تعوم عزبة "الحبون" التابعة للوحدة المحلية لقرية منشأة طنطاوي، بمركز سنورس بمحافظة الفيوم، على برك من مياه الصرف الصحي، لعدم وجود شبكة للصرف الصحي، منذ أكثر من 25 سنة، حسبما يؤكد أهالي القرية، ويضطر المواطنون إلى إنشاء خزانات صرف، أمام منازلهم، فيما يصرف آخرون مياه الصرف الصحي على مصرف البطس الذي يصب في بحيرة قارون. ويؤكد عبيد أبو بكر، من أهالي عزبة الحبون، أن منازلهم مبنية على برك من مياه الصرف الصحي، بسبب عدم وجود شبكة للصرف، منذ أكثر من 25 سنة، وأن الأهالي اضطروا لإنشاء خزانات صغيرة، أمام منازلهم، لتخزين مياه الصرف الصحي بها، ثم نزحها بواسطة سيارات الكسح. ويضيف: استدعى سيارة الكسح لشفط المياه من الخزان، 6 مرات شهريا، وأتحمل تكلفة قدرها 30 جنيها في المرة الواحدة، مشيرا إلى أن بعض الأهالي لا يملكون المال لسداد هذه التكلفة، فاشتركوا مع بعضهم البعض، لتوصيل مواسير صرف من منازلهم إلى مصرف البطس، الذي يروي أراضي زراعية ويصب في بحيرة قارون. ويشكو أبو بكر، من الانتظار قرابة ثلاثة أيام، حتى تلبي سيارة الكسح، طلبه في التوجه إلى منزله بالعزبة، لشفط المياه من الخزان الخاص بمنزله، ونتحمل مخاطر إمتلاء الخزان بمياه الصرف، حتى تصل السيارة إلى منزلنا، ويضيف أبو بكر، أن الوحدة المحلية لقرية منشأة طنطاوي، التي تتبعها العزبة، طلبت من أهالي الحبون تجميع قرابة مليون جنيها، تبرعات، كمشاركة مجتمعية منا، لإنشاء محطة للصرف الصحي بالعزبة، وذلك منذ قرابة عام، وأن تتولى الوحدة المحلية ومسئولي مشروع الصرف الصحي، إنشاء المحطة والشبكة الخاصة بها، ولكن حلمنا تبخر مع وعود المسئولين الزائفة. ويشير أبو بكر، إلى أن سكان عدد من العزب المحيطة بهم، يصرفون مياه الصرف الصحي في مواسير على مصرف البطس، وهو ما تسبب في مشاكل ضخمة للمزارع السمكية وخراب بيوت الكثير من أصحابها، بسبب تلويث مياه المصرف وبحيرة قارون، لافتا إلى أن سيارات الكسح نفسها، تصرف مياه الصرف الصحي على مصرف البطس. ويؤكد عادل محمد، من أهالي العزبة، على نفس المشكلة، ويشير إلى أن الأهالي اتفقوا على جمع قرابة 500 ألف جنيها، كمساهمة منهم في إنشاء مشروع محطة الصرف الصحي للعزبة، في حالة اتخاذ المسئولين خطوات جدية في الأمر وأن الأهالي وفروا مساحة من الأرض بلغت قرابة ثلاث قراريط، تبرع منهم، لإقامة محطة الصرف الصحي عليها، مشيرا إلى أن المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، كان في زيارة إلى البحيرة منذ فترة، وتحدثنا معه في هذه المشكلة، وطلب منا مقابلة مسئول مشروعات الصرف الصحي بالفيوم، لتقديم الأوراق المطلوبة، لإدراج العزبة ضمن مشروعات الصرف الصحي. ويضيف محمد، تجمد المشروع بعد أن وصل طلبنا والأوراق المطلوبة، إلى مكتب المحافظ، وفقدنا الأمل بعد ذلك في إقامة محطة الصرف الصحي بالعزبة، لإنقاذ حياتنا وأسرنا من الأمراض، بعد أن تجاهل المحافظ شكوانا، ويصف محمد، حياتهم في هذه العزبة بالمأساة، بسبب أن العزبة محاطة بمياه الصرف الصحي، فمن الجانب الغربي، بحيرة قارون، ومصرف البطس من الجانب البحري، ومصرف أبو هراوة من الجانب القبلي، وطالب الأهالي محافظ الفيوم، بسرعة التحرك بإنشاء محطة وشبكة للصرف الصحي بالعزبة، لإنقاذهم من الكوارث. فيما انتقد أحمد السني، مؤسس حركة "راقب.شارك.افضح"، بمركز سنورس، غياب أجهزة الدولة عن تقديم الخدمات وتوفير المرافق لأهالي العزب على مستوى الجمهورية، وعزبة الحبون، بشكل خاص، وغيرها من العزب المتاخمة، وطالب محافظ الفيوم، بضرورة حل هذه المشكلة، وعدم تجاهلها، بسبب خطورتها، مؤكدًا أن منازل هذه العزب والقرى، تكون عرضة للانهيار في أي وقت بسبب تجمع مياه الصرف الصحي، أسفلها. ومن جانبه، نفى المهندس محمود هاشم، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سنورس، تسلمه عقد تبرع بمساحة الأرض البالغة 3 قراريط، من أجل إنشاء وحدة لمياه الصرف الصحي "كومباكت"، وأكد أنه في حالة توفير أهالي العزبة هذه الأرض، ترسل الوحدة المحلية مهندس، لتقدير قيمة المبلغ المالي الذي يحتاجه المشروع، وفي هذه الحالة يتحمل أهالي العزبة، 25 % من قيمته كمشاركة ذاتية، وتتكفل المحافظة ب 75 % من قيمة تكلفة المشروع، ولا يستغرق هذه النوع من المحطات سوى أيام في إنشائه، مشيرًا إلى أن الأهالي إذا كانوا ينتظرون إقامة محطات للصرف الصحي المعتادة، التي تنتظر ميزانية من الدولة، فهو أمر يستغرق وقتا طويلا لتوفير المخصصات المالية والتنفيذ.