جاءت كلمة الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس في لقائه بقيادات الجيش والشرطة بمثابة علامة فارقة بين الحق والباطل في هذه اللحظة الكاشفة التي تمر بها البلاد, كما حملت بين سطورها رسالة طمأنة لجموع المصريين بأن وراءهم سيفا ودرعا, وأن قوي الظلام والإرهاب والتخلف لن تعبث بأمنهم, وأن في مصر رجال شرفاء وأوفياء لمصر لا يعرفون الغدر أو الخيانة أو الكيد.. وأنهم واضحون كالشمس المشرقة, حاملين رءوسهم علي أكفهم ومستعدين للتضحية بأرواحهم للذود والدفاع عن شعب مصر وكرامته وكبريائه, ضد قوي إرهابية اتخذت الديمقراطية سلما للوصول إلي السلطة, وبمجرد أن صعدت إلي السلطة أخذت معها السلم. وللتاريخ أسجل هنا أن عيون البسطاء في كل ربوع مصر.. نجوعها وقراها.. مراكزها ومدنها كانت تتطلع إلي من يؤكد لها أننا علي الطريق السليم, في ظل سيل الشائعات والأكاذيب والتخاريف والخزعبلات التي ترددها قطعان الخراف الضالة عن عدد الضحايا تارة, وأخري بالمتاجرة مع الشيطان بالجثث والأطفال والنساء, وثالثة بمحاربة الله ومنع بيوته من أن يذكر فيه اسمه واتخاذها مقارا لترهيب وترويع الآمنين. وبصراحة أقول إنني عندما سمعت الفريق أول السيسي يتحدث أمس شعرت وكأن جبلا كان جاثما عن صدري كغيري من ملايين المصريين, وجاءت كلمته بردا وسلاما, وسرت السكينة بداخلي وأطمأن قلبي للمستقبل. وما يميز السيسي ويجعله رجل المرحلة بساطته وقدرته علي إلهام من حوله والتأثير فيهم, كما أنه يعرف متي يتكلم وإلي من يتكلم, وماذا يقول, ولديه القدرة علي فك شفرة الشعب المصري, ولعل رفع صوره مع صور الزعيم عبدالناصر خير دليل علي أن المصريين يرون فيه الربان الماهر الذي يبحر بسفينة الوطن إلي بر الأمان, وينقذها من الظلاميين والإرهابيين, ناهيك عن أنه يمثل في نظر البسطاء من العمال والفلاحين والكادحين قبل المثقفين رمز الكرامة الوطنية والعزة والشموخ في مواجهة القوي الإرهابية والاستعمارية العالمية, خاصة بعد تدخل أمريكا السافر وذيولها من دول الاتحاد الأوروبي في شئون مصر الداخلية. ومن وجهة نظري أري أنه من بين الرسائل العديدة المهمة التي حملتها كلمة الفريق السيسي إصرار الدولة علي المضي قدما في مواجهة الإرهاب والعنف بكل قوة وحسم, وأن الشعب المصري حر في أن يختار من يشاء لحكمه والقوات المسلحة والشرطة سيظلان أمناء علي إرادته في اختيار حكامه.