ظلت إفريقيا حتى منتصف القرن العشرين مسرحًا للتنافس الاستعمارى لعدد من الدول الأوروبية، التى سيطرت عليها واستغلت مواردها المختلفة، وشهد بداية عقد الستينيات استقلال (15) دولة، ثم ازداد هذا العدد إلى أن استقلت معظم دول إفريقيا. منذ استقلال بلاد القارة الإفريقية تعددت محاولات التجمع والوحدة بين هذه الدول، حتى ظهرت منظمة الوحدة الإفريقية كمنظمة إقليمية. من أقدم المحاولات الرسمية لعقد مؤتمر إفريقى "مؤتمر أكرا" بدولة غانا فى الفترة بين 15- 24 نيسان عام 1958، وحضرته الدول المستقلة حينئذ، وقد ضم هذا المؤتمر ما يزيد على 200 عضو يمثلون مختلف الأحزاب والاتحادات الطلابية والنقابات العمالية فى مختلف أنحاء القارة الإفريقية، وقد تمخض عن هذا المؤتمر القرارات الآتية: المحافظة على السيادة الإقليمية للدول الأعضاء. إتباع سياسة خارجية موحدة. الاعتراف بحق الشعب الجزائرى فى الاستقلال. قرار خاص بمستقبل الشعوب الإفريقية غير المستقلة، إذ طالب الأعضاء بإعلان موحد لحصول هذه المناطق غير المستقلة على استقلالها، تمشياً مع رغبة شعوبها وميثاق الأممالمتحدة. وهكذا، جاءت منظمة الوحدة الإفريقية منظمة إقليمية تعمل فى إطار القارة الإفريقية على نبذ الخلافات الإفريقية، وإنهاء التكتلات، وقصر نشاط المنظمات التى كانت قائمة على مجالات محددة اقتصادية أو فنية أو ثقافية. أقر مؤتمر أديس أبابا الذى عقد فى الحبشة ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، فى 22 مايو 1963، إذ اجتمع رؤساء 30 دولة إفريقية مستقلة، ووقعوا على ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية الذى عدوه دستور المنظمة، وتم الإعلان عن إنشاء هذه المنظمة فى مثل هذا اليوم عام 1963. وتم الاتفاق على أن تكون عضوية هذه المنظمة مفتوحة للدول الإفريقية المستقلة ذات السيادة، بما فى ذلك الجزر الإفريقية، شريطة أن تؤمن هذه الدول بمبادئ المنظمة المتمثلة فى سياسة عدم الانحياز، وعدم ممارسة التفرقة العنصرية، وفى حالة انضمام عضو جديد، يقرر قبوله بالأغلبية المطلقة للدول الأعضاء، ويسمح لكل عضو بالانسحاب من المنظمة بطلب انسحاب خطى، ويصبح الانسحاب نافذاً بعد مضى عام. وقد ارتفع عدد الأعضاء فى المنظمة من (30) دولة سنة التأسيس إلى (50) دولة فى عام 1980م. كانت منظمة الوحدة الإفريقية تعقد اجتماعًا سنويًا فى واحدة من العواصم الإفريقية، يحضره رؤساء دول وحكومات الأقطار الأعضاء فيها، وقد جرت العادة بأن يحضر الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة جلسة الافتتاح ويلقى كلمة فيها، ثم يتناوب على الكلام ممثلون عما يمكن اعتباره الكتل الأربع داخل القارة الإفريقية: ممثل عن الأقطار الإفريقية العربية، وآخر عن الأقطار الأفريقية الناطقة بالفرنسية، ثم الأقطار الإفريقية الناطقة بالإنجليزية، وممثل عن الأقطار الإفريقية الناطقة بالبرتغالية.