كشف تقري أصدرته منظمة "أطباء بلا حدود"، بعنوان "طريق المصاعب إلى أوروبا"، فشل الاتحاد الأوروبي الكارثي في الاستجابة لاحتياجات اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في العام 2015 ، مؤكدة أن إيطاليا واليونان ودول البلقان تصرفت بطريقة شنيعة مع اللاجئين بما وضعته من عقبات في طريق أكثر من مليون شخص معظمهم هربوا من الحرب والاضطهاد. وأكد التقرير أن الدول الأوروبية لم تترك أمام اللاجئين أي خيار آخر سوى عبور البحر المهلك بعد أن قامت بتشييد الأسلاك الشائكة الحادة وأن استمرت بتغيير الإجراءات الإدارية وإجراءات تسجيل اللاجئين المعقدة، كما أنها لجأت إلى العنف في البحر وعلى الحدود البرية ولم توفّر سوى ظروف غير مناسبة لاستقبال اللاجئين في إيطاليا واليونان . وجددت المنظمة من خلال تقريرها -الذي احتوى على أراء موظفين ومرضى و بيانات تم جمعها خلال مسار رحلة الهجرة إلى أوروبا- ندائها من أجل فتح ممر آمن و التوقف عن العبث بحياة الناس وكرامتهم ودعت الدول الأوروبية أن تقيّم حجم الخسائر الإنسانية التي تسببت بها قراراتها، وأن تتحمل كامل مسئولياتها في العام 2016 وأن تتعلّم من أخطائها فى العام الماضى. وأفاد مدير العمليات في المنظمة "بريس دو لا فين" "إن الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية لم تفشل في معالجة هذه الأزمة فحسب، لكن تركيزها على سياسات الردع واستجابتها الفوضوية لاحتياجات اللاجئين فاقمت ظروف آلاف الرجال والنساء والأطفال الأكثر حاجة". يُدرج التقرير بالتفصيل التداعيات الإنسانية لقرارات أوروبا، ويشرح كيف أجبر إقفال الحدود الأوروبية منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الإنسانية على تكثيف نشاطاتها بشكل كبير على نقاط الدخول إلى أوروبا. وقال التقرير، إنه "لم يسبق أن كان لأطباء بلا حدود هذا القدر من النشاطات الطبية والإنسانية وهذا القدر من الموظفين في أوروبا ولم يسبق لها أن جهّزت قوارب البحث والإنقاذ لإنقاذ حياة اللاجئين في البحر". وأضاف دو لا فين: "إن سعي الناس للبحث عن الأمان وعن حياة أفضل في أوروبا ليس ظاهرةً جديدةً، بل على العكس، إنها ظاهرة اعتدنا على وجودها لسنوات عديدة، لكن في بداية العام 2015 وحين أصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة جماعية، قررنا ألّا نكتفي بمشاهدتهم يموتون عن بعد. وبعد أن قدمت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 100,000 استشارة طبية ونفسية، كوّنت نظرة شاملة عن تداعيات هذه العقبات على صحة الناس الجسدية والنفسية. وفي السياق نفسه قالت أوريلي بونثيو، مستشارة منظمة أطباء بلا حدود في شؤون النزوح، إنه عام جديد لكننا نعلم أن الناس سيستمرون بالمخاطرة بحياتهم وأن السياسات الأوروبية الصارمة لن تشكّل حاجزاً أمامهم للبحث عن مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم لذلك، نجدد ندائنا من أجل ممر آمن ونحثّ أوروبا على التوقف عن العبث بحياة الناس وبكرامتهم. وشددت على إن هذه الأزمة وصلت إلى حدّ خطير ولا زال مستوى المساعدة ضئيلاً في إيطاليا واليونان ودول البلقان مشيرة الى انه خلال العام 2015 حاولت الدول الأوروبية إيجاد سياسات لحماية حدودها من الناس الأكثر حاجة لكننا نأمل ألّا يحتاج هؤلاء الناس إلى الحماية من السياسات الأوروبية".