ترنو الأفئدة والعقول هذه الأيام المباركة وتتجه كل الأنظار بالدعاء إلي أشرف مناطق الأرض وهي الكعبة والمدينة المنورة وجبل عرفات ومني والمزدلفة والمشعر الحرام.. وسائر تلك الأرض المقدسة التي قصدها الملايين من المسلمين الذين دعاهم الله سبحانه وتعالي إلي زيارة بيته الحرام لإتمام فريضة الحج.. هذا الركن الأساسي الخامس من أركان الإسلام والذي قال عنه سبحانه وتعالي إن هذه الفريضة واجبة علي المسلم إذا استطاع إليها السبيل.. ولذا تعتبر هذه الأيام التسعة الأوائل من شهر ذي الحجة هي أيام يتمني كل مسلم أن يقضيها بين تلك الأجواء العامرة بالإيمان وترتفع البركة فيها بصعود جبل عرفات ثم صلاة عيد الأضحي وبعدها نحر الأضاحي تقرباً لوجه الله سبحانه وتعالي وبعد رمي الجمرات وقضاء أيام العيد الثلاثة يعود المسلم خالياً من ذنوبه بعد الحج كيوم ولدته أمه.. وهذه الفرحة العظيمة لا يدركها إلا من كتبه الله بين ضيوفه لأداء هذه المناسك وإقامة الشعائر الكريمة في هذه الأيام التي هي فرحة حقيقية في الأرض والسماء.. وكم تري الملايين من المسلمين في جميع أرجاء المعمورة يتجهون بالدعاء والصلوات إلي الأراضي الحجازية يمني كل منهم نفسه أن يكتبه الله بين ضيوف الرحمن في العام القادم وأن يسعد بزيارة الكعبة المشرفة ويزور المسجد النبوي بالمدينة المنورة فهذه الرحلة الدينية لا تقدر بثمن ويتمني كل من أداها أن يكون بين أعضائها في العام المقبل.. وإذا كانت إرادة الله منعتني أن أكون بين ضيوفه هذا العام فإنني أدعو الله بكل قوتي وضعفي وإيماني وصلاتي أن أكون من الذين يدعوهم في العام القادم فيلبون الدعوة وهم يصيحون بكل الإيمان: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك.. متمنياً أن يكون الحج مبرورا والذنب مغفورا لنا ولكل أفواج حجيج هذا العام. محمد عرفة [email protected]