تخيل صديقي أنني سوف أفاجأ عندما أخبرني أن لديه معلومات أن الولاياتالمتحدة تقف بقوة وراء ما يتردد عن إنشاء جيش ميليشيات وكتائب للإخوان في مصر علي غرار الجيش الحر في سوريا. وليس فيما قال أية مفاجأة إذ إن للولايات المتحدة تاريخا طويلا من رعاية الإرهاب بذراع ال سي. آي. إيه طالما كان هذا الإرهاب يحقق مصالحها وأهدافها ومخططاتها طويلة المدي وقصيرتها, ولا تفرق واشنطن بين أن يحمل هذا الإرهاب مسمي الجهاد أو التمرد أو التحرير فكلها مسميات للتجمل لا معني لها في القاموس الأمريكي إلا مصالح واشنطن. وهذه الطريقة لم تفتقد طوال هجماتها المتكررة علي العديد من البلدان أن تتخفي وتتلون بما هو متاح من ظروف وملابسات بدأت مع فرق الموت والقتل الجماعي في أمريكا الوسطي حيث تشكلت بزي المقاومة في مواجهة ما كانت تشهده السلفادور في ذلك الوقت من ديكتاتورية عسكرية وهو الوضع الذي اتخذته واشنطن قناعا للتعامل مع الأوضاع وتنفيذ مخطط إرهابي بطلقات مكتومة الصوت. وما حدث في السلفادور سبقته عشرات التحركات والحركات الإرهابية الأمريكية باسم الديمقراطية والشرعية والحرية وغيرها كان أبرزها قيام إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في مطلع الثمانينيات بتمويل ومساعدة وتدريب وتسليح قوات الكونتراس التابعة لعناصر من نيكاراجوا في هندوراس للإطاحة بنظامها الحاكم, وهذا الوجه الإرهابي القذر تكرر كثيرا في عدد من بلدان القارة السوداء وأسيا وأمريكا وغيرها ونجح في بعض حالاته وتعثر بأغراضه الاستعارية الجديدة أحيانا أخري وترك أسوأ الآثار في حالات ثالثة والعراق وأفغانستان ليست ببعيدة عن تلك الدائرة الشيطانية. وهذه العقلية الأمريكية تتلاعب الآن باسم المعونة تارة و بالضغط السياسي أخري وبورقة عسكرية ثالثة وصولا إلي أية تنازلات بعد أن حطمت ثورة30 يونيو آمال المستعمر الأمريكي مع استعدادات الخيانة الإخوانية التي عكست كثيرا من صفات الدولة الدينية الفاشية, وهذه التحركات الأمريكية تستهدف في المقام الأول إعادة دولة التنازلات وإلا فالبديل جيش حر تقام له معسكرات بحصون الولاية الأمريكية في أفغانستان وغزة والسودان وليبيا بعد أن نجحت اللعبة الأمريكية في العديد من الدول وفي مقدمتها سوريا ثم ليبيا فاليمن بتحركات قطرية وتركية بهلوانية. وتلامس تلك الفكرة الشيطانية الهوي الإخواني الذي طالما حلم بدولة الميليشيات والحرس الإخواني الثوري ونسف الجيش المصري النظامي الذي يعكس تركيبة الشعب المصري بأكمله من أجل بناء جيش إخواني يدين للمرشد بالولاء والسمع والطاعة بعيدا عن القواعد العسكرية التي لا يعترف بها التنظيم. وجيش الإخوان في حالة نجاح تكوينه الشيطاني تسهل السيطرة عليه وتطويعه وتحريكه بالريموت كنترول الأمريكي لأنه سيكون تحت راية تنحصر بين المصلحة والتنازل وهما من أهم مكملات الشخصية الإخوانية, كما أنه سيكون جيشا للمرتزقة تحت شعارات الجهاد والنضال والتمرد وأشياء أخري( والحديث موصول) رابط دائم :