وزير الدفاع الإسرائيلى: فقدان الضابط والجنود ال6 فى خان يونس مؤلم    تشكيل صن داونز المتوقع أمام فلومينينسي في كأس العالم للأندية 2025    نتيجة الشهادة الإعدادية في أسوان 2025 برقم الجلوس.. الاعتماد بعد قليل    تامر عاشور يحيي حفل مهرجان «موازين» ب«بالعكاز» والجمهور يستقبله بالزغاريد المغربية    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابط و6 جنود في معارك جنوبي قطاع غزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 25 يوينو 2025    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 25-6-2025 مع بداية التعاملات    جيروم باول: الفيدرالي غير مستعد بعد لتخفيض أسعار الفائدة    خبر في الجول - لحسم مستقبله.. الشحات يستقر على طرح العروض المقدمة إليه على الأهلي    أخبار فاتتك وأنت نايم| قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة    وكالة مهر: اكتشاف وضبط أكثر من 10 آلاف طائرة مسيرة في طهران خلال الأيام الأخيرة    «بريكس» تدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    إعلان النتيجة النهائية لعضوية مجلس إدارة البورصة    مندوب إيران بالأمم المتحدة: لن نتخلى عن برنامجنا النووي.. وإسرائيل وأمريكا خالفتا القانون الدولي    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    بالأعلام واللافتات.. جماهير الترجي تدعم فلسطين خلال مباراة تشيلسي في مونديال الأندية (صور)    روسيا: واشنطن وتل أبيب تنتهكان معاهدة حظر الانتشار النووي وحق طهران في الطاقة النووية السلمية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    مي عبد الحميد: الدولة تدفع منحة لا ترد تصل إلى 120 ألف جنيه في شقق الإسكان الاجتماعي    تصدرت تريند السوشيال ميديا، قصة صورة أعادت الفنانة عبلة كامل إلى الأضواء    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    «عمتي حبيبتي».. ظهور نادر ل عبلة كامل يثير الجدل على السوشيال ميديا    النواب الأمريكي: الأعضاء سيتلقون إحاطة سرية بشأن الوضع في إيران الجمعة المقبلة    حملات مسائية وفجرية على المخابز البلدية والمنافذ التموينية بالإسكندرية    الدولار ب50 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 25-5-2025    وفيات ومصابون في انقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الأوسطي    السيطرة على حريق سيارة نقل محمّلة بالتبن بالفيوم دون إصابات    "كانوا راجعين من درس القرآن".. أب يتخلص من طفليه بسلاح أبيض في المنوفية    انتشال سيارة ملاكي ابتلعها هبوط أراضي بشكل مفاجئ في التجمع    حسام بدراوي يكشف أسرار انهيار نظام مبارك: الانتخابات كانت تُزور.. والمستفيدون يتربحون    منتخب الشباب يخسر أمام ألمانيا ويتأهلان لربع نهائي كأس العالم لليد    زيادة طفيفة في مخزون سد النهضة.. «شراقي» يكشف آخر موعد للفتح الإجباري    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    بعد عام من الغياب.. ماذا قالت رضوى الشربيني في أول ظهور على dmc؟ (فيديو)    باسم سمرة يواصل تصوير دوره في مسلسل "زمالك بولاق"    أمين الفتوى يحذر من إهمال الزوجة عاطفياً: النبي كان نموذجًا في التعبير عن الحب تجاه زوجاته    الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام استقلال الدول وسيادتها    خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة.. وكان يحب مكة    طريقة عمل الزلابية الهشة في البيت أوفر وألذ    مطران نيويورك يوجّه رسالة رعائية مؤثرة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس – الدويلعة    عاجل.. بيراميدز يفاوض لاعب الأهلي وهذا رده    مهيب عبد الهادي ل محمد شريف: «انت خلصت كل حاجة مع الزمالك».. ورد مفاجئ من اللاعب    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    عصام سالم: الأهلي صرف فلوس كتير وودع المونديال مبكرًا    مهمّة للنساء والمراهقين.. 6 أطعمة يومية غنية بالحديد    أبرزها اللب الأبيض.. 4 مصادر ل «البروتين» أوفر وأكثر جودة من الفراخ    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    لا تدع الشكوك تضعف موقفك.. برج العقرب اليوم 25 يونيو    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    رسالة أم لابنها فى الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات حية: "المصريون" في بيوت ضحايا أتوبيس الموت
تحولت منذ الصباح منازل أهالي الضحايا وجيرانهم إلى سرادقات عزاء، حيث يأتي أهالي المراكز والقرى المجاورة وأهالي محافظة أسيوط إلى قرية المندرة التي بها أكثر عدد من الأطفال ضحايا الأوتوبيس المنكوب

تحولت منذ الصباح منازل أهالي الضحايا وجيرانهم إلى سرادقات عزاء، حيث يأتي أهالي المراكز والقرى المجاورة وأهالي محافظة أسيوط إلى قرية المندرة التي بها أكثر عدد من الأطفال ضحايا الأوتوبيس المنكوب.
من جانبها شاركت "المصريون" أهالي الضحايا وتلتقي معهم، في البداية تقول والدة التلميذ "العربي العربي إبراهيم" بالصف الثاني "حضانة"، والتي ظلت تصرخ وتبكي منذ سماع الخبر إن والده توفي بعد بداية الحمل بأربعة أشهر، ورفضت الزواج من أجل انتظار هذا الطفل لكي يحل مكان والده وتعيش تحت ظله وعزمت أن تجعله رجلا عالما بدينه، فقيها في علوم الدين، فقدمت له في معهد النور الأزهري الذي يتمتع بالسمعة الطيبة والحفاظ على الأطفال، ولكن سرعان ما جاء القدر وفوجئت بخبر وفاته التي كاد عقلها أن يطيش، لأنه كان مرآتها الوحيدة التي تنظر بها كل صباح ولا تستطيع أن تنسى آخر كلمة قالها قبل رحيله من الدنيا وهي كلمة "ماما".
وأكد أحد الجيران أن جده عندما سمع الخبر سقط مغشيا على الأرض ويعيش الآن في حالة صحية سيئة.
فيما أضاف عمه أن هذا الطفل كان حلما تنتظره جميع العائلة، حيث كان يذكرهم بحياة والده كلما ينظرون إليه، ولكن استيقظ الجميع على كابوس خيم على جميع منازل العائلة بسحابة سوداء، ونزلت الدموع كالأمطار من عينيهم ومن جميع الجيران.
معهد نور الأزهري: "لن نتاجر بدماء أبنائنا"
كما خيم الحزن منذ صباح اليوم على العاملين والمعلمين داخل المعهد الأزهري "نور" بقرية بني عدي حيث يظل الجميع في ذهول منذ سماع الخبر فلا يسكن في هذا المكان إلا الصمت والحزن والدموع الجافة.
والتقت "المصريون" مع الممثل القانوني الدكتور محمود خليل مخلوف بأن المعهد يتبع الجمعية الجعفرية التي أسسها الشيخ الجعفري وهي خدمية حيث تقدم خدمات تعليمية وطبية.
واستنكر مخلوف المتاجرة السياسية لهذا الحادث الأليم، وأوضح أن هذا ليست هي المناسبات للتشفي السياسي فالمصيبة أكبر من ذلك فهناك أمهات دفنت ثلاثة من أبنائها وأمهات دفنت طفلها الوحيد.
وأوضح أن الشهداء أعمارهم تتراوح بين 4 سنوات و11 سنة بينهم بل معظمهم من حفظة القرآن الكريم كاملاً.
وتابع أن ما حدث لا يمكن أن نسميه إلا فاجعة وكارثة لم نر مثلها طيلة مدة حياتي التي قاربت 53 عامًا ولم أستطع حبس دموعي حينما ذهبت لأوقظ ابني فتذكرت كيف حال آباء وأمهات الشهداء من الأطفال ولم يفارق عيني طيلة اليوم أشلاء الأطفال التي جمعناها من على قضبان السكة الحديد.
ورفض المدرسون التحدث مطلقاً، وقالوا (نحن لا نتاجر بأطفالنا) وأكملوا إذا كانت كل أم وكل أب مكلومين فى منازلهم فالفاجعة الحقيقية علينا أكبر فهم أبناؤنا الذين تربوا فى هذا المعهد.
شقيقان يقدمان لوحة تذكارية لمعهد النور قبل الحادث المنكوب
كما التقطت "المصريون" أثناء متابعتها للمأساة التي تعيشها أسر معهد النور الأزهري صورة للوحة تذكارية لتلميذين شقيقين "أروي حمادة أنور" وشقيقها "أدهم حمادة أنور" أهداهما للمعهد قبل استشهادهما في الأتوبيس المنكوب فلم يعلما أن اللوحة هي آخر ذكري تدق في ناقوس النسيان.
ويعيش الآن المعلمون داخل المعهد في ذهول لما حدث وتوقفت الدراسة تمامًا فلم يأتِ الطلاب إلى المعهد.
أم تصرخ على أبنائها: "ربنا يحرق قلوب المسئولين زى ما حرقوا قلوبنا"
واحتشد العشرات من نساء القرية اللاتى يرتدين الملابس السوداء ولا تسمع إلا صرخات مبحوحة تأتى على فترات متقطعة لتكشف الستار عن فظاعة الحادث المروع، الأب والأم فقدا صوتهما بسبب مرارة الحادث الذى راح ضحيته خمسة من أبناء حمادة أنور.
يقول حمادة أنور والد المتوفين الخمسة: "أنا دفنت خمسة، أربعة أبنائى وبنت أخى سندس، ولا أعرف إذا كانوا حقيقة أم لا، فملامحهم غير واضحة شوهها الحادث".
وتابع: عرفنا عيالنا من الكراسات والكتب الملطخة بالدماء وعامل المزلقان منه لله هو السبب، وانهمر فى البكاء وصوت النساء يعلو ينادى، وسيدة تأتى من بعيد ومعها عدد من نساء القرية وتجرى الأم كالمجنونة وتجرى وراءها النساء، وتقول: "سيبونى أروح عند عيالى أعيش لمين، الأربعة راحوا ومش فاضل غير البنت الصغيرة".
وانهارت فى وجوهنا: "عايزنى أقول لكم إيه دول عيالى والضنا غالى، ربيتهم وتعبت فيهم وونسى وسندى، ربنا يحرق قلوب المسئولين على عيالهم زى ما تسببوا فى حرقتنا، منهم لله بيشغلوا ناس لا تليق بالعمل والمسئولية".
الأم المكلومة: "مين ها يصلى الفجر بىّ تانى"
كما خيم الحزن والأسى على قرية الحواتكة التى فقدت عشرات الأطفال، وما زال المفقود منهم حتى الآن، ولم يستطع أهاليهم التوصل إليهم من بين الجثث المشوهة وغير المعلومة الملامح.
"المصريون" داخل منزل إحدى ضحايا الحادث المروع ترصد جرعات الألم والمرارة التى تجرعتها أم فقدت ثلاثة أولاد من أبنائها.
تحكى الأم: أبنائى "أحمد ومحمد وهاشم" أكبرهم محمد فى الصف الأول الإعدادى، وقد كان حافظاً للقرآن ويحثنى على الصلاة وكل يوم يصلى بى الفجر حاضرًا، وهو إمام لى ولأخوته الصغار وكان محبوبًا من الجميع ومتفوقًا فى الدراسة فهو الأول كل عام فى دراسته، وقد كان عطوفًا وحليمًا يفضل أخوته على نفسه فى كل شىء، ومدرسوه يشهدون بأخلاقه وصوته العذب فى قراءة القرآن والأناشيد الدينية.
وتبكي الأم: توفاهم الله وهو أحن عليهم منى "ولكن فراقهم صعب ليتنى مت قبلهم" لا أستطيع أن أنظر على سريرهم وهم يرتبونه كل يوم ويساعدونى فى المطبخ.
وتواصل الأم آلامها: هاشم كان فى الصف السادس ومتفوقاً لا أدرى كيف أعيش بدونهم وأحمد بالصف الثانى الابتدائي "مش مصدقة مش مصدقة الثلاثة مش هشوفهم تانى".
ويحكى والدهم الذي يعمل فى نقطة شرطة نجع سبع عن استقباله الحادث كان فى عمله واتصلت زوجته تقول له بيقولوا الأتوبيس عمل حادثة فرد قائلا لها "حد يقول كدة على الصبح.. حوادث تلاقيها إشاعة وبعد أن تحدثت معه اتصل بالنجدة وسألهم فى حادثة فردوا قائلين أيوة فسأل الأب المغلوب على أمره "فى حد اتعور" فرد عليه رجل النجدة "قول فى حد عايش"، فلم يصدق الوالد من الذهول وتوجه إلى المكان بسرعة رهيبة وهو يصرخ يبحث عن أبنائه وسط الأشلاء والجثث والأعضاء المتناثرة ويصرخ كالمجنون عيالى، عيالى فاتجه إلى المشرحة ووجدهم أمواتا فسقط بجوارهم لم يتماسك أعصابه والناس تواسيه.
وتابع ل"المصريون" أبنائي حفظة للقرآن ومتفوقون وهم سندى ولكنى راضى ومسلم لأمر الله، ومهما كنت ربيتهم وعلمتهم ولم أكن أوصلهم لتلك المنزلة العظيمة التى اختارها الله لهم.
ويواصل في بكاء: ابني كان صوته جميلاً جداً فى قراءة القرآن، وكان أمله أن يحفظ القرآن كاملاً ثم يسجله بصوته على الإنترنت ويسمعه الجميع ثم انهار في البكاء ولم يكمل الحديث.
استياء الشارع الأسيوطي من زيارة وزير التعليم لمناقشته رسالة دكتوراه
جاءت زيارة وزير التربية والتعليم لمحافظة أسيوط التى استمرت يومين مخيبة لآمال الكثيرين، حيث كان من المعلن منذ عدة أيام أن وزير التربية والتعليم سوف يشارك فى مؤتمر بكلية التربية الرياضية حول تحديات التعليم، وفوجئ الجميع بأنه لم يعلن إلغاءه المشاركة فى المؤتمر رغم وقوع الحادث الأليم داخل المحافظة.
كما تجاهل أيضاً وجود حالة من الحزن العام لدى المسئولين والمواطنين والأهالي، وأصر على حضور مناقشة دكتوراه كان مشرفا عليها، ورغم إعلان حالة الحداد فى مصر إلا أنه أصر على الحضور، مما أدى إلى استياء الشارع الأسيوطي وكأنه فى معزل عن الحكومة.
سائق القطار: كنت أصرخ مع صرخات الأتوبيس المنكوب
أمر المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، بتشكيل فريق من نيابة استئناف أسيوط ونيابة شمال أسيوط الكلية برئاسة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، بالانتقال والمعاينة وسماع أقوال المصابين والشهود العيان، وشمل فريق النيابة قرابة 40 من رؤساء ووكلاء النيابات انتقلوا إلى مسرح الكارثة، وعاينوا القطار والأتوبيس المحطم وآثار الحادث الذي امتد على مسافة تجاوزت الكيلو متر.
وكشفت تحقيقات ومعاينة النيابة أن القطار رقم 165 والقادم من أسيوط للقاهرة اصطدم بمنتصف الأتوبيس تمامًا، ودفعه أمامه مسافة كبيرة وأنه حطم الأتوبيس وحوله إلى قطع صغيرة، وأن دماء التلاميذ وأشلائهم التصقت بمقدمة وعجلات القطار.
وكشفت المعاينة أن الحادث حول التلاميذ الضحايا إلى أشلاء صغيرة وعثرت النيابة وبعض الأهالى على رؤوس بعض التلاميذ وأيدي مبتورة وسيقان ممزقة أسفل العربة الأولى وفي جرار القطار.
وبدأت النيابة التحقيق مع عامل مزلقان قرية المندرة، وتبين من التحريات أنه كان نائمًا داخل غرفة خاصة به، ولم يغلق المزلقان في لحظة قدوم القطار، وكان من المقرر أن يغلق المزلقان قبل وصول القطار بعشر دقائق.
وأمرت النيابة بضبط وإحضار عامل الإشارة في القرية التي تسبق قرية المندرة، لبيان ما إذا كان اتصل بعامل مزلقان المندرة من عدمه ليخطره بقدوم القطار رقم 165.
كما أمرت بتشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة وكلفتهم بفحص القطار والأتوبيس وإعداد تقرير كامل وتقديمه للنيابة العامة.
من ناحيتهم، أكد المصابون في تحقيقات النيابة أنهم كانوا داخل الأتوبيس وأن السائق وجد المزلقان مفتوحًا، وأثناء عبوره شريط السكة الحديد وقع التصادم.
وأضافوا إحنا محسناش بحاجة خالص، سمعنا صراخ وصوت خبط بس، ولقينا ناس اتجمعت ونقلتنا في عربيات إسعاف للمستشفيات.
وكشفت التقارير الطبية التي تلقتها النيابة عن حالات الوفيات أنه حدثت نتيجة هبوط حاد وتهتك جميع أجهزة الجسم وتحويلها إلى أشلاء صغيرة.
وصرحت النيابة بدفن جثامين 48 ضحية تعرف عليهم الأهالي، وجار التعرف على جثتين مجهولتين بعد تحولهما إلى أشلاء ولم يتعرف عليهما أيا من أسر الضحايا.
كما استمعت النيابة إلى أقوال شهود عيان من المقيمين بجوار مسرح الكارثة وقالوا إنهم سمعوا ارتطامًا شديدًا.
وأكد أحدهم أنه شاهد الحادث من بدايته، وأن المزلقان كان مفتوحًا أمام الأتوبيس، وقررت النيابة التحفظ على سائق القطار رقم 165 لبيان مسئوليته عن الحادث واستجوابه وقررت القبض على جميع أفراد الشرطة المقرر تواجدهم بالمزلقان ومتابعة حركة القطارات هناك.
وأوضح سائق القطار لأجهزة الأمن أنه كان في طريقه وبسرعته العادية، وأنه لم يجد إشارات أو اتصالات تتعلق بمطالبته بالتوقف.
وأضاف أنه وجد الأتوبيس فجأة أمامه ولم يستطع التصرف، وأن وقوفه المفاجئ كان سيحمل كارثة أخرى، وهي انقلاب القطار وإصابة ومصرع المئات، وأنه دفع الأتوبيس أمامه وهو يصرخ أثناء سماعه صرخات من بداخل الأتوبيس.
الأهالي لرئيس الوزراء: عامل المزلقان شغال شغلانة تانية
التقى الدكتور يحيى كشك، محافظ أسيوط، بأعضاء لجنة النقل بمجلس الشورى برئاسة الدكتور محمد صادق سراج للتحقيق فى ملابسات حادث تصادم القطار أمام مزلقان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط.
وسوف تقوم اللجنة بتفقد مكان الحادث ومستشفى أسيوط الجامعى لسؤال المصابين كما تقوم بجولة لبعض محطات السكك الحديدية والمزلقانات بدائرة المحافظة.
وأكد كشك أن المحافظة ستقدم كل الدعم والإمكانيات للجنة لتنفيذ مهمتها على أكمل وجه لمعرفة السبب الحقيقى للحادث.
وأشار إلى أنه على تواصل مع رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء لمتابعة الموقف، منوهاً أن السكك الحديدية هيئة مستقلة ولا تتدخل المحافظة فى شئونها.
وأوضح أن أهالى القرية قالوا لرئيس الوزراء أثناء زيارته للمصابين أنهم قدموا عدة شكاوى فى السكة الحديد من قبل ضد عامل مزلقان المندرة لأنه يتركه مفتوحاً فى أغلب الأوقات، كما أنه يعمل فى وظيفة أخرى خلال النهار وينام خلال ورديته ليلاً ولم يستجب أحد.
وأشار المهندس رمضان ثابت، نائب رئيس هيئة السكك الحديدية بالوجه القبلى، إلى أن مزلقان المندرة من ضمن عدة مزلقانات غير مرتبط ببلوكات الإنذار ويتم غلق المزلقان بناءً على مكالمة داخلية تتم من ملاحظ البلوك لعامل المزلقان الذى أنكر أن الملاحظ هاتفه، وجارٍ التحقيق فى الموضوع.
وطلبت لجنة الشورى حضور رئيس الهيئة بالوجه القبلى ونائبه ومدير شئون الأفراد ومهندس المنطقة المشرف على تشغيل الورديات خلال جولة التحقيق، كما طلبت الاطلاع على الخطة الموضوعة لتطوير المزلقانات وما تم منها ومعرفة معوقات التنفيذ.
أول تقرير حقوقي مفصل عن الحادث
كما أصدرت مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها المبدئى لبعثة تقصى الحقائق التى أوفدتها إلى موقع حادث اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس أطفال مدرسة دار حراء بمنفلوط صباح يوم السبت الماضى والتى تعد أول بعثة للمجتمع المدنى تصل لموقع الحادث.
وقال يوسف عبد الخالق، المدير التنفيذى للمؤسسة، إن بعثة تقصى الحقائق من عدد من الشباب والحقوقيين المتطوعين فى العمل مع المؤسسة من محافظة أسيوط وصلت فى الساعة العاشرة صباحًا، بعد وقوع الحادث بساعتين، وقامت برصد وتوثيق الحادث وشهادات وروايات الشهود وتضمنت الآتى:
-اصطدم صباح يوم السبت الماضى فى الثامنة صباحًا القطار رقم 165 المتجه من أسيوط للقاهرة عند مزلقان قرية المندرة فى منفلوط بمحافظة أسيوط، بأتوبيس للمدارس تابع لمدرسة "دار حراء" الخاصة بأسيوط كان في طريقه إلى معهد النور الأزهرى الخاص ببنى عديات، أثناء عبور الأتوبيس مزلقان قرية المندرة بمركز منفلوط.
-ارتفاع عدد الضحايا المتوفين من الأطفال فى مكان الحادث إلى 47 طفلاً وبلغوا خلال أقل من ساعة 50 طفلاً وإصابة 13 مصابًا، وتم نقل المصابين إلى مستشفى أسيوط العام واستقبلت مشرحة مستشفى منفلوط المركزى جثث أطفال المدرسة.
-انتشار دماء الأطفال على مقدمة القطار ووجود جثث وأشلاء الأطفال تحت العربة الأولى والثانية للقطار.
-تواجد أشلاء الأطفال على الأرض وقضبان السكك الحديدية فى المنطقة المحيطة بالقطار ووجود كراسات المدارس وملابس الأطفال الضحايا حول القطار المتسبب فى الحادث.
-تفتت وانتشار أجزاء الأتوبيس والكراسى على شريط القطار وتحطم الأتوبيس بالكامل أسفل جرار القطار رقم 165، كما أن حطام الأتوبيس تواجد تمامًا بين عجلات الجرار من قوة الاصطدام.
-قيام أهالى قرية المندرة بالإسراع لمكان وقوع الحادث وحاولوا بكافة الطرق إخراج وانتشال جثث الأطفال من أسفل القطار الذين كانوا قد فارقوا الحياة على الفور.
- تجمهر الآلاف من أهالى قرية المندرة وأولياء أمور الطلاب عند موقع الحادث بمزلقان قرية المندرة للبحث عن جثث ذويهم.
- رفض أهالى الضحايا سحب أتوبيس الأطفال من أسفل جرار القطار، ومنعوا مسئولى هيئة السكك الحديدية من التدخل، لسحب الأتوبيس والجرار حتى تصل النيابة العامة لموقع الحادث وتقوم بتصويره خوفاً من إفلات هيئة السكك الحديدية من تحمل مسئولية الحادث.
- قام عدد من سيارات الأهالى وسيارة الإسعاف بمستشفى منفلوط المركزى بنقل الضحايا والمصابين.
-ذكر اللواء أبو القاسم ضيف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط، أنه تم التعرف على جثث 43 طفلاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ووجود 6جثث للأطفال لم يتم حتى الآن، كما ألقت قوات الأمن بأسيوط القبض على عامل المزلقان سيد عبده رضوان والمتهم الرئيسى فى الحادث، وقد خصصت القوات المسلحة طائرة لنقل المصابين، للعلاج بالمستشفيات خارج أسيوط.
- ذكر عدد من شهود العيان أنهم فور سماعهم لصوت الارتطام اتجهوا على الفور لموقع التصادم لإنقاذ المصابين منه لكنهم فوجئوا بالدماء تسيل من كل الأطفال وانهم بالكامل تحت عجلات القطار ومعظمه قد فارق الحياة، وقاموا بإخراجهم والإسراع بهم للمستشفى المركزى، وأن أهالى القرية توافدوا بسرعة للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين وحملوا الجثث وأشلاء الضحايا من تحت القطار، بينما ذكر عدد من الشهود أن سائق أتوبيس المدرسة قام بعبور المزلقان لكنه فوجئ بقدوم القطار بسرعة فى غير توقيته، بينما ذكر آخرون أن الأتوبيس اندفع على المزلقان رغم قدوم القطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.