لفريضة الحج مفاتيح, علي كل صباح ان يأخذ بها قبل وأثناء اداء مناسكه منها تحري المال الحلال والنفقة الطيبة لتسديد مصاريف الحج من تنقل ومأكل ومشرب ومسكن, وما يتركه لاسرته من زاد يكفيهم طوال رحلت وحتي عودته. كذلك رد المظالم ورهتيار الصحبة الصالحة من أهل التقوي, وكتابة الوصية, ومساعدة من معه من المسافرين وبخاصة من غير القادرين وكبار واستحضار غطة الخالق تبارك وتعالي والتذكر دوما انه قادم عليه الان في رحلته, راجع اليه عند انقضاء الأجل. أول مفاتيح الفريضة والاستعداد لاداء مناسك الحج يقول الدكتور مبروك عطية استاذ بجامعة الأزهر والذي أوضح لنا انه يلزم علي من ينوي الحج ان يكون مستعد له ماديا ومعنويا وذلك من خلال القيام بقضاء ما ضيع من حقوق الله الواجبة من صلاة وزكاة وصوم وكفارات ونذور لازمة, والتخلص من تبعات العباد ورد المظالم المتعلقة بدماء الناس وأموالهم وأعراضهم. وعليه كتابة الوصية ويوضح فيها ما له وما عليه ويشهد عليها اثنين, وعليه ان يتوب من المعاصي والذنوب توبة نصوحا بالإقلاع عنها, والندم علي ما مضي, والعزم علي عدم العودة إليها في المستقبل قال تعالي): وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور. ويسامح أقاربه وجيرانه ويرضيهم ويحسن اليهم فكيف يسافر ويقصد وجه الله وهو لديه خصومات مع جاره أو الن عمه أو اهل زوجته مثلا. وعليه أيضا ان ينتقي نفقة طيبة من مال حلال لتسديد مصاريف الحة من حيث التنقل والمأكل والمشرب والمسكن, قال صلي الله عليه وسلم:( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا), كما قال حبيبنا المصطفي:( إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة,ووضع رجله في الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك, ناداه من السماء: نبيك وسعديك, زادك حلال, وراحلتك حلال, وحجك مبروور غير مأزور, وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة, فوضع رجله في الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك, ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك, زادك حلال, وراحلتك حلال, وحجك مبرور غير مأزور, وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة, فوضع رجله في الغرز فنادي: لبيك اللهم لبيك, ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك, زادك حرام ونفقتك حرام, وحجك غير مبرور). وعلي الحاج التزود بما يكفيه من الزاد للرحلة لئلا يكون عالة علي الناس وتهدر كرامته, ويختار صحبة طيبة من أهل التقوي والأخلاق الفاضلة, وينبغي عليه إعطاء ما يمكنه من صدقة طلبا لرحمة الله ودفعا للبلاء, يقول سيدنا النبي:( استدفعوا أنواع البلايا بالصدقات), ويقول ايضا:( الصدقة تقي مصارع السوء). * ويقول الدكتور عبدالمعطي بيومي عميد كلية اصول الدين سابقا: اذا عزم المسلم علي الحجة عليه ان يستكمل اجراءات السفر ويتوكل علي الله ولا يتردد قال تعالي: فإذا عزمت فتوكل علي الله أن الله يحب المتوكلين. وإذا حان وقت السفر فادخل إلي محرابك واركع ركعتين لله العظيم وحاول ان تستحضر فيهما قلبك واقرأ في الركعة الاولي بعد الفاتحة سورة الكافرون واقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الاخلاص وتضرع إلي الله في سجودك ان يجعل التوفيق حليفك في حلك وترحالك وان يجعل عملك خالصا لوجهه الكريم وان يعيدك إلي بلدك وأولادك غانما سالما. وعند الخروج من المنزل ودع اهلك وحيرانك وقل لمن تودعه: استوعتك الله الذي لا تضيع ودائعه ويول لك من تودعه: في حفظ الله وكنفه زودك الله التقوي وجنبك الردي وغفر ذنبك ووجهك إلي الخير أينما توجهت ونحو ذلك من الأدعية. واقرأ عند خروجك من باب بيتك آية الكرسي وسورة القدر ثم تصدق بصدقة وقل: الله, إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أ أذل أو أذل أو أظلم أو أظلك أو ان أجهل أو يجعل علي. اللهم إني اعوذ بك من الضيعة في السفر والكآبة في المنقلب اللهم اقبض لنا الارض وهون علينا السفر بسم الله توكلت علي الله ولا حول ولا قوة الا بالله. فإذا استويت علي الراحلة أو الناقلة فقل: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا البر والتقوي ومن العمل ما ترضي اللهم هو علينا سفرنا واطوعنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني أعوذ بك من عناء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل. * ويضيف دكتور عبدالمعطي: وإذا اتيت بلدة فقل: اللهم إني أسألك هخيرها وهير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. وإذا نزلت منزلا فقل: رب انزلني منزلا مباركا وأنت هير المنزلين. وإذا انزلت متاعك علي الأرض فقل: بسم الله توكلت علي الله اعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق وذرأ أوبرا سلام علي نوح في العالمين. اللهم أعطنا خير هذا المنزل وخير مافيه واكفنا شره وشر ما فيه. وخلال الرحلة علي الحاج ان يستحضر في قلبه دائما عظمة لخالق عز وجل ويتذكر انه قادم عليه وراجع اليه وأنه محاسب علي الصغيرة والكبيرة ومجزي بالاحسان احسانا وبالسوء سوءا فما أشبه هذه الرحلة بالرحلة إلي دار الآخرة وعلي المسلم أن يتعلم مناسك الحج حتي يؤديها علي وجهها المشروع, ولا يتردد في الاستفسار عن اي شيء مهما كان صغيرا. ويؤكد الشيخ محمود عاشور من علماء الازهر أن من عزم السفر لأداء الحج ليه قبل السفر أن يهتم بالآتي: يجب ليه التوبة الصادقة إلي الله تعالي, فإنه لا يدري لعله لا يرجع إلي بلده, والتوبة مطلوبة في كل وقت, وهي في مثل هذا السفر المراد به الطاعة تكون أكثر أهمية, فالندم علي كل ما فعله من ذنب ضروري جدا وكذلك العزم علي دم العودة اليه. والتخلي عن الذنب الذي تاب منه, هذا إذا كان الذنب فيها بينه وبين له بمعني( حقا من حقوق الله فقط), فإن كان حقا من حقوق العباد فإن التوبة لا تقبل إلا برد حقوق العباد إليهم أو أن يسامحوا التائب ويغفروا له ذنبه وحقهم عليه, فمن سرق مالا أو اغتصبه, فلابد من رد المال أو أخذ العفو من صاحب المال ومن ضرب إنسانا أو شتمه أو آذاه بأي نوع فإنه يطلب منه الصفح ويتعذر له حتي يرضي صاحب الحق, وهكذا كما يجب علي من ينوي الحج( كتابة الوصية) فهي واجبة علي كل مسلم ولكن في السفر أشد وجوبا وذلك بالنسبة لحقوق الناس التي لا يوجد بها سندات أو وثائق تثبتها,و وكذلك بالنسبة لحقوق الله التي لم يؤدها مثل الزكاة والصوم ونحوهما, ومثل الوصية بترك معصية يلم وجودها في أهله, أو أنهم يعملونها إذا فارقهم كالوصية بالمحافظة علي الصلاة وإخراة زكاة المال وعدم السفور والاختلاط غير المشروع بالأجانب. وعليه أن يتحري لسره يوم الخميس إن استطاع كما كان يفعل النبي صلوات الله عليه وسلامه عليه, ويمر علي إخوانه ويودعهم ويزور اقاربه ويسألهم الدعاء له, ويدعو لهم, فقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم بذلك رجلا كان مسافرا, ولا ننسي أدعية السفر ويجب أن يكون في سفره مساعدا لإخوانه المسافرين معه. رابط دائم :