استيقظ أهالي قري «خلف وعبدالعظيم والحبون وصالح شماطة» بالفيوم صباح الخميس الماضي علي طوفان من مياه مصرف «البطس» أغرق عشرات المنازل بالقري الأربعة والأراضي الزراعية. سيناريو يتكرر كل عام فى الفيوم، مع حلول فصل الشتاء ترتفع المياه فى مصرف «البطس» الذى ينقل مياه صرف الأراضى الزراعية إلى بحيرة قارون بسبب تعطل ماكينات الرفع او تعديات الاهالى فتغرق المنازل والاراضى بعدد من القرى الواقعة بالقرب من المصرف مثل «خلف وعبدالعظيم والحبون وصالح شماطة» فى مركز سنورس وسبب ارتفاع منسوب المياه بالمصرف نتيجة المزارع السمكية التي تنتشر بالمنطقة الموازية لساحل البحيرة. انتقل إلى القرى اللواء محمد حسن حمودة، سكرتير عام مساعد المحافظة ومحمد سليمان طلبة رئيس مركز سنورس ونائبه المهندس حسين عبدالخالق، استعانوا بمعدات الحملة الميكانيكية بالمركز من الفيوم وماكينات لشفط المياه من منازل المواطنين، وأكدت اللجنة الهندسية، التي تم تشكيلها للمعاينة، ضرورة تعميق وتطهير مصرف «البطس» خشية تكرار المشكلة التي تتكرر في شتاء كل عام بسبب ارتفاع منسوب المياه بصورة كبيرة، ما يؤدي لغرق المنازل الواقعة على ضفاف البحيرة وتهدم الكثير من الأسوار المقامة على الشاطئ الجنوبى للبحيرة. وصرح حسين عبدالخالق، نائب رئيس مركز سنورس لشئون القرى، بأن عددا من أهالي القرية قاموا بردم المصرف في الجزء الذي يمر من أمام منازلهم، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه بالأجزاء الأخري التي تقع قبل الردم مما أسفر عن غرق هذه المنازل، وازداد تفاقم مشكلة المصرف عقب قيام بعض الأهالي باستغلال المصرف المخصص لمياه الصرف الزراعي للصرف غير الصحي. كما انتقل إلى القرى فتحى الجويلى، رئيس هيئة الصرف المغطى وقام المسئولون بالصرف المغطى بإيقاف تشغيل بعض وحدات مصرف البطس لخفض منسوب المياه بالقرى المجاورة للمصرف. يقول أحمد مصطفى، من أهالى قرية الحبون: إن هذه المشكلة نعانى منها كل فترة، فمصرف البطس يزيد ويغرق المنازل وتتشرد الأهالى وكل مرة يحضر بعض المسئولين فى الوحدة المحلية و«يشفطوا الميه» بالماكينات. ويطالب محمد عبدالحكيم من أهالى القرية، المسئولين بضرورة إيجاد حل دائم ينهى معاناة مواطنى القرى مع مصرف البطس الذى يغرق منازلهم وأراضيهم كل فترة. وتزداد معاناة أهالى الفيوم مع مياه الصرف فمنذ عدة أيام اغرقت مياه «خور المسك» عدداً من المنازل فى قرية مطرطارس وصباح الخميس الماضي اغرقت مياه الصرف العديد من المناطق فى حى الساحة الشعبية بمدينة الفيوم وحدث تسرب فى مياه الصرف بحى منشأة «لطف الله» أدى إلى غرق الشارع بجوار مدرسة الأمريكان. وكانت وزارة الموارد المائية والري قد انتهت من إعداد خطة عاجلة لإزالة التعديات على المجاري المائية والمصارف بالفيوم وتطهير بحيرة قارون للحد من مشاكل ارتفاع منسوب مياه الصرف في الأراضي الزراعية المجاورة للبحيرة وزيادة معدلات الملوحة بها مما يرفع من مشاكل هشاشة التربة في هذه المناطق وتعرض إنتاجيتها للتدهور. وقامت لجنة من هيئة الصرف التابعة لوزارة الري بتفقد الأراضي الزراعية المجاورة لمصرف «البطس» بالفيوم، للوقوف على أسباب ارتفاع منسوب المياه فيه وتعرض العديد من المنازل للغرق بسبب مياه الصرف الزراعي، فيما تبحث الوزارة تعميق مجري المصرف لزيادة قدرته علي الصرف الزراعي. وبدأت أجهزة وزارة الموارد المائية والري في ضبط مناسيب مياه الري في المناطق التابعة لمركز سنورس. وصرح المهندس فتحي جويلي، رئيس الهيئة العامة لمشروعات الصرف بأن عدداً من المزارعين أحجموا عن ري أراضيهم خلال إجازة عيد الأضحى رغم قيام الوزارة بعمل مناوبة ري في نفس الفترة، ما أدي إلي زيادة منسوب المياه في المصرف. وأضاف أنه تم ضبط مناسيب المياه في المصرف المذكور وقام الأهالي بري أراضيهم أمس الأول مما أدى إلى تراجع معدلات ارتفاع المياه في المصرف وعودتها إلي طبيعتها. من جهة أخرى، صرح مصدر مسئول بوزارة الري فى الفيوم بأنه تم اتخاذ عدة إجراءات لمواجهة مشكلة قري ساحل بحيرة قارون، منها تشغيل وحدتي رفع على مصرف «البطس»، وإنشاء محطة رفع على مصرف «أبوهراوة»، وإنشاء جسر واق أمام قرية «صالح شماطة» بطول 300 متر، وإنشاء جسر آخر أمام قرية «شكشوك» بطول 1.1 كم بتمويل من المحافظة.