تنفق الدولة مليارات الجنيهات علي رغيف العيش المدعم لسد احتياجات المواطنين ولكن في الآونه الاخيرة انتشرت ظاهرة بيعه في الأسواق بجميع أسواق محافظة سوهاج بعد أن يتم تنشيفه ويباع بالكيلو علفا للمواشي والطيور وأصحاب المزارع ومحال الفول والطعمية لاستخدمه في تفنيش الطعمية. ويقول محمد حسن مواطن انتشر العيش الناشف بصورة كبيرة بأسواق المحافظة ويعتبر صورة من صور إهدار دعم الخبز, وهو العيش الزائد عن احتياجات الأسرة أو الفائض اليومي من العيش المدعم في كل بيت, يتم بيعه ناشف بأسعار باهظة واتخذ منها بعض الأشخاص تجارة يبلغ رأسمالها مئات الآلاف من الجنيهات. ويؤكد علي ابو الدهب, موظف, قيام العديد من المواطنين بجميع مراكز المحافظة بالاتفاق مع أصحاب المخابز علي شراء حصة يومية من الخبز المدعم, بالإضافة إلي ما قاموا بتجميعه من الخبز الزائد من بواقي الطعام وبيعه باسعار باهظة بالأسواق. وتضيف ربة منزل رفضت ذكر اسمها أنها تقوم بتجميع بواقي العيش المكسور والبواقي من الوجبات لفترة طويلة واضطر أحيانا لشراء العيش من المخبز ثم أقوم بتنشيفه حتي يزن عند البائع ليدفع أكثر للاستفادة من ثمنه في ظروفي الصعبة ففي الماضي كنت استخدمه كعلف للطيور التي أربيها في المنزل ولكن بعد انتشار أنفلونزا الطيور تخلصت منها نهائيا وتشير أم مصطفي إلي أنها تقوم هي وأولادها بجمع بواقي العيش المكسور من الشوراع وصناديق القمامة, بالإضافة إلي شراء كميات من المخابز وتقوم ببيعها في السوق لأصحاب مزارع المواشي والطيور كعلف للماشية وغذاء للأسماك بالمزارع السمكية فهي تجارة مربحة للغاية. يقول السيد التلاوي أمين حزب الغد إن استهلاك المواطنين الخاطئ هو السبب في إهدار هذه الكميات الكبيرة من العيش المدعم وضياع ملايين الجنيهات المخصصة للدعم هباء منثورا دون تحقيق الهدف المنشود وهو وصول الدعم إلي مستحقيه. وأكد مصطفي كمال علي عامل أن من ضمن زبائن العيش الناشف أصحاب محلات الفول والطعمية فهو يجعل الطعمية تنفش علي حد تعبيره, بالإضافة إلي أصحاب المزارع يقومون بشراء العيش لتسمين المواشي والخرفان. ويقول رفاعي حمدان, فلاح, إن الإقبال علي شراء العيش نظرا لارتفاع أسعار العلف مقارنة بالعيش الذي يباع في الفرن, مضيفا أن عيش الفرن سيئ جدا لايصلح للاستخدام الآدمي, فنحن لا نأكل منه, وإنما نشتريه للطيور. ويشير أشرف علام إلي أن انتشار تجارة العيش الناشف في الأسواق الأسبوعية, وتتدرج هذه التجارة بدءا من ربات البيوت اللاتي يشترين أكثر من حاجتهن من الخبز المدعم, لاختيار أفضله وترك الباقي للطيور والدواجن في البيت, وبعضهن يقمن ببيع أو إهداء العيش الناشف لجيرانهن وأقاربهن ممن يقمن بتربية الطيور في المنازل, وبعضهن احترف تجارة العيش الناشف وشراء كميات كبيرة منه لبيعه. ومن جانبه, أوضح المحاسب شمس الدين يوسف وكيل وزارة التموين بسوهاج أنه سيتم التنسيق مع مباحث التموين لشن حملات تموينية ورقابية علي جميع الأسواق بمدن المحافظة لضبط كل بائع يبيع العيش وللقضاء علي هذه الظاهرة كما سيتم عمل حملات علي المخابز الآلية لضبط من يقوم بشراء كميات كبيرة ليبيعها عيش ناشف يستخدم علفا للحيوان, مشيرا إلي أنه تحرر949 محضر ومخالفة تموينية بالمحافظة منه633 محضر للمخابز و316 محضرا للأسواق. سوهاج محمد أبو العباس رابط دائم :