أكد النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه أن أول دعم تلقته حركة التمرد في جنوب السودان عند انشقاقها بقيادة جون جارنج كان من نظامين عربيين. وقال أن جارنج اعترف له بعد توقيع اتفاقية السلام بين جوبا والخرطوم أن أنظمة عربية مدته بالسلاح والمال قبل الدول الغربية،غير أن كل الأنظمةالعربية التي ساندت انفصال جنوب السودان أطاح الله بها. وأضاف على عثمان طه فى لقاء مع نخبة من المثقفين وأساتذة الجامعات والإعلاميين وقيادات رجال الأحزاب أن جارانج أكد أن أول زعيم عربي سانده ومده بأول شحنة أسلحة ودعم مالي كان العقيد الليبي معمر القذافي على إثر إبداء جارانج إعجابه بالكتاب الأخضر وتأكيده للقذافي اعتزامه تطبيقه في جنوب السودان. وأكد أن السودان لايستطيع حل جميع مشاكله بمعزل عن محيطه وقال أن السودان يأتي على رأس الدول العربية المستهدفة لكونه جسر التواصل والربط بين الأمة العربية والإسلامية في الشمال والقارة الإفريقية في الجنوب و التي سعت الاستراتيجية الأمريكية عن فصلها عن شمال أفريقيا من خلال تقسيم دول القارة إلى دول شمال الصحراء الكبرى وأخرى جنوبها مشيرا إلى أن هذه المؤامرات هي من حال دون تحقيق التكامل والوحدة بين دول وادي النيل وقال في هذا الصدد أننا نجلس اليوم لنبحث في القاهرة بعد 60 عاما من استقلال الدولتين لإنشاء طريق واحد يربط بين الدولتين ..أليس هذا غريبا .للقارة وأكد النائب الأول تضامن السودان الكامل مع مصر خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخها ، ومشددا على أن مصر كانت وستظل مركز الإشعاع والريادة لعالمها العربي. وفي يقظتها لاتستطيع قوى الاستعمار العودة للمنطقة مرة أخرى تحت غطاءات جديدة وقال أن قوى الاستعمار تسعى إلى تمزيق أوصال العالم العربي تحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان معتبرا أن العالم العربي ضعف عندما غاب دور مصر خلال الحقبة الماضية. وأكد أن هناك محاولات متواصلة للتدخل الغربي في شئون العالم العربي وأننا نعترف في السودان بأنه عندما تم تركنا وحدنا سهل التهام جزء عزيز من أرضنا في جنوب السودان وهو في ذات الوقت جزء من الوطن العربي ويمس الأمن القومي المصري.
وبخصوص الثورات العربية التي بدأت بتونس ومصر مرورا بليبيا اكتفى علي عثمان طه بالقول إن للحكومات والأنظمة أجلا مكتوبا تماما مثل ما للإنسان أجل مكتوب، ولكن بعض الأنظمة والحكومات لاتريد القبول بذلك ظنا منها أنها ستخلد على ظهر الارض .
واعترف نائب الرئيس السوداني بأن بلادة تتأثر بكل مايحدث في مصر سلبا وإيجابا وستبقى هذه القاعدة مستمرة مستقبلا . وحول مايسمى بالثورة المضادة في مصر ووجود فلول تسعى لإحداث الفوضى قال طه إننا في السودان نقدر وندعم الثورة المصرية محذرا في نفس الوقت مما يسمى بالفلول لأنهم من وجهة نظره يستخدمون أساليب أشد مكرا ودهاء، كما أنهم يتخفون وسط المواطنين ودعا طه الأحزاب والقوى السياسية في مصر إلى عدم تبديد جهودها في الانشغال بالجدل الدائر حول الدستور أولا أو الانتخابات أولا مشيرا إلى أن على هذه القوى والأحزاب أن تسعى إلى حد أدنى من الاتفاق حتى يمكن التفرغ لمواجهة ما يتهدد مصر من أخطار خارجية .
كما اعترف طه بأن العالم العربي ينتظر ما ستسفر عنه الثورة المصرية من نتائج خاصة في مجال تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وذلك لأن العالم العربي كله يتأثر دائما بما يحدث في مصر . وأشار إلى أن زيارته الحالية لمصر تأتي بهدف التحاور مع النخبة "لأننا ندرك حجم مصر ومدى تأثيرها عربيا وإقليميا ودوليا".