روزاليوسف الأسبوعية : 29 - 05 - 2010 كان النادى الدبلوماسى هذا الأسبوع هو المكان الذى احتشد فيه سفراء دول أفريقيا ورؤساء الهيئات الشعبية والمنظمات الدولية بدعوة من السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية للاحتفال بيوم أفريقيا 25 مايو الذى اعتادت أن تحتفل به كل عام لإحياء ذكرى المجزرة التى قام بها نظام الاستيطان العنصرى فى جنوب أفريقيا الذى وضع الزعيم نيلسون مانديلا فى السجن لمدة 25 عاما. ويعتبر هذا اليوم من أيام التاريخ المضيئة الذى تحتفل به منظمة الوحدة الأفريقية التى أسهمت مصر بدور كبير فى إنشائها فى عهد جمال عبدالناصر، حيث عقد اجتماعها التأسيسى فى أديس أبابا عام 1963 وعقد مؤتمرها الأول فى القاهرة عام 1964 وضم 33 دولة. يذكر أن مؤتمر باندونج الذى دعا إليه الزعيم أحمد سوكارنو فى عام 1955 فى أندونيسيا كان يضم 29 دولة أفريقية وآسيوية مستقلة منها 9 دول عربية وخمس دول أفريقية فقط.. وكانت بقية دول القارتين تحت نير الاستعمار.. وهو أمر يوضح التطور الكبير الذى حدث فى القارة خلال سنوات معدودة. ومنذ ذلك التاريخ بدأت الدول الأفريقية تتحرر واحدة بعد الأخرى.. وعرف العالم الزعماء الأفارقة المناضلين لومومبا زعيم الكونجو، وسيكو تورى زعيم غينيا، ونكروما زعيم غانا وغيرهم من الزعماء الذين سجل التاريخ دورهم الإيجابى فى توحيد القارة وإقامة أول منظمة لها. وإذا كانت مصر بزعامة جمال عبدالناصر قد لعبت دورا كبيرا فى تحقيق هذه الوحدة، فإن دورها فى القارة الأفريقية مازال مؤثرا وإيجابيا رغم محاولات إسرائيل التى تستهدف الوقيعة بين مصر ودول منابع النيل.. وهو أمر لن تنجح فيه إسرائيل مادامت تدرك الدول الأفريقية أن وحدتها وخاصة بعد إنشاء الاتحاد الأفريقى هى الضمان الرئيسى لمستقبل أفضل يسوده الأمن والاستقرار. وحدة مصر والسودان حلف سلفا كير اليمين رئيسا لجمهورية الجنوب فى السودان أمام ضريح الزعيم جون جارانج الذى أسس الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983 الذى استشهد منذ 4 سنوات فى حادث طائرة مأساوى أثناء عودته من أوغندا.. وهو دليل على التقدير والاحترام لهذا الزعيم الذى استضافته مصر أكثر من مرة منذ ديسمبر .1997 وشارك فى ندوات دعت إليها اللجنة المصرية للتضامن. أذكر أن الزعيم جون جارانج الذى حضر إلى مصر لمقابلة الرئيس محمد حسنى مبارك فى عام 2001 قد قال فى أحد أحاديثه أمام أعضاء اللجنة المصرية للتضامن: إن جبهة الإنقاذ التى كان يرأسها الدكتور حسن الترابى قد عرضت عليه الانفصال بالجنوب خلال مفاوضات تمت فى نيروبى ولكنه رفض ذلك.. وأن بلده يمتد من جوبا إلى الإسكندرية أى أنه يوحد مصر والسودان فى بلد واحد.. وأنه ضد أى انقسام أو تمزق يخدم مصالح الاستعمار.. ولذا أحاطت الشبهات بأسلوب رحيله فى حادث الطائرة التى وقعت فى جنوب السودان عام 2005 . وقال أيضا إن سلفا كير نائب رئيس جمهورية السودان هو أحد أنصار جون جارانج.. ومع ذلك فإن الحذر والخطر من تقسيم السودان إلى شمال وجنوب يظل قائما مادام لم يتحد شعب السودان تحت رئاسة واحدة فى الانتخابات المنتظرة فى يناير 2011 المقبل. وتتطلع مصر والسودان معا إلى هذه الانتخابات بأمل أن تثمر وحدة بين الدولتين تعبر عن الحقيقة القائمة فى التضامن والتعاون بين الشقيقين. ونأمل ألا تأتى الأيام المقبلة بانفصال عدوانى كما عبر عنه السيد الصادق المهدى خلال حواره فى القاهرة منذ أسابيع مع أعضاء التضامن. صورة مأساوية من العراق سمعت من أحد الأصدقاء العراقيين أن صحيفة هناك نشرت مقالا لأحد الكتاب العراقيين تحت عنوان «لو تزوجت بنت مسعود البرزانى» جاء فيه أنه عندئذ سوف يقضى شهر العسل فى باريس.. وأنه سوف يكون تحت حماية أمريكية توفرها له الموساد! والهدف من هذا المقال كما هو واضح هو الإساءة إلى السيد مسعود البرزانى أحد زعماء الأكراد المحترمين ونجل الزعيم مصطفى البرزانى الذى اتصل بجمال عبدالناصر الذى فتح له فى القاهرة إذاعة كردية كانت تستهدف الدعوة لتحرير العراق من حلف بغداد. والمؤسف.. الذى يدل على أن تغييرات قد حدثت فى العراق أن كاتب المقال المذكور قد اغتيل بعد يومين من نشر المقال برصاصات مجهولة.. ردا على جرأته وتلميحاته غير المقبولة. وهو أمر يعطى صورة مأساوية عن الحالة التى يعيش فيها شعب العراق الذى كانت وحدته أقوى من كل الدعوات والمحاولات الطائفية.