اقضي حاليا اسعد ايامي في رحاب البيت المعمور.. اجلس في المسجد الحرام واتمتع بالنظر الي الكعبة المشرفة.. طوفان من البشر جاءوا من شتي بقاع الارض الي هنا ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معدودات..اختلفت ألوانهم وجنسياتهم وألسنتهم واتفقوا علي الهدف الاسمي الذي جاءوا من اجله وهو طاعة الله واداء ركن الحج الاعظم. نعم المشهد عظيم والحدث جلل.. امامي رجل قعيد علي كرسي متحرك تخطي من العمر مائة عام او يزيد.. وهذه عجوز تتوكأ علي عصاها وتطوف حول الكعبة.. وهذا شاب يافع ترك الدنيا ومغرياتها وجاء يبتغي رضوان الله.. وهذا رضيع تحمله امه علي كتفها يضرب بعينيه يمينا ويسارا من هول هذا المشهد العظيم. .. هنا البيت العتيق اقدم بيت وضع للناس كان موجودا قبل هبوط أدم الي الارض.. الي هنا جاء سيدنا ابراهيم ليسكن زوجته السيدة هاجر وطفله إسماعيل في واد غير ذي زرع..هنا عطش الطفل اسماعيل وسعت امه بين جبلي الصفا والمروة للحصول علي ماء ولحظتها انفلقت الصخور وتدفق ماء زمزم ليروي عطش الام وطفلها ويستمر تدفق ذلك الماء العذب بمشيئة الرحمن الي ان تقوم الساعة. جلست ومعي العقيد اشرف العناني نائب رئيس البعثة الاعلامية والزميلان احمد عبدالله بوكالة انباء الشرق الاوسط ومحمد عبدالنبي الصحفي بالوفد نتأمل الكعبة المشرفة حيث التسمية والتاريخ والمراسم المتعلقة بها.. البيت الحرام والبيت المعمور والبيت العتيق وهي الاسماء التي وردت في القرآن الكريم .. الكعبة هي قبلة المسلمين جميعا في صلاتهم اينما وجدوا في انحاء الكرة الارضية يأتون اليها من كل فج عميق لاداء فريضة الحج ..سألت احد خدام الكعبة: لماذا نطوف حول الكعبة الي اليسار عكس عقارب الساعة اجابني لان القلب في الانسان في الناحية اليسري والكعبة هي قلب الاسلام النابض تهوي إليها الافئدة ويأتيها الناس من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله.. يارب لك الحمد والشكر علي هذه النعمة العظيمة.. أمين أمين