يحتفل محرك البحث جوجل اليوم (25 مايو) بيوم إفريقيا، ذكرى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، التي جاء تشكيلها عقب نجاح عدد كبير من ثورات التحرير من الاحتلال في دول القارة السمراء، حيث أراد زعماء تلك الثورات تكوين تكتل لهم في مواجهة محاولات الاستعمار النيل من ثوراتهم. كان مؤتمر أكرا (عاصمة غانا)، في الفترة من 15 إلى 24 أبريل عام 1958، من أقدم المحاولات الرسمية لعقد تجمع إفريقي، وحضرته الدول المستقلة حينئذ، وقد ضم هذا المؤتمر ما يزيد على مائتي عضو يمثلون مختلف الأحزاب والاتحادات الطلابية والنقابات العمالية في مختلف أنحاء القارة الإفريقية، وقد تمخض عن هذا المؤتمر عدة قرارات مهمة، على رأسها المحافطة على السيادة الإقليمية للدول الأعضاء، واتباع سياسة خارجية موحدة، والاعتراف بحق الشعب الجزائري في الاستقلال. كما أصدر قرارا خاصا بمستقبل الشعوب الإفريقية غير المستقلة، إذ طالب الأعضاء بإعلان موحد لحصول هذه المناطق غير المستقلة على استقلالها، تمشياً مع رغبة شعوبها وميثاق الأممالمتحدة. ثم جاء مؤتمر أديس أبابا، الذي عقد في الحبشة، ليقر ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، في 22 مايو 1963م، حيث اجتمع رؤساء 30 دولة إفريقية مستقلة ووقعوا على ميثاق المنظمة، الذي اعتبروه دستورا لها، وتم الإعلان عن إنشاء هذه المنظمة في 25 مايو 1963م. وتم الاتفاق على أن تكون عضوية المنظمة مفتوحة للدول الإفريقية المستقلة ذات السيادة، بما في ذلك الجزر الإفريقية، شريطة أن تؤمن هذه الدول بمبادئ المنظمة المتمثلة في سياسة عدم الانحياز، وعدم ممارسة التفرقة العنصرية، وفي حالة انضمام عضو جديد، يقرر قبوله بالأغلبية المطلقة للدول الأعضاء، ويسمح لكل عضو بالانسحاب من المنظمة بطلب انسحاب خطي، ويصبح الانسحاب نافذاً بعد مضي عام. كان من بين أهداف قيام منظمة الوحدة الإفريقية: - تحرير القارة نهائيا من الاستعمار. - القضاء على التخلف الاقتصادي. - توطيد دعائم التضامن الإفريقي. - الارتقاء بالقارة إلى المكانة التي تليق بها على ساحة صنع القرارات الدولية. وقد ارتفع عدد الدول الأعضاء في المنظمة من 30 دولة سنة التأسيس إلى 50 دولة عام 1980، هي: جمهورية الكونغو، جزر القمر، الرأس الأخضر، كوت ديفوار، جيبوتي، الجزائر، مصر، إرتيريا، إثيوبيا، غانا، الجابون، غامبيا، غينيا بيساو، كينيا، ليبيريا، ليبيا، مالي، المغرب (انسحبت من المنظمة عام 1984، احتجاجا على اعتراف المنظمة وقبولها لعضوية الجمهورية الصحراوية) موريتانيا، موزمبيق، نيجر ملاوي، مالاوي، نيجيريا، ناميبيا، رواندا، السنغال، سيراليون، الصومال، ساو تومي، وبرينسيبي، السودان، سوازيلند، توجو، تشاد، تونس، تنزانيا، أوغندا، جيبوتي، جنوب إفريقيا، الصحراء الغربية، زيمبابوي، بوروندي، بوركينا فاسو، بنين، جمهورية إفريقيا الوسطى، أنجولا، بوتسوانا، الكاميرون، غينيا الاستوائية، ليسوتو، مدغشقر، موريشيوس، زامبيا. وكانت منظمة الوحدة الإفريقية تعقد اجتماعا سنويا في واحدة من العواصم الإفريقية، يحضره رؤساء دول وحكومات الأقطار الأعضاء فيها، وقد جرت العادة أن يحضر الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة جلسة الافتتاح ويلقي كلمة فيها، ثم يتناوب على الكلام ممثلون عما يمكن اعتباره الكتل الأربع داخل القارة الإفريقية، ممثل عن الأقطار الإفريقية العربية، وآخر عن الأقطار الإفريقية الناطقة بالفرنسية، وثالث عن الأقطار الإفريقية الناطقة بالإنجليزية، وممثل عن الأقطار الإفريقية الناطقة بالبرتغالية. وفي التاسع من سبتمبر 1999 أعلن في مدينة سرت الليبية عن إنشاء الاتحاد الإفريقي، بديلا عن منظمة الوحدة الإفريقية، بمبادرة من العقيد معمر القذافي، وفي شهر يوليو 2001 قرر مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية المنعقد في لوساكا عاصمة زامبيا الانتقال من منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي.