يعد وجود العنصر النسائي في داعش أمرًا لا غنى عنه، وذلك حتى لا تتخلف وعود دولة الخلافة للشباب بالحصول على زوجة، وكلما كانت المرأة صغيرة السن كان ذلك أفضل. وبحسب تقرير، أصدرته وحده الرصد باللغة الإسبانية بمرصد الأزهر، كان من المحاور الرئيسية التي يعمل عليها تنظيم داعش في مخططه لتجنيد الأطفال التركيز على تجنيد الفتيات القاصرات عن طريق رسائله التي يبثها عبر تويتر وباقي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقوم الفتيات بإقناع أو جذب مثيلاتهن عبر الإنترنت عن طريق مداعبة حلم الفتيات في الغرب بالعيش بجانب بطل مقاتل ومشاركته في وطن جديد يكن فيه زوجات وأمهات الأبطال أو عن طريق التخويف من شبح العنوسة أو تحقيق حلم الاستقلالية وإثبات الذات. ويرى الخبراء أن اجتذاب النساء الغربيات أسهل بكثير من النساء في البلدان الإسلامية، وذلك لما يحظين به من عقل متفتح وتعليم جيد واستخدام للتكنولوجيا وحرية السفر والاستقلال عن الأهل. فالفتيات الغربيات يُستهدفن ليس بسبب رغبتهن في تحقيق حلم الزواج من المجاهدين فحسب وإنما لأن معظمهن اعتنقن الإسلام حديثًا ويردن خدمة الدين والتضحية في سبيله ويسهل إقناعهن بفكرة الجهاد.. المسلمات الأوروبيات يكن أكثر وفاءً من المسلمات اللاتي نشأن في بلدان عربية، النساء في صفوف داعش لا يطلب منهن الجهاد بالقتال وإنما بالأعمال المنزلية والزواج من جهاديين. وقد تكرر في الآونة الأخيرة اكتشاف عمليات التجنيد النسائية التي يقوم بها داعش لفتيات قاصرات في إسبانيا وأوروبا، والسبب في تجنيد النساء والأطفال في إسبانيا وأوروبا كلها كما يقول الخبراء أن الشكوك حول الأطفال والمراهقات أقل بكثير من الشكوك حول الشباب والبالغين. وكما ترى دولوريس ديلجادو المنسقة النيابية ضد التطرف بالمحكمة الوطنية الإسبانية فإن هناك العديد من الرسائل والصور الفيديوهات توجه بشكل خاص لتجنيد النساء والأطفال عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتشير بعض المصادر التي استند إليها التقرير، إلى أن تجنيد هؤلاء الفتيات القصر يتم بهدف استغلالهن جنسيًا وعملهن في الخدمة المنزلية والتمريض والرقابة النسائية، وتساهم المرأة الأوروبية وخاصة حديثة العهد بالإسلام في تجنيد الصغيرات وحثهن على السفر وتسهيل الانتقالات لهن وتأمين الرحلة حتى لا يتم كشفهن من قبل الجهات الأمنية، بناء على قناعتها بأن هذا دورها في الجهاد وخدمة الدين. ويوضح التقرير أن النساء يمثلن النسبة الأكبر من ضحايا العنف والاضطهاد من الحكومات الغربية، ما يجعلهن يجدن في السفر إلى داعش الحل السحري لمشكلاتهن والانتقال إلى دار الهجرة وتأسيس دولة الخلافة بدلا من العيش في بلاد الكفر. ومعظم اللاتي يرجعن من سوريا تبقين على اتصال بالتنظيم الإرهابي. ويرصد التقرير تجنيد داعش للقاصرات في أوروبا بأكملها، فقد تكررت الأنباء حول تجنيد داعش لأفراد من مختلف الدول الأوروبية، فحتى مايو 2015 انضم من الإنجليزيات حوالي 20 فتاة حسب البلاغات الرسمية من الأسر في بريطانيا، بينما تشير الأرقام الفعلية إلى أن هناك حوالي 40 حالة اختفاء أخرى دون الإبلاغ عنها. وفي ألمانيا تشير التقديرات إلى أن هناك 100 فتاة وامرأة من ألمانيا انتقلن إلى داعش تتراوح أعمارهن بين 16 و 27 عامًا، موضحًا أن معظم النساء الغربيات اللاتي يسافرن إلى داعش من بريطانيا وهولندا وفرنسا والنمسا. وقد انضم حتى مطلع هذا العام حوالي 550 امرأة كثير منهن قاصرات أشهرهن الحالات أقصى محمود البريطانية ذات العشرين ربيعًا والتي كانت تنشر رسائل عبر الإنترنت وتعمل على تجنيد المزيد من الفتيات. ويشدد التقرير علي ضرورة مراقبة الأبناء والتحدث معهم لمعرفة الأفكار التي يعتنقونها ومعرفة مع من يتحدثون حتى يمكن تجنب ما يتكرر من عمليات الاعتقال للعديد من القصر بتهمة التجنيد أو الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي. وأكد أن هذا التنظيم يحاول مد أذرعه في كل صوب لتحقيق أغراض ومصالح خاصة منتهكًا حقوق النساء والأطفال بل وكافة الحقوق الإنسانية، وقد بات معلومًا للجميع أن هذا الفكر بعيد كل البعد عن صحيح الدين ولا يصح أن تنسب هذه الأفعال البشعة للإسلام ولا لأي دين. وعلى المجتمع الدولي أن يتكاتف ليقضي على هذا الوباء بأقرب وقت ممكن. وبحسب النتائج التي توصل إليها تقرير مرصد الأزهر، تعاني العديد من الدول الأوروبية من تكرار وجود عشرات وربما مئات حالات التجنيد لصفوف داعش بين صغار السن. ولا يكترث تنظيم داعش لأعمار من يجندهم فهو يستهدف كل الشرائح والأعمار وكذلك الأجناس؛ لتكوين مجتمع خاص به يحاكي تنوع المجتمعات الحقيقية، ولكن وفق توجهه وأفكاره، كذلك يعمل على تنظيمهم وتطبيعهم وطمس هوياتهم. يعتمد التنظيم على سهولة تجنيد حديثي الإسلام وكذلك المسلمين بالبلدان الغربية، لأن إقناعهم بالأفكار المغلوطة عن الجنة والجهاد أسهل بكثير. ويعمل التنظيم على ترسيخ فكرة بناء مجتمع نواته الأسرة، لذا يهتم بتجنيد النساء. ويعد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هو المدخل الرئيس في تجنيد الصغار ثم تعليمهم وتغذيتهم بالأفكار المتطرفة ثم عملهم بعد فترة على جذب غيرهم في سلسلة متصلة من العمل المنظم. ويسهل تجنيد الفتيات القاصرات بالإغراء بتحقيق حلم الزواج ببطل أو للهروب من الشعور بانحطاط الأخلاق في مجتمعاتهن، ومن ثم يستغل التنظيم الفتيات في الأعمال المنزلية والاستغلال الجنسي وكذلك في تجنيد المزيد من مثيلاتهن.