توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم إلى المنطقة الاقتصادية الحرة "إنشون" التي تبعد حوالي ساعة عن العاصمة سول، والتي تم افتتاحها عام 2003 وتعد الأكبر علي مستوي كوريا الجنوبية، وذلك في ختام زيارته إلى كوريا الجنوبية. كما تحظي بموقع استراتيجي متميز يعزز مكانتها كمركز للتجارة في منطقة شمال شرق آسيا التي تمثل 20% من الاقتصاد العالمي، فضلاً عن قربها من العاصمة مما أسهم في تيسير حركة النقل وزيادة التجارة والاستثمار في هذه المنطقة. وتشتهر المنطقة بالصناعات الدقيقة لتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا البيولوجية والبحث والتطوير، كما يتواجد بها ميناء "إنشون" الجديد، وتُعد مركزاً للمعاملات المالية وصناعة الروبوتات، بالإضافة إلى الصناعات المرتبطة بتكنولوجيا الطيران. حيث يتواجد بها مطار إنشون الدولي المصنف الأول على مستوى العالم لتسع سنوات متتالية. كما يبلغ عدد الشركات المستثمرة في المنطقة 75 شركة متعددة الجنسيات. وتقدم المنطقة نموذجاً رائداً لمنظومة متكاملة تشمل التجمعات السكنية وأفضل الخدمات التعليمية والطبية. وقد كان في استقبال السيد الرئيس عمدة إنشون ومفوض الهيئة الاقتصادية الحرة لمنطقة "إنشون"، حيث عقد الرئيس لقاء معهما، بحضور الوفد الرسمي المصري، استهله عمدة أنشون بالترحيب بالرئيس مشيدًا بما تتمتع به مصر من تراث ثقافى ثرى وحضارة عريقة. وأكد أن زيارة الرئيس لكوريا ستعطى دفعة قوية لتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين. وقد ألقى الرئيس كلمة أعرب خلالها عن إعجاب مصر بنجاح النموذج الكوري في التنمية، منوهاً إلى أن المنطقة الاقتصادية الحرة في "إنشون" تُعد أحد صروح الصناعة الكورية وتمثل منظومة اقتصادية وصناعية ولوجيستية متكاملة. وأكد الرئيس اهتمام مصر بالاستفادة من النموذج الناجح الذي تقدمه المنطقة الاقتصادية الحرة في "إنشون" بما يسهم في خططنا لتطوير منطقة قناة السويس والموانئ والمنطقة الصناعية واللوجستية المرتبطة بها. أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون بين منطقة "إنشون" والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بما يؤدي لتبادل الخبرات والتعاون في مختلف المجالات محل الاهتمام المشترك. ورحب سيادته بقيام الشركات الكورية بتوظيف منطقة قناة السويس الاقتصادية كمنطلق لمنتجاتها الي الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا سواءً من خلال التصنيع في هذه المنطقة، أو من خلال إنشاء مناطق للتخزين والتوزيع. وعقب ذلك حضر الرئيس مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الحرة في "إنشون". وقد قام الرئيس بجولة تفقدية في المنطقة شملت الميناء الجديد، وغرفة تحكم نظام التشغيل الآلي للميناء. ثم قام الرئيس بزيارة مصنع سامسونج للإلكترونيات، حيث كان فى استقباله رئيس مجلس إدارة الشركة. وقد تفقد الرئيس قاعة العرض الرئيسية للمصنع والموقع الخاص بخط الإنتاج، كما عقد لقاءً مع كبار قيادات الشركة الذين استعرضوا مجالات عملها فى مصر وخططها لتوسع أنشطتها، خاصة بعد افتتاح أول مصنع لها فى إفريقيا والشرق الأوسط بمحافظة بنى سويف فى ضوء الثقة التى يلمسونها فى مناخ العمل والفرص الواعدة للاستثمار فى مصر. وأوضح مسئولو الشركة، أن المصنع يعمل به 1800 عامل ويتم تصدير 80 % من إنتاجه إلى شمال إفريقيا. وقد أشاد الرئيس بافتتاح الشركة لمصنعها فى منطقة الصعيد فى ضوء الأهمية التى توليها الدولة لتنمية الصعيد اقتصادياً واجتماعياً، داعياً الشركة إلى مواصلة التوسع فى أنشطتها، ومؤكداً حرص الحكومة على تقديم المساعدة اللازمة.