شهدت شوارع الجيزة والقاهرة أمس هدوءا كبيرا بعيدا عن تجمعات مؤيدي الرئيس المعزول ممن تجمهروا بالمئات في بعض ميادين العاصمة احتجاجا علي محاكمته وتحديدا عند دار القضاء العالي بميدان الإسعاف وشارع رمسيس. و انسابت الحركة المرورية بميدان الجيزة وامتداده من كوبري عباس ومنطقة المنيل وحتي طريق مصر القديمة المؤدي الي كنيسة المارجرجس وجامع عمرو حتي ميدان السيدة عائشة المؤدي الي المقطم هذا بالإضافة الي ما شهده مترو الانفاق بجميع محطاته من هدوء شبه تام بعيدا عن محطة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر التي امتلأت بالغاز المسيل للدموع جراء تفريق أنصار المعزول. هذا بخلاف الاستعدادات الامنية المشددة التي فرضت من اجل الضرب بيد من حديد علي كل من يريد ان يخرب او يعبث بأمن البلاد في يوم المحاكمة هذا مارصدناه في جوله ميدانية امس. ميدان الجيزة شهد ميدان الجيزة منذ الساعات الاولي منذ فجر أمس استعدادات أمنية مكثفة تحسبا لاي احداث عنف او تخريب للمنشآت الحيوية الخاصة والعامة. حيث حرصت قوات الجيش والامن علي تمشيط الميدان والشوارع المؤدية له للحفاظ علي الوضع الامني من جانب ولتسهيل الانسياب المروري من جانب آخر هذا وقد انتشرت اكثر من20 سيارة امنية واكثر من6 دبابات في محيط كوبري عباس بالاضافة الي وضع الاسلاك الشائكة في مطلع الكوبري تحسبا لاي احداث. علي صعيد اخر تواجد الباعة الجائلين من الجنسين بمفروشاتهم من الفواكه والاجبان والملابس وغيرها علي ارصفة الشارع الرئيسي بالميدان كأي يوم عادي لهم. في البداية اكد محمد حامد ابراهيم احد الباعة الموجودين بميدان الجيزة ان الميدان يشهد هدوءا تاما منذ الساعات الاولي ليوم امس نظرا للسيطرة الامنية التامة والتي لم تؤثر بالسلب علي وضع الباعة والاسواق الكائنة بالميدان وقال محمد حامد ان معظم سكان الجيزة اشتروا كعادتهم من السوق والباعة متطلباتهم اليومية ولكن ليس بشكل مكثف وذلك يعود الي ان معظم المصالح الحكومية بالجيزة معطلة او لم يأتي اليها معظم الموظفين العاملين بها تخوفا من حدوث اي كوارث في هذا اليوم. واشار حلمي عبد الحكيم صاحب محل عصائر بميدان الجيزة إلي ان حركة الميدان شهدت حالة غير مسبوقة من الانسياب المروري امام المواصلات العامة والخاصة الامر الذي جعل الكثير من الذبائن يرددون جملة واحدة وهي ياريت الميدان يفضي كده علي طول وذلك لان ميدان الجيزة يشهد حالة من الاختناق المروري مستمرة طوال العام وذلك يعود الي اسباب عديدة ومنها غياب تنظيم الحركة المرورية به الا في حالات الاحداث السياسية وكذلك لامتلأه بالباعة الجائلين ممن يفترشون اكثر من نصف الشارع مما يجعل الشارع لا يستوعب الا سيارة واحدة في الاتجاهين وبالفعل هذا الاختناق ترك اثرا سيئا لدي الناس وخاصة المارة حتي وان كانوا يشترون حاجتهم من الباعة ولكن في النهاية يجدون صعوبة في الحركة بالميدان في حالة مشيهم علي الاقدام ولا يجدون اماكن بامتداد الشارع لركن سياراتهم. عمرو بن العاص ومارجرجس لم تشهد منطقتا جامع عمرو بن العاص وكنيسة المارجرجس اي احداث تظاهر او مسيرات احتجاجية كسابقتها من الايام الماضية وهذا يرجع الي السيطره التامه علي دواخل ومخارج مصر القديمة بما فيها منطقتا الملك الصالح والسيدة زينب. ويقول محمد اسماعيل بيومي محاسب و احد سكان منطقة جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة ان ساحة المسجد شهدت هدوءا تاما من المصلين الذين ذهب كلا منهم الي مصالحه او بيته بعد انتهائه من صلاتي الظهر والعصر وهذا لان القائمين علي المسجد وجيرانه رفعوا لافتات من قبل وتحديدا في الجمعه قبل الماضيه كتبوا عليها ان المساجد لله ووجهوا خلالها رسائل شديدة اللهجة لكل من يريدون ان يتخذوا من ساحة المسجد المتسعة ميدانا لرفع الشعارات السياسية وقد اخافت هذه الرسائل انصار الاخوان الذين تم محاصرتهم من قبل الاهالي في تلك الجمعة مما جعلهم يتحسبون هذا اليوم من اتخاذ المسجد قبلة لتنظيماتهم او مسيراتهم التي ازعجت سكان مصر القديمة علي مدار الشهور الماضية. وأضافت حنان علي صاحبة سوبر ماركت بجوار كنيسة المارجرجس ان الناس شعرت بالملل من افعال وتصرفات انصار الاخوان الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها كل جمعة هذا ما جعل سكان المنطقة يتصدون لهم من فوق المنازل والبلكونات واعتقد والكلام لحنان ان المنطقة بأكملها اليوم شهدت هدوءا متوقعا ليس بسبب التواجد الامني المكثف حول الكنيسة والجامع وانما بسبب تلاحم الناس ضدهم وضد ما اثاروه من خراب ودمار حل بالبلاد والعباد. مترو الانفاق اجمع الركاب بمترو الانفاق باتجاه حلوان وتحديدا من بداية الخط الاول وحتي محطة جمال عبد الناصر علي ان الحركه هادئه وان القطارات تسير في امان في ظل هدوء المحطات مع قلة عدد الركاب الذين خشوا علي انفسهم من احداث اليوم. احمد خيري مهندس احد ركاب مترو الانفاق قال لم يشهد المترو مثل هذا الهدوء الذي وصل لدرجة انك تجد مقاعد فارغة من اول الخط حتي اخره منذ زمن واعتقد انه حتي في ظل الاحداث الماضية من ثورتين شعبيتين افاضتا بروح الثورية علي البلاد و لم يشهد مترو الانفاق هدوءا مثل اليوم. واتفق مجموعه من الشباب الجامعي علي ان الهدوء بمترو الانفاق يعود الي تخوف الناس من النزول الي الشوارع من الاساس تحسبا لاي كوارث او تفجيرات او غيره من المخاوف التي جعلت الناس تفضل البقاء في البيوت ومتابعة احداث محاكمة الرئيس المعزول من خلال الفضائيات هذا بالاضافه الي ان الناس اصيبت بذعر وصداع دائمين جراء توالي مسيرات الاخوان ومحاولاتهم الفاشلة للعودة الي الحكم بهتافات وتجمعات وكتابات علي الحوائط والجدران بالمصالح الحكومية والشوارع والميادين ومحطات المترو وغيرها. رابط دائم :