظ البلوك لعامل المزلقان الذي أنكر أن الملاحظ هاتفه وجار التحقيق في الموضوع لكشف ملابسات الحادث ومجازاة المتورطين في الكارثة. * عودة حركة القطارات إلي طبيعتها صرح المهندس رمضان ثابت- نائب رئيس هيئة السكك الحديدية بالوجه القبلي أن حركة القطارت من أسيوط إلي القاهرة انتظمت تماما حيث تحرك أول قطار من أسيوط في تمام الساعة1.40 دقيقة ظهرا أمس بعد رفع أثار القطار وبقايا الأتوبيس من علي قضبان السكة الحديد وتم تسيير حركة القطارات بشكل طبيعي وتفهم الأهالي تماما للموقف بعد تهدئتهم وطمأنتهم بالقبض علي عامل المزلقان المتسبب في الواقعة وتسليمه للنيابة التي تجري معه التحقيقات حاليا وأصدرت قرارا بحبسه15 يوما علي ذمة التحقيقات وأنه لن يتم التستر علي المفسدين بالهيئة وتقديم كل من أشترك في تلك الكارثة إلي المحاكمة. * والد الضحايا الأربع يتبرع بقطعة أرض لبناء معهد بحزن عميق وصوت يعتصره الألم تحدث حمادة أنور والد الضحايا الأربع الذين لقوا مصرعهم في الحادث الأليم إلي محافظ أسيوط مؤكدا له رغبته في التبرع بقطعة أرض لبناء معهد أزهري بالقرية لحماية الأطفال والأجيال القادمة من خطر الموت الذي يهدد صغار القرية الذين يذهبون للقري المجاورة للتعليم واستقبل المحافظ حديث والد الضحايا بترحاب شديد مؤكدا سرعة بناء المعهد بالقرية فور توفير قطعة الأرض. * عبد الله مريض الفشل الكلوي مات بالصدفة كانت أكثر القصص الإنسانية مأساوية هي وفاة العم عبد الله(40 عاما) ويعاني من مرض الفشل الكلوي ولقي مصرعه بالصدفة حيث أعتاد علي استقلال أتوبيس المعهد في اليوم الذي يذهب فيه إلي المستشفي لتلقي جلسة الغسيل نظرا للحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها فبغرض توفير نفقات التنقل استقل الأتوبيس ليلقي مصرعه بالصدفة ويترك خلفه أسرة تعاني معيشة صعبة وكانت في أشد الاحتياج إليه. رابط دائم :