قنصوة: جامعة الإسكندرية تقدم كل الدعم للفعاليات الثقافية والفنية لخدمة المجتمع    بالأسماء، تنازل 21 مواطنا عن الجنسية المصرية    تخطت ال 17 ألف جنيه، مصروفات المدارس المصرية اليابانية بالعام الجديد    ارتفاع مفاجئ فى سعر جرام الذهب صباح اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024    محافظ قنا يستأنف استقبال المواطنين بمكتبه لبحث شكاواهم    البورصة المصرية، المؤشرات تقفز لمستوى جديد في بداية جلسة اليوم    الجيش الأردني يعلن تكثيف طلعاته الجوية، اعرف السبب    12 مليون دولار مساعدات إنسانية من كوريا الجنوبية للسودان    "البسولهم الجزيري بيخافوا منه"، ميدو يسخر من الأهلي بعد الهزيمة أمام الزمالك    موعد مباراة بوروسيا دورتموند وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    بعد واقعة إمام عاشور، الأهلي يقرر تغليظ عقوبة "السوشيال ميديا"    إبراهيم نور الدين: أنا الحكم رقم 1 في مصر    مصرع شاب دهسا أسفل عجلات قطار في المنيا    مصرع 7 أشخاص وإصابة 13 آخرين فى انقلاب سيارة بطريق أسيوط الغربي    برنامج مباشر من مصر يستضيف حفيد عالم المصريات سليم حسن في ذكراه    تعرف على موعد عزاء الفنانة الراحلة شيرين سيف النصر    الرقابة الصحية: اعتماد 350 منشأة طبية في 18 محافظة    الرعاية الصحية: تكنولوجيا التحليل الجيني المستقبل الواعد للتشخيص والعلاج الشخصي خلال 2024    وزارة الصحة تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    الخارجية الأمريكية: العراق يمتلك إمكانيات هائلة لتجديد الطاقة بالشرق الأوسط    الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون مع ألمانيا    استعدادات طلاب صيدلة قناة السويس للمؤتمر الطلابي السابع    استعدوا لتغيير الساعة.. بدء التوقيت الصيفي في مصر خلال أيام    وزيرا البيئة والإسكان يبحثان مقترحات تشغيل مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم    المراكز التكنولوجية تستقبل طلبات التصالح من المواطنين 5 مايو المقبل    أهم ألف مرة.. ماهر همام يعلق على مباراة الأهلي ومازيمبي    أستاذ في الاقتصاد الزراعي: «التموين» تستهدف توريد 3.5 مليون طن قمح هذا العام    التعليم تخاطب المديريات لتنفيذ المراجعات النهائية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية    الأرصاد: طقس حار نهارًا على القاهرة.. والعظمى 31    تحرير 31 محضرا بمخالفات لمخابز فى السنبلاوين    أمطار غزيرة تضرب دولة خليجية وبيان عاجل لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث    مصرع منجد بالبيلنا سوهاج فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة ولهو الأطفال    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمين ب"داعش قنا"    ننشر جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل والشهادات في بورسعيد    الصين تؤكد ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    "معلومات الوزراء": الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية سريعة النمو    فيلم شقو يتصدر الإيرادات بتحقيق 41 مليون جنيه في 6 أيام    رد الدكتور أحمد كريمة على طلب المتهم في قضية "فتاة الشروق    كندا تدين الهجمات الإجرامية للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية    «التحالف الوطني» أرسل 4 آلاف طن مساعدات لغزة في المرحلة ال6    خادم الحرمين وولى العهد يعزيان سلطان عمان فى ضحايا السيول والأمطار    مستشار الرئيس: نهدف إلى حصول كل مواطن على الرعاية الصحية الكاملة    وزارة الصحة تكشف أسباب مقاومة المضادات الحيوية للبكتيريا.. التفاصيل    جدول امتحانات المرحلة الثانوية 2024 الترم الثاني بمحافظة الإسكندرية    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 16-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس تحرير «الأخبار»: المؤسسات الصحفية القومية تهدف إلى التأثير في شخصية مصر    موعد انتهاء خطة تخفيف أحمال الكهرباء.. متحدث الحكومة يوضح    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    ميدو: إبراهيم نور الدين كان سيجلس في منزله إذا طرد لاعب الأهلي    حسن مصطفى: أخطاء كولر والدفاع وراء خسارة الأهلي أمام الزمالك    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    رئيس تحرير «الأخبار»: الصحافة القومية حصن أساسي ودرع للدفاع عن الوطن.. فيديو    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات حية: "المصريون" في بيوت ضحايا أتوبيس الموت
تحولت منذ الصباح منازل أهالي الضحايا وجيرانهم إلى سرادقات عزاء، حيث يأتي أهالي المراكز والقرى المجاورة وأهالي محافظة أسيوط إلى قرية المندرة التي بها أكثر عدد من الأطفال ضحايا الأوتوبيس المنكوب

تحولت منذ الصباح منازل أهالي الضحايا وجيرانهم إلى سرادقات عزاء، حيث يأتي أهالي المراكز والقرى المجاورة وأهالي محافظة أسيوط إلى قرية المندرة التي بها أكثر عدد من الأطفال ضحايا الأوتوبيس المنكوب.
من جانبها شاركت "المصريون" أهالي الضحايا وتلتقي معهم، في البداية تقول والدة التلميذ "العربي العربي إبراهيم" بالصف الثاني "حضانة"، والتي ظلت تصرخ وتبكي منذ سماع الخبر إن والده توفي بعد بداية الحمل بأربعة أشهر، ورفضت الزواج من أجل انتظار هذا الطفل لكي يحل مكان والده وتعيش تحت ظله وعزمت أن تجعله رجلا عالما بدينه، فقيها في علوم الدين، فقدمت له في معهد النور الأزهري الذي يتمتع بالسمعة الطيبة والحفاظ على الأطفال، ولكن سرعان ما جاء القدر وفوجئت بخبر وفاته التي كاد عقلها أن يطيش، لأنه كان مرآتها الوحيدة التي تنظر بها كل صباح ولا تستطيع أن تنسى آخر كلمة قالها قبل رحيله من الدنيا وهي كلمة "ماما".
وأكد أحد الجيران أن جده عندما سمع الخبر سقط مغشيا على الأرض ويعيش الآن في حالة صحية سيئة.
فيما أضاف عمه أن هذا الطفل كان حلما تنتظره جميع العائلة، حيث كان يذكرهم بحياة والده كلما ينظرون إليه، ولكن استيقظ الجميع على كابوس خيم على جميع منازل العائلة بسحابة سوداء، ونزلت الدموع كالأمطار من عينيهم ومن جميع الجيران.
معهد نور الأزهري: "لن نتاجر بدماء أبنائنا"
كما خيم الحزن منذ صباح اليوم على العاملين والمعلمين داخل المعهد الأزهري "نور" بقرية بني عدي حيث يظل الجميع في ذهول منذ سماع الخبر فلا يسكن في هذا المكان إلا الصمت والحزن والدموع الجافة.
والتقت "المصريون" مع الممثل القانوني الدكتور محمود خليل مخلوف بأن المعهد يتبع الجمعية الجعفرية التي أسسها الشيخ الجعفري وهي خدمية حيث تقدم خدمات تعليمية وطبية.
واستنكر مخلوف المتاجرة السياسية لهذا الحادث الأليم، وأوضح أن هذا ليست هي المناسبات للتشفي السياسي فالمصيبة أكبر من ذلك فهناك أمهات دفنت ثلاثة من أبنائها وأمهات دفنت طفلها الوحيد.
وأوضح أن الشهداء أعمارهم تتراوح بين 4 سنوات و11 سنة بينهم بل معظمهم من حفظة القرآن الكريم كاملاً.
وتابع أن ما حدث لا يمكن أن نسميه إلا فاجعة وكارثة لم نر مثلها طيلة مدة حياتي التي قاربت 53 عامًا ولم أستطع حبس دموعي حينما ذهبت لأوقظ ابني فتذكرت كيف حال آباء وأمهات الشهداء من الأطفال ولم يفارق عيني طيلة اليوم أشلاء الأطفال التي جمعناها من على قضبان السكة الحديد.
ورفض المدرسون التحدث مطلقاً، وقالوا (نحن لا نتاجر بأطفالنا) وأكملوا إذا كانت كل أم وكل أب مكلومين فى منازلهم فالفاجعة الحقيقية علينا أكبر فهم أبناؤنا الذين تربوا فى هذا المعهد.
شقيقان يقدمان لوحة تذكارية لمعهد النور قبل الحادث المنكوب
كما التقطت "المصريون" أثناء متابعتها للمأساة التي تعيشها أسر معهد النور الأزهري صورة للوحة تذكارية لتلميذين شقيقين "أروي حمادة أنور" وشقيقها "أدهم حمادة أنور" أهداهما للمعهد قبل استشهادهما في الأتوبيس المنكوب فلم يعلما أن اللوحة هي آخر ذكري تدق في ناقوس النسيان.
ويعيش الآن المعلمون داخل المعهد في ذهول لما حدث وتوقفت الدراسة تمامًا فلم يأتِ الطلاب إلى المعهد.
أم تصرخ على أبنائها: "ربنا يحرق قلوب المسئولين زى ما حرقوا قلوبنا"
واحتشد العشرات من نساء القرية اللاتى يرتدين الملابس السوداء ولا تسمع إلا صرخات مبحوحة تأتى على فترات متقطعة لتكشف الستار عن فظاعة الحادث المروع، الأب والأم فقدا صوتهما بسبب مرارة الحادث الذى راح ضحيته خمسة من أبناء حمادة أنور.
يقول حمادة أنور والد المتوفين الخمسة: "أنا دفنت خمسة، أربعة أبنائى وبنت أخى سندس، ولا أعرف إذا كانوا حقيقة أم لا، فملامحهم غير واضحة شوهها الحادث".
وتابع: عرفنا عيالنا من الكراسات والكتب الملطخة بالدماء وعامل المزلقان منه لله هو السبب، وانهمر فى البكاء وصوت النساء يعلو ينادى، وسيدة تأتى من بعيد ومعها عدد من نساء القرية وتجرى الأم كالمجنونة وتجرى وراءها النساء، وتقول: "سيبونى أروح عند عيالى أعيش لمين، الأربعة راحوا ومش فاضل غير البنت الصغيرة".
وانهارت فى وجوهنا: "عايزنى أقول لكم إيه دول عيالى والضنا غالى، ربيتهم وتعبت فيهم وونسى وسندى، ربنا يحرق قلوب المسئولين على عيالهم زى ما تسببوا فى حرقتنا، منهم لله بيشغلوا ناس لا تليق بالعمل والمسئولية".
الأم المكلومة: "مين ها يصلى الفجر بىّ تانى"
كما خيم الحزن والأسى على قرية الحواتكة التى فقدت عشرات الأطفال، وما زال المفقود منهم حتى الآن، ولم يستطع أهاليهم التوصل إليهم من بين الجثث المشوهة وغير المعلومة الملامح.
"المصريون" داخل منزل إحدى ضحايا الحادث المروع ترصد جرعات الألم والمرارة التى تجرعتها أم فقدت ثلاثة أولاد من أبنائها.
تحكى الأم: أبنائى "أحمد ومحمد وهاشم" أكبرهم محمد فى الصف الأول الإعدادى، وقد كان حافظاً للقرآن ويحثنى على الصلاة وكل يوم يصلى بى الفجر حاضرًا، وهو إمام لى ولأخوته الصغار وكان محبوبًا من الجميع ومتفوقًا فى الدراسة فهو الأول كل عام فى دراسته، وقد كان عطوفًا وحليمًا يفضل أخوته على نفسه فى كل شىء، ومدرسوه يشهدون بأخلاقه وصوته العذب فى قراءة القرآن والأناشيد الدينية.
وتبكي الأم: توفاهم الله وهو أحن عليهم منى "ولكن فراقهم صعب ليتنى مت قبلهم" لا أستطيع أن أنظر على سريرهم وهم يرتبونه كل يوم ويساعدونى فى المطبخ.
وتواصل الأم آلامها: هاشم كان فى الصف السادس ومتفوقاً لا أدرى كيف أعيش بدونهم وأحمد بالصف الثانى الابتدائي "مش مصدقة مش مصدقة الثلاثة مش هشوفهم تانى".
ويحكى والدهم الذي يعمل فى نقطة شرطة نجع سبع عن استقباله الحادث كان فى عمله واتصلت زوجته تقول له بيقولوا الأتوبيس عمل حادثة فرد قائلا لها "حد يقول كدة على الصبح.. حوادث تلاقيها إشاعة وبعد أن تحدثت معه اتصل بالنجدة وسألهم فى حادثة فردوا قائلين أيوة فسأل الأب المغلوب على أمره "فى حد اتعور" فرد عليه رجل النجدة "قول فى حد عايش"، فلم يصدق الوالد من الذهول وتوجه إلى المكان بسرعة رهيبة وهو يصرخ يبحث عن أبنائه وسط الأشلاء والجثث والأعضاء المتناثرة ويصرخ كالمجنون عيالى، عيالى فاتجه إلى المشرحة ووجدهم أمواتا فسقط بجوارهم لم يتماسك أعصابه والناس تواسيه.
وتابع ل"المصريون" أبنائي حفظة للقرآن ومتفوقون وهم سندى ولكنى راضى ومسلم لأمر الله، ومهما كنت ربيتهم وعلمتهم ولم أكن أوصلهم لتلك المنزلة العظيمة التى اختارها الله لهم.
ويواصل في بكاء: ابني كان صوته جميلاً جداً فى قراءة القرآن، وكان أمله أن يحفظ القرآن كاملاً ثم يسجله بصوته على الإنترنت ويسمعه الجميع ثم انهار في البكاء ولم يكمل الحديث.
استياء الشارع الأسيوطي من زيارة وزير التعليم لمناقشته رسالة دكتوراه
جاءت زيارة وزير التربية والتعليم لمحافظة أسيوط التى استمرت يومين مخيبة لآمال الكثيرين، حيث كان من المعلن منذ عدة أيام أن وزير التربية والتعليم سوف يشارك فى مؤتمر بكلية التربية الرياضية حول تحديات التعليم، وفوجئ الجميع بأنه لم يعلن إلغاءه المشاركة فى المؤتمر رغم وقوع الحادث الأليم داخل المحافظة.
كما تجاهل أيضاً وجود حالة من الحزن العام لدى المسئولين والمواطنين والأهالي، وأصر على حضور مناقشة دكتوراه كان مشرفا عليها، ورغم إعلان حالة الحداد فى مصر إلا أنه أصر على الحضور، مما أدى إلى استياء الشارع الأسيوطي وكأنه فى معزل عن الحكومة.
سائق القطار: كنت أصرخ مع صرخات الأتوبيس المنكوب
أمر المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، بتشكيل فريق من نيابة استئناف أسيوط ونيابة شمال أسيوط الكلية برئاسة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، بالانتقال والمعاينة وسماع أقوال المصابين والشهود العيان، وشمل فريق النيابة قرابة 40 من رؤساء ووكلاء النيابات انتقلوا إلى مسرح الكارثة، وعاينوا القطار والأتوبيس المحطم وآثار الحادث الذي امتد على مسافة تجاوزت الكيلو متر.
وكشفت تحقيقات ومعاينة النيابة أن القطار رقم 165 والقادم من أسيوط للقاهرة اصطدم بمنتصف الأتوبيس تمامًا، ودفعه أمامه مسافة كبيرة وأنه حطم الأتوبيس وحوله إلى قطع صغيرة، وأن دماء التلاميذ وأشلائهم التصقت بمقدمة وعجلات القطار.
وكشفت المعاينة أن الحادث حول التلاميذ الضحايا إلى أشلاء صغيرة وعثرت النيابة وبعض الأهالى على رؤوس بعض التلاميذ وأيدي مبتورة وسيقان ممزقة أسفل العربة الأولى وفي جرار القطار.
وبدأت النيابة التحقيق مع عامل مزلقان قرية المندرة، وتبين من التحريات أنه كان نائمًا داخل غرفة خاصة به، ولم يغلق المزلقان في لحظة قدوم القطار، وكان من المقرر أن يغلق المزلقان قبل وصول القطار بعشر دقائق.
وأمرت النيابة بضبط وإحضار عامل الإشارة في القرية التي تسبق قرية المندرة، لبيان ما إذا كان اتصل بعامل مزلقان المندرة من عدمه ليخطره بقدوم القطار رقم 165.
كما أمرت بتشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة وكلفتهم بفحص القطار والأتوبيس وإعداد تقرير كامل وتقديمه للنيابة العامة.
من ناحيتهم، أكد المصابون في تحقيقات النيابة أنهم كانوا داخل الأتوبيس وأن السائق وجد المزلقان مفتوحًا، وأثناء عبوره شريط السكة الحديد وقع التصادم.
وأضافوا إحنا محسناش بحاجة خالص، سمعنا صراخ وصوت خبط بس، ولقينا ناس اتجمعت ونقلتنا في عربيات إسعاف للمستشفيات.
وكشفت التقارير الطبية التي تلقتها النيابة عن حالات الوفيات أنه حدثت نتيجة هبوط حاد وتهتك جميع أجهزة الجسم وتحويلها إلى أشلاء صغيرة.
وصرحت النيابة بدفن جثامين 48 ضحية تعرف عليهم الأهالي، وجار التعرف على جثتين مجهولتين بعد تحولهما إلى أشلاء ولم يتعرف عليهما أيا من أسر الضحايا.
كما استمعت النيابة إلى أقوال شهود عيان من المقيمين بجوار مسرح الكارثة وقالوا إنهم سمعوا ارتطامًا شديدًا.
وأكد أحدهم أنه شاهد الحادث من بدايته، وأن المزلقان كان مفتوحًا أمام الأتوبيس، وقررت النيابة التحفظ على سائق القطار رقم 165 لبيان مسئوليته عن الحادث واستجوابه وقررت القبض على جميع أفراد الشرطة المقرر تواجدهم بالمزلقان ومتابعة حركة القطارات هناك.
وأوضح سائق القطار لأجهزة الأمن أنه كان في طريقه وبسرعته العادية، وأنه لم يجد إشارات أو اتصالات تتعلق بمطالبته بالتوقف.
وأضاف أنه وجد الأتوبيس فجأة أمامه ولم يستطع التصرف، وأن وقوفه المفاجئ كان سيحمل كارثة أخرى، وهي انقلاب القطار وإصابة ومصرع المئات، وأنه دفع الأتوبيس أمامه وهو يصرخ أثناء سماعه صرخات من بداخل الأتوبيس.
الأهالي لرئيس الوزراء: عامل المزلقان شغال شغلانة تانية
التقى الدكتور يحيى كشك، محافظ أسيوط، بأعضاء لجنة النقل بمجلس الشورى برئاسة الدكتور محمد صادق سراج للتحقيق فى ملابسات حادث تصادم القطار أمام مزلقان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط.
وسوف تقوم اللجنة بتفقد مكان الحادث ومستشفى أسيوط الجامعى لسؤال المصابين كما تقوم بجولة لبعض محطات السكك الحديدية والمزلقانات بدائرة المحافظة.
وأكد كشك أن المحافظة ستقدم كل الدعم والإمكانيات للجنة لتنفيذ مهمتها على أكمل وجه لمعرفة السبب الحقيقى للحادث.
وأشار إلى أنه على تواصل مع رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء لمتابعة الموقف، منوهاً أن السكك الحديدية هيئة مستقلة ولا تتدخل المحافظة فى شئونها.
وأوضح أن أهالى القرية قالوا لرئيس الوزراء أثناء زيارته للمصابين أنهم قدموا عدة شكاوى فى السكة الحديد من قبل ضد عامل مزلقان المندرة لأنه يتركه مفتوحاً فى أغلب الأوقات، كما أنه يعمل فى وظيفة أخرى خلال النهار وينام خلال ورديته ليلاً ولم يستجب أحد.
وأشار المهندس رمضان ثابت، نائب رئيس هيئة السكك الحديدية بالوجه القبلى، إلى أن مزلقان المندرة من ضمن عدة مزلقانات غير مرتبط ببلوكات الإنذار ويتم غلق المزلقان بناءً على مكالمة داخلية تتم من ملاحظ البلوك لعامل المزلقان الذى أنكر أن الملاحظ هاتفه، وجارٍ التحقيق فى الموضوع.
وطلبت لجنة الشورى حضور رئيس الهيئة بالوجه القبلى ونائبه ومدير شئون الأفراد ومهندس المنطقة المشرف على تشغيل الورديات خلال جولة التحقيق، كما طلبت الاطلاع على الخطة الموضوعة لتطوير المزلقانات وما تم منها ومعرفة معوقات التنفيذ.
أول تقرير حقوقي مفصل عن الحادث
كما أصدرت مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها المبدئى لبعثة تقصى الحقائق التى أوفدتها إلى موقع حادث اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس أطفال مدرسة دار حراء بمنفلوط صباح يوم السبت الماضى والتى تعد أول بعثة للمجتمع المدنى تصل لموقع الحادث.
وقال يوسف عبد الخالق، المدير التنفيذى للمؤسسة، إن بعثة تقصى الحقائق من عدد من الشباب والحقوقيين المتطوعين فى العمل مع المؤسسة من محافظة أسيوط وصلت فى الساعة العاشرة صباحًا، بعد وقوع الحادث بساعتين، وقامت برصد وتوثيق الحادث وشهادات وروايات الشهود وتضمنت الآتى:
-اصطدم صباح يوم السبت الماضى فى الثامنة صباحًا القطار رقم 165 المتجه من أسيوط للقاهرة عند مزلقان قرية المندرة فى منفلوط بمحافظة أسيوط، بأتوبيس للمدارس تابع لمدرسة "دار حراء" الخاصة بأسيوط كان في طريقه إلى معهد النور الأزهرى الخاص ببنى عديات، أثناء عبور الأتوبيس مزلقان قرية المندرة بمركز منفلوط.
-ارتفاع عدد الضحايا المتوفين من الأطفال فى مكان الحادث إلى 47 طفلاً وبلغوا خلال أقل من ساعة 50 طفلاً وإصابة 13 مصابًا، وتم نقل المصابين إلى مستشفى أسيوط العام واستقبلت مشرحة مستشفى منفلوط المركزى جثث أطفال المدرسة.
-انتشار دماء الأطفال على مقدمة القطار ووجود جثث وأشلاء الأطفال تحت العربة الأولى والثانية للقطار.
-تواجد أشلاء الأطفال على الأرض وقضبان السكك الحديدية فى المنطقة المحيطة بالقطار ووجود كراسات المدارس وملابس الأطفال الضحايا حول القطار المتسبب فى الحادث.
-تفتت وانتشار أجزاء الأتوبيس والكراسى على شريط القطار وتحطم الأتوبيس بالكامل أسفل جرار القطار رقم 165، كما أن حطام الأتوبيس تواجد تمامًا بين عجلات الجرار من قوة الاصطدام.
-قيام أهالى قرية المندرة بالإسراع لمكان وقوع الحادث وحاولوا بكافة الطرق إخراج وانتشال جثث الأطفال من أسفل القطار الذين كانوا قد فارقوا الحياة على الفور.
- تجمهر الآلاف من أهالى قرية المندرة وأولياء أمور الطلاب عند موقع الحادث بمزلقان قرية المندرة للبحث عن جثث ذويهم.
- رفض أهالى الضحايا سحب أتوبيس الأطفال من أسفل جرار القطار، ومنعوا مسئولى هيئة السكك الحديدية من التدخل، لسحب الأتوبيس والجرار حتى تصل النيابة العامة لموقع الحادث وتقوم بتصويره خوفاً من إفلات هيئة السكك الحديدية من تحمل مسئولية الحادث.
- قام عدد من سيارات الأهالى وسيارة الإسعاف بمستشفى منفلوط المركزى بنقل الضحايا والمصابين.
-ذكر اللواء أبو القاسم ضيف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط، أنه تم التعرف على جثث 43 طفلاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ووجود 6جثث للأطفال لم يتم حتى الآن، كما ألقت قوات الأمن بأسيوط القبض على عامل المزلقان سيد عبده رضوان والمتهم الرئيسى فى الحادث، وقد خصصت القوات المسلحة طائرة لنقل المصابين، للعلاج بالمستشفيات خارج أسيوط.
- ذكر عدد من شهود العيان أنهم فور سماعهم لصوت الارتطام اتجهوا على الفور لموقع التصادم لإنقاذ المصابين منه لكنهم فوجئوا بالدماء تسيل من كل الأطفال وانهم بالكامل تحت عجلات القطار ومعظمه قد فارق الحياة، وقاموا بإخراجهم والإسراع بهم للمستشفى المركزى، وأن أهالى القرية توافدوا بسرعة للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين وحملوا الجثث وأشلاء الضحايا من تحت القطار، بينما ذكر عدد من الشهود أن سائق أتوبيس المدرسة قام بعبور المزلقان لكنه فوجئ بقدوم القطار بسرعة فى غير توقيته، بينما ذكر آخرون أن الأتوبيس اندفع على المزلقان رغم قدوم القطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.