توفي صباح اليوم الخميس الشيخ راغب مصطفى غلوش عضو نقابة القراء بأحد المستشفيات الخاصة عن عمر يناهز 77 عامًا بعد صراع مع المرض. القارئ الشيخ من مواليد قرية "برما" مركز طنطا بمحافظة الغربية، عام 1938، أراد والده أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفًا كبيرًا لكن تدبير الأمور بيد الخالق. كانت كتاتيب قريته كثيرة والإقبال عليها ملاحظا وملموسا، وكان الناس في ذلك الوقت يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف، لأن كلمة "عالم" لا تطلق في نظرهم إلا على رجل الدين بخاصة إمام المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة. ولحكمة لا يعلمها إلا الله أشار أحد الأقارب على الحاج مصطفى غلوش الى أن يأخذ ولده راغب ويسلمه لأحد المشايخ المحفظين لكي يحفظه القرآن. ولأن النازع الديني موجود بقوة في قلوب أهل الريف أمثال الحاج مصطفى، جعلته يوافق على هذه الفكرة، وصرح لابنه "راغب" بالذهاب إلى الكتاب بعد انتهاء اليوم الدراسي لكن الموهبة أعلنت عن نفسها فكان الطفل الصغير ابن الثامنة حديث أهل القرية خصوصا المحفظين والحفظة. سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم في شهر رمضان لأكثر من ثلاثين عامًا متتالية قارئًا لكتاب الله عز وجل، لا يرجو إلا ابتغاء مرضاة الله إيمانا منه بأنها رسالة جليلة يجب تأديتها بما يليق وجلالها. وجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية بخاصة في الكويت والإمارات والسعودية في السنوات الأخيرة، وفضل البقاء في مصر خلال شهر رمضان المبارك ليسعد الملايين من خلال تلاوته قرآن الفجر والجمعة والمناسبات المختلفة ليسد فراغًا يتسبب عنه سفر زملائه من مشاهير القراء إلى دول العالم لإحياء ليالي الشهر الكريم. تعرض الشيخ راغب لحملة تشويه حيث تردد أنه عندما سافر إلي إيران أذن الأذان علي طريقة الشيعة، ونشر خلال هذه الفترة صوت الأذان بصوت قريب من صوته، وهو ما نفاه الشيخ حينها، مشيرًا إلى أنه وإن كان قد سافر إلى إيران فليس معني ذلك أنه قام بذلك. بالفيديو.. وفاة صوت القرآن الندي القارئ مصطفى غلوش.. صاحب أزمة "الأذان الشيعي"