أبطالنا لم تضعفهم مرارة الهزيمة في1967 بل زادتهم بأسا, أبطالنا لم يرهبهم العدو بما كان ينسجه من أساطير وبأنه يملك جيشا لا يقهر, أبطالنا لم يغمض لهم جفن ولم يهدأ لهم بال حتي ذاقوا حلاوة النصر, أبطالنا أبطال جيل النصر أبطال حرب أكتوبر المجيدة لا يمكن أن ننساهم, أبطالنا محفورون في ذاكرة مصر جزء منها لا يتجزأ. من هؤلاء الأبطال اللواء محيي نوح من أبطال مجموعة39 قتال التي تتبع إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع والتي كان يطلق عليها مجموعة الفدائيين المصريين أو فرع العمليات بمنطقة سيناء وذلك قبل تكوين المجموعة ابن محافظة الشرقية أكد أنه من الفترة ما بين1967 إلي1973 قامت المجموعة بتنفيذ92 عملية من عمليات الإغارة والاستطلاع والكمائن خلف خطوط العدو امتدت بطول خط الجبهة من بورسعيد شمالا حتي رأس محمد جنوبا وحتي حدود الأردن شرقا. ويضيف اللواء محيي نوح أنه والمجموعة استطاع إنزال خسائر كبيرة بالعدو حيث تم قتل وإصابة أكثر من430 شخصا وتدمير17 دبابة و77 مركبة مجنزرة و4 بلدوزرات والحصول علي أول أسير من القوات الاسرائيلية وكان ذلك في عام1968. يضيف أنه كان أثناء حرب أكتوبر برتبة رائد فشارك في35 عملية ما بين عبور واستطلاع وكمائن. يضيف أنه أثناء حرب1967 كان قائد سرية في كتيبة صاعقة وصدرت أوامر للكتيبة بإيقاف تقدم لواء مدرع إسرائيلي قادم من اتجاه العريش إلي القنطرة واستطعنا رغم تسليحنا البسيط وقف تقدم اللواء المدرع عند منطقة جلبانة عن طريق نشر كتيبة الصاعقة بشكل طولي وبالأسلحة البسيطة حتي ظن العدو أننا قوة كبيرة وتم بالفعل إيقاف اللواء المدرع وبعد صدور أوامر بالانسحاب من سيناء صدرت لنا أوامر بإحضار الشاردين من الجنود المصريين وكنا نلبس ملابس بدوية ونأخذ مياها معنا وكنا نبحث عنهم ومن نجده نرجع به إلي الضفة الغربية وقمنا بتنفيذ مهمتنا بنجاح.. ويقول عينت بعدها قائدا لموقع رأس العش والكاب والفينة علي القناة وفي يوم1 يوليو1967 قامت الفصيلة43 صاعقة بالعبور واحتلال موقع أمام القوات الإسرائيلية التي تتحرك باتجاه بورفؤاد وتم الاشتباك معها بواسطة الفصيلة وسرية أخري من الكتيبة103 صاعقة وفي يوم8 يوليو حاول العدو إنشاء موقع أمام رأس العش فقمت بأخذ مجموعة وصعدنا علي فتاطيس المياه وفتحنا النيران عليهم وكانت قواتهم عبارة عن4 عربات مجنزرة تم تدميرها ودبابتين تمت إصابة واحدة منهما وهربت الأخري وكان معي في هذه المعركة الملازم الشهيد محمود حنفي وبعدها بنصف ساعة جاء الطيران الاسرائيلي وقام بقصف الفناطيس وموقعنا وقام بضرب المدنيين علي الطريق وفندق في بورسعيد انتقاما منا ونتيجة هذا القصف استشهد الملازم محمود حنفي وأصبت أنا وكان ذلك عصرا وظللت أقود المجموعة من العصر حتي الساعة الثالثة صباحا وأنا مصاب حتي جاءني النقيب نزيه العجان وأخذ مكاني. ويضيف أنه بعد هذه المعركة تم اختياري من قبل القيادة للانضمام إلي فرع العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي وقمنا بتنفيذ العديد من العمليات الناجحة علي طول خط الجبهة. ويقول اللواء محيي نوح إنه أثناء حرب أكتوبر صدرت أوامر للمجموعة بضرب مواقع البترول في الجنوب عن طريق الطائرات الهليكوبتر من مطار الماظة وقمنا بتدمير مواقع البترول في بلاعيم بالقنابل وذلك لأن إسرائيل كانت تستخدم في تموين القوات وسحبه وضخه إلي داخل إسرائيل كما دمرنا مواقع البترول في منطقة شلاضيم. وقال اللواء محيي نوح إنه بعد ذلك صدرت للمجموعة أوامر أخري بتدمير المعبر الذي أنشأه العدو لعبور بعض دباباته إلي الضفة الغربية وعندما وصلنا كانت قد عبرت بعض الدبابات وصدرت أوامر بتغيير المهمة وأصبحت مهمة المجموعة تدمير قوات العدو التي تسللت وأثناء دخول المجموعة سرابيوم خرج لنا أحد الجنود وأخبرنا أن عربته احترقت نتيجة لكمين الدبابات الإسرائيلية وأبلغنا بأن الدبابات الإسرائيلية قامت بنصب كمين تحت القبة فقمنا بفتح تشكيلنا وقمنا باحتلال قاعدة صواريخ مصرية تم نقلها من الضفة الغربية وقمنا من خلالها بضرب قوات العدو المتجه نحو الإسماعيلية, ويقول نجحت المجموعة في تدمير دبابتين وإصابة إحدي الدبابات إصابة مباشرة وأثناء المعركة استشهد الرفاعي توليت قيادة المجموعة, وبعدها ذهبت إلي قائد الجيش وهو اللواء عبد المنعم خليل لأخذ تعليمات جديدة منه حيث كانت مجموعة أخري قد جاءت وأخذت الموقع الموجودين فيه فصدرت أوامر بتحرك ناحية جبل مريم جنوبالإسماعيلية لأن هناك هجوما وهناك إحدي كتائب المظلات المصرية وكانت مهمة المجموعة معاونته في المعركة وذهبنا إلي جبل مريم وقمنا بزرع الألغام وتعاملنا مع العدو ودمرنا بعض دباباته ولم يستطع دخول الإسماعيلية من هذا الاتجاه, وقامت قوات الصاعقة بتدمير العدو في منطقة نفيشة ومناطق الجناين وقامت القوات بمساعدة الأهالي بخوض معركة بطولية من معارك حرب أكتوبر في يوم24 وهي معركة السويس.. وعن الكلمات التي لن ينساها اللواء محيي كتب إنني انتهز فرصة زيارتي لأحيي الجميع ممن اشتركوا في عرض اليوم من الضباط والصف والجنود الذين كتبوا لوطنهم بطولات خالدة سيأتي اليوم بإذن الله بعد أن نفرغ من معركتنا لإذاعتها علي الشعب أريد شراسة أكثر وبطولة أكثر فالمعركة ستكون معركة مصير وشعبكم يثق فيكم ويضع شرفه وآماله في إيديكم, تحية لكم وتحية للفريق أول صادق الذي بدأ بكسر أسطورة التفوق بالعبور والالتحام والله يرعاكم وقلوب شعبكم. ويضيف اللواء محيي نوح أنه في ابريل1969 قام هو وزملاؤه بعملية للهجوم علي موقع العدو المواجه لمدينة الإسماعيلية وأثناء العملية أصبت أنا وزميل آخر ولكن نجاحنا في قتل وإصابة أكثر من30 فردا منهم, وأثناء مدة علاجي بمستشفي القوات المسلحة كان يتصل بقيادته ليسأل عن أخبار باقي المجموعة وأخبار الدوريات, ويقول إنه كان يشعر بالأسي لأنه لا يستطيع مشاركتهم في الدوريات وعن سبب إصابته قال انه في هذه العملية أراد أن يتأكد من القضاء تماما علي جميع أفراد العدو الموجودين داخل الدوشمة التي كان يتعامل معها وبعد أن القيت قنبلة يدوية أمسك بقنبلة يدوية أخري ورفعت مسمار الأمان ومد يده داخل الدوشمة لتسقط القنبلة فيها وتفجرت القنبلة ونتيجة لإنفجارها تفجرت ذخيرة العدو وتمتلئ المنطقة بصوت الانفجار والدخان والرماد والشظايا وأصابني بعض الشظايا وسقطت علي الأرض وحملني باقي أفراد المجموعة. ويقول إنه في تلك الأثناء كان يرد أنا لم أقم بشيء غير عادي لكنني كنت أؤدي واجبي وأشعر بأنه مازال هناك واجب يجب أن أقوم به طالما أن العدو مازال موجودا في سيناء. رابط دائم :