يا لبهاء وأناقة البيت العتيق.. قبلة المسلمين في صلواتهم.. الذي تهوي اليه أفئدة الناس من جميع أنحاء الأرض تماما كما دعا ابرهيم عليه السلام ..ما ان تراه العيون حتي تنعقد الألسنة وتضيع من الذاكرة كل الأدعية المعدة مسبقا.. وتبقي: اللهم زد هذا البيت إجلالا.. فتلهث الصدور وتحتبس الأنفاس وتفيض دموع الندم رجاء للتوبة والمغفرة في أيام الحج المباركة حيث يجتمع ملايين المسلمين من كل فج عميق يقفون بين يدي الله تعالي مبتهلين ليغتسلوا من ذنوبهم ويقفون علي جبل عرفات ويشهد الله سبحانه وتعالي ملائكته أنه قد غفر لهم ذنوبهم .في مثل هذه الأيام المباركة يعاودنا الحنين لزيارة أقدس بقاع الأرض الذي أمر الله تعالي ابراهيم عليه السلام وولده اسماعيل برفع قواعده ليكون مثابة للناس وأمنا.. ومن دخله كان آمنا، وسمي بالبيت الحرام لأن الله تعالي حرم فيه القتال، وهو البيت المعمور الذي لايتوقف الطواف حوله ليلا ونهارا منذ بدء الخليقة وحتي قيام الساعة ، ورأيت بعيني الطيور وهي تطوف فوق الكعبة في نفس اتجاه طواف الحجيج حتي خلال ساعات الليل التي تهدأ فيها الطيور عادة.. ولا عجب فهو: (أول بيت وضع للناس) صدق الله العظيم. والكعبة مركز الكون هكذا أثبت العلم الحديث.. الذي تنسي في حضرتها أمور دنياك ويأخذك الإنبهار بالمبني الرمز وبالمعني لفريضة الحج المرتبطة بالاستطاعة ماليا أو صحيا للتخفيف عن الفقراء والمرضي والعجائز غير القادرين علي اداء الفريضة.. الحج فريضة طاعة وتلبية للدعوة لتكون من ضيوف الرحمن فيحسن استقبالك ويغفر لك ذنوبك لتعود نقيا وكأنك ولدت من جديد.