يا ربّ، كيفَ تستطيعُ صخرةٌ واحدةٌ فقط أن تكونَ دالّةً على قبرٍ جماعيٍّ؟ ومن هذا الباردُ اللامبالي الذي كتبَ عليها: هنا يرقدُ بسلامٍ قبرٌ جماعيٌّ؟! يا ربّ، لو وضعْنا على قبورِ العراقيّينَ صخوراً لنفدَتْ صخورُ الأرضِ، يا ربّ، كلُّ صخورِ الكونِ لا تليقُ بقبورِ الشهداءِ ولو كانت ذهباً ، يا ربّ، أنا سأنزحُ فكيفَ أرزمُ قبرَ صديقي في حقيبتي؟! يا ربّ، للمرأةِ الموصليّةِ معجزةُ الأنبياءِ، تحيي بدمعتِها من تشاءُ، يا ربّ، اجعلْ صخرةَ قبري عندَ موضِعِ رأسي وسادةً من حريرٍ، يا ربّ، اكتبْ على صخرةِ قبري: وُلِدَ يومَ راودتِ القصيدةُ قتيلَها، يا ربّ، لا قبرَ لمنارتِنا، لا قبرَ لمنارتِنا، .. .. .. بأناملِ صانعِ الفخّارِ شكّلَ الهواءُ صخورَ نينوى ، بماءِ الصحوِ مُلْتاثاً بطينةِ الربيعِ ، فمنها الصخرةُ المدلّلةُ الملساءُ ، تأبى أن تكونَ مَقْعَداً لعاشقينِ فتُزحلِقُهما ، ومنها الصخرةُ الخشنةُ الصلداءُ ، تسيِّرُ جيشاً من الوردِ ضدَّ الشوكِ ، ومنها الصخرةُ الجوفاءُ ، لإيواءِ بيوضِ حَيَوانٍ بريٍّ ، ومنها الصخرةُ العلياءُ في السَّفْحِ ، هيَ مَدْرَجُ مطارِ الصقورِ ، ومنها صخرةٌ في الصحراءِ تغارُ من صخرةٍ في الماءِ ، ومن الصخورِ نساءٌ مَوْصِلِيَّاتٌ يتفجَّرُ منهنَّ الصَّبْرُ ، عبد الله سرمد الجميل (العراق)