قرية الرياح بالإسماعيلية تعاني من نقص في الخدمات الأساسية رغم كثافتها السكانية واشتغال أعداد كبيرة من أبنائها بالزراعة والتجارة لكن هناك تجاهل لهم في العهود السابقة بعد أن غابت عنهم المشروعات التنموية وأصبحت مشاكلهم متراكمة في قطاعات الصحة والتموين والصرف الصحي والكهرباء وارتفاع منسوب المياه الجوفية في الأراضي الزراعية والانفلات الأمني حيث تنتشر عصابات سرقة السيارات والمواشي, وحتي نقف علي الحقائق من جميع جوانبها التقينا شرائح مختلفة من المواطنين: يقول محسن عبد اللطيف أعمال حرة إن الوحدة الصحية بقرية الرياح أغلقت لإجراء إحلال وتجديد بداخلها وتم نقلها لمقر وحدة الإسعاف المطور في منطقه نمرة3 ومطلوب إنهاء العمل بها حتي نعود للمكان الطبيعي نتلقي من خلاله العلاج لكي لا نتوجه لمستشفي القنطرة غرب المركزي للكشف علي مرضانا لأن ذلك يكلفنا أعباء مادية خاصة البسطاء بجانب الخطورة علي الحالات المرضية المزمنة التي تحتاج لوجود أطباء متخصصين لإنقاذ حياتهم سريعا, وللأسف هذا غير متوافر بالمقر المؤقت للوحدة الصحية التي نود أن تتحول لمركز طبي يخدم المترددين علي طريق بورسعيد الدولي الذي يشهد حوادث مرورية مروعة بين الحين والآخر. ويضيف علي عبد العظيم مدرس أن جزء من قريتنا مجاور للحدود مع محافظة الشرقية التي يشاركنا سكانها في الحصول علي المواد التموينية المدعمة المخصصة لنا, ويؤدي هذا للعجز المستمر في السلع الاستراتيجية من السكر والزيت والأرز وغيره من مواد ضرورية بجانب الخبز المدعم الذي يتطلب الرقابة علي توزيعه حتي تذهب الكميات التي يوفرها المسئولون من حصص مجمعات الإسماعيلية للمكان الصحيح لأن هناك من يقوم بتهريبها وبيعها في السوق السوداء ومطلوب حل المشكلة سريعا, ولابد من تطوير سوق الاثنين التي تقع علي مقربة شديدة من الطريق الدولي بإقامة سور لها, وتخصيص أكمنة شرطية ثابتة ومتحركة في محيطها لمنع الباعة الجائلين وأصحاب السيارات من الوقوف في الممنوع حرصا علي سلامتهم, مع تكثيف الرقابة علي البضاعة المطروحة في السوق والقضاء علي السلع مجهولة المصدر من مشروبات البوظة والعرقسوس والتمر التي تؤدي لتسمم من يتناولها لأنها تصنع بطرق غير صحية. ويشير أسامة محمود محاسب أن قرية الرياح تضم توابع سكانية ذات كثافة عالية أبرزها الأخارسة والسلام والمهندس والجزيرة والبناهوة ولا توجد مشكلة في مياه الشرب لأنها تتغذي من محطة القنطرة الكبري لكن تقع المعاناة لأهلها في عدم وجود صرف صحي ويضطر السكان لإقامة البيارات أمام منازلهم, التي تسبب مشكلة بيئية خطيرة عند امتلائها بمياه المجاري وإفراغ محتواها في الطرقات بخلاف إلقاء بعض سيارات الكسح الخاصة لمحتواها في المصارف وترعة بورسعيد وهذا في حد ذاته يعد تلوثا يضر بصحة الإنسان ولابد من دخول شبكات الصرف الصحي للقرية علي وجه السرعة بعد إدراجها في الميزانية للشركة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي لمدن القناة. ويوضح سليمان العيادي سائق أنه يجب إحلال وتجديد شبكات الكهرباء لمواجهة ظاهرة انقطاع التيار خاصة في أوقات الذروة, سواء في فصل الصيف والشتاء علي حد سواء واستبدال الأسلاك الهوائية بكابلات أرضية نظرا لسقوطها عند هبوب الرياح وينتج عنها حرائق ووفيات للمواطنين والثروة الحيوانية وهناك حوادث عديدة لا حصر لها بسبب هذه المشكلة, ويجب علي المسئولين عن القطاع الكهربائي وضع محولات جديدة في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة وهذا مطلب بسيط لابد من توافره وهو بأيديهم والسكوت عنه يعني مزيد من الاحتقان لأهالي القرية الذين يعانون من التجاهل في تدبير الخدمات لهم. ويستطرد إبراهيم المسعودي مزارع الكلام قائلا:إن المياه الجوفية أغرقت مساحات ليست بالقليلة من الأراضي الزراعية ودمرت حدائق المانجو والموالح وتركها أصحابها وهجروا مهنة الفلاحة وعرضوها للبيع, وذلك بسبب عدم إيجاد حل لهذه المشكلة بإقامة مشروعات الصرف المغطي بالقرية التي يتجاهلها المسئولون الذين يدركون أزمتنا جيدا لأن ترعة بورسعيد التي تقع في محيط قرية الرياح منسوب مياهها أعلي من الأراضي وهذا تنتج عنه زيادة منسوب المياه الجوفية, ولو استمر الحال كما هو عليه هناك خسائر فادحة سوف تلحق بالمزارعين هم في غني عنها. ويطالب عثمان أبو الحمد تاجر بضرورة تكثيف الوجود الأمني في بعض المناطق بقرية الرياح خاصة السلام التي يسكنها عدد من الوافدين الجدد نظرا لتفشي أعمال البلطجة وتجارة المخدرات والأسلحة داخلها ولابد من تنظيم أكمنة ثابتة ومتحركة في التجمعات السكنية الأخري التي يوجد بها عصابات إجرامية لسرقة السيارات والمواشي والمحاصيل الزراعية, وهذه المعاناة نعيشها في العامين الأخيرين اللذين شهدا انفلاتا أمنيا غير مسبوق راح ضحيته المئات من الأبرياء آخرهم استشهاد العميد طه زكي قائد كوبري السلام علي مقربه من قريتنا. ومن جانبه أكد المهندس ماهر راشد رئيس مركز ومدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية أنه تم الانتهاء من إحلال وتجديد الوحدة الصحية بقرية الرياح وينقص حاليا استلامها حتي يتم فتحها لاستقبال المرضي بعد تجهيزها بالمعدات الطبية بالشكل اللائق وسوف نخاطب كلية طب جامعة القناة لتنظيم قوافل علاجية لأبناء القرية خاصة المناطق المتطرفة منها وحتي يحين ذلك المقر المؤقت بوحدة الإسعاف المطور يمارس دوره علي أكمل وجه في تلقي الحالات المرضية والعمل علي تقديم الخدمات اللازمة لها. وقال إن خدمة الصرف الصحي لم تدخل بعد القرية وهذا راجع للإعتمادات المالية من الدولة لكن في العهد الجديد كل شئ سوف يبقي علي ما يرام لاسيما أن هناك تحركا جاد من الحكومة لتقديم الخدمات لأبناء القري كأفضل ما يكون وليدنا تكليفات من اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية بحل مشكلات المواطنين ميدانيا علي وجه السرعة. وأضاف أن سوق الاثنين بالقرية آمنة وأقمنا مطبات صناعية في محيطها علي طريق بورسعيد الدولي للحفاظ علي أرواح المترددين عليه, وأما بشأن رغيف الخبز المدعم لا يوجد أزمة في الحصول عليه وهناك حصة إضافية تسلم للأهالي يوميا تصل لنحو6 آلاف و500 رغيف وارد من مجمع المخابز بالإسماعيلية. وأشار رئيس مركز ومدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية إلي أن المسئولين عن القطاع الكهربائي لا يتوانون في صيانة مرفقهم أولا بأول في إحلال وتجديد المحولات الكهربائية وانقطاع التيار غير موجود بالمرة حاليا إلا عند حدوث خفض للأحمال, وأما بخصوص المياه الجوفية أقمنا مصرفا مغطي محاذ لترعة بورسعيد أنهينا به معاناة السكان وأصحاب الأراضي الزراعية وتوجد خطة لدي وزارة الري لإنشاء مصارف أخري مغطاة للقضاء نهائيا علي هذه ألمشكلة. وأوضح أنه لا توجد أزمة في المواصلات لأن قرية الرياح تطل علي طرق رئيسية وهي الإسماعيلية القنطرة الصالحية وشبكاتها الداخلية معقولة وتبقي المشكلة في التوك توك الذي يحتاج للرقابة المرورية لتحديد خطوط مساره حتي لا يسبب مشاكل نحن في غني عنها ونأمل في دخول سيارات الميني باص ذات سعة7 راكب بكثرة لأنها الحل الوحيد للقضاء علي هذه الوسيلة الخطيرة. وتابع أن رجال الجيش والشرطة يبذلون أقصي ما بوسعهم بعد ثورة30 يونيو للقضاء علي الانفلات الأمني ونجحوا في ضبط عدد لا بأس به من عصابات سرقة السيارات والمواشي والمحاصيل الزراعية وهم يدركون قبل غيرهم ضرورة القضاء علي الخارجين عن القانون وملاحقتهم أينما وجدوا والمطلوب تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن أي مخاطر تحدث من حولهم.