تمر علينا نفحات إيمانية وروحانيات عالية خلال شهر ذي الحجة آخر شهر في الشهور العربية والذي ختم العام الهجري بركن أساسي من أركان الإسلام وهو ركن الحج طالعنا شاشات التليفزيون والفضائيات بمشهد الحجيج علي جبل عرفات وهو مشهد مهيب ومؤثر جاء الحجيج من كل فج عميق رافعين اصواتهم بنداء واحد( لبيك اللهم لبيك) ويختلف مشهد الحج عندما يكون احد مشاركي شعائره أحد الزعماء العرب رئيسا أو ملكا أو رئيس وزراء ولكنهم لا يذوبون وسط آلاف الحجيج. وقد وعد الله الحجيج بأن يغفر لهم ما سبق من ذنوبهم ولكن بشروط.. اما الشرط الأول فيجب علي الحاج أن يتوب الي الله من ذنوبه ويبادر برد المظالم الي أصحابها أو يطلب منهم السماح فيها وأن يسترضي خصومه ويصفح عنهم ويطلب منهم أن يصفحوا عنه فربما لا يعود إليهم. أما الشرط الثاني فهو أن يكون المال الذي يحج به المسلم من الحلال الطيب لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ولقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبري في الأوسط أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة وضع وضع رجله في الغرز فنادي لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور واذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادي لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام وراحلتك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. فهل يراعي الزعماء والرؤساء مثل هذه الأمور فمن هؤلاء الزعماء من سرق شعبه وخرج بجزء من هذا المال الي الحج وربما يكون هذا الزعيم يقف علي جبل عرفات وفي بلده من يدعو عليه في سجنه أو من يكون قد قتل علي يد رجاله أو كان سببا في قطع الارزاق وخراب البوت في مثل هذا المشهد لا يحصل هذا الزعيم الا علي أضواء الميديا ونشر صوره بملابس الاحرام علي شاشات التليفزيون فلا فرق بين هذه الحالة وحضوره أحد المؤتمرات الخارجية أو الداخلية. وضع الله قيودا صارمة لقبول الحج ويجب أن يتحلل الزعيم قبل توجهه لاداء مناسك الحج من مظالم خصومه وخصوصا شعبه فكم شاهدنا من الزعماء والرؤساء والملوك يؤدون فريضة الحج وقد ظلموا شعبهم وسجنوه وسحلوه وافقروه. فهل يقبل الله مثل هذه الحجة؟ لذلك فمن الزعماء من حجه مبرور ومنهم من حجه مشبوه ونترك الحكم في النهاية الي الشعوب عندما تري صور زعمائهم علي صفحات الجرائد أو علي شاشات الفضائيات يؤدون مناسك الحج. منهم من يلعنهم ويتمني من الله الا يتقبل منهم لما فعلوه ومنهم من يفرح بهم ويتمني عودتهم مغفورا لهم.