«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنوب السودان يعلن الاستقلال رسمياً.. وسيلفا كير يؤدى اليمين

أقيمت السبت المراسم الرسمية لإعلان جنوب السودان دولة مستقلة، بحضور رؤساء دول وممثلين عن المؤسسات الدولية والإقليمية والأفريقية.
ووقّع رئيس الدولة الوليدة سيلفا كير ميارديت الدستور الجديد، وأدى القسم كأول رئيس لجمهورية جنوب السودان. وعلى وقع مزيج من التصفيق والهتاف والأناشيد ودموع الفرح تم إنزال علم السودان، ورفع علم جنوب السودان الجديد، معلنا ولادة أحدث دولة مستقلة فى العالم، والدولة رقم 54 فى أفريقيا.
وأعلن رئيس البرلمان السودانى الجنوبى «جيمس وانى إيجا»، فى بيان رسمى، استقلال جنوب السودان، قائلا فى حفل رسمى فى جوبا: «نحن، ممثلى الشعب المنتخبين ديمقراطيا، واستنادا إلى إرادة شعب جنوب السودان، وكما أكدته نتيجة استفتاء تقرير المصير، نعلن بموجبه جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة».
وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة اعتبارا من السبت بموجب الاستفتاء الذى نصت عليه اتفاقية السلام الموقعة عام 2005. وعمّت مظاهر الفرح دولة الجنوب التى أصبحت مدينة جوبا عاصمة لها، حيث بدأت الاحتفالات منذ منتصف ليل الجمعة، صباح السبت.
وشارك فى الاحتفال الرسمى 35 مسؤولا دوليا بين رئيس دولة ورئيس حكومة أغلبهم من الدول الأفريقية، وبينهم الرئيس السودانى عمر حسن البشير، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ووفد مصرى برئاسة نائب رئيس الوزراء يحيى الجمل، وأكثر من 3 آلاف مراقب وصحفى وممثل للمنظمات الدولية، بالإضافة إلى آلاف الجنوبيين الذين تجمعوا للمشاركة فى الاحتفالات بميلاد الدولة الجديدة. وأقيمت ساحة الاحتفال بالقرب من ضريح جون قرنق، مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان. وهتف الجنوبيون المتجمعون حول تمثال قرنق: «نحن أحرار»، و«وداعاً أيها الشمال».
وتعهد سيلفا كير، خلال أداء القسم، بتحمل مسؤولياته واحترام الدستور والقانون وحماية النظام الديمقراطى وكرامة ووحدة شعب جنوب السودان. وقرأ «كير» اليمين من فوق منصة أمام عشرات الآلاف من الجنوبيين، قائلا: «أقسم بالله العظيم بصفتى رئيس جمهورية جنوب السودان أن أكون مخلصا وأن أدين بالولاء الصادق لجمهورية جنوب السودان». ووقّع «كير» الدستور الانتقالى، واعدا ب«تعزيز تطور شعب جنوب السودان ورخائه».
وتعهدت الأمم المتحدة بالعمل على بناء دولة جنوب السودان الوليدة، وطالب أمينها العام بان كى مون، فى كلمته فى الاحتفال، الشمال والجنوب بفتح صفحة جديدة من العلاقات يسودها السلام والعمل معا كشركاء وليس كأعداء، مؤكدا وقوف الأمم المتحدة إلى جانب شعب جنوب السودان بعد حصوله على حقوقه. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية سوف تقدم الدعم لجنوب السودان فى مواجهة التحديات الضخمة المتمثلة فى مشروعات البنية التحتية وعدم الأمان. وأضاف أن مياه النيل ستتدفق من الجنوب إلى الشمال، مشيرا إلى ضرورة التزام الجانبين بحل المشاكل العالقة والدخول فى مفاوضات بهذا الشأن. وأعلنت عدة دول اعترافها بالدولة الجديدة، حيث سلم محمد العرابى، وزير الخارجية المصرى، السبت، فور وصول الوفد المصرى المشارك فى الاحتفالات، خطاباً رسمياً للاعتراف بجمهورية جنوب السودان، كما أعلن البشير أيضا اعتراف الخرطوم بها دون أن يشمل الاعتراف إقليم «أبيى» الفنى بالنفط والمتنازع عليه.
ودعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما حكومتى الخرطوم وجوبا لتنفيذ اتفاق السلام، وحل النزاع بشأن أبيى وإنهاء أعمال العنف فى كردفان. وقال الرئيس الأمريكى فى بيان السبت: «أعلن بفخر أن الولايات المتحدة تعترف رسميا بجمهورية جنوب السودان دولة تتمتع بالسيادة ومستقلة ابتداء من هذا اليوم، 9 يوليو 2011».
وفى نيويورك، أصدر مجلس الأمن الدولى بالإجماع قرارا بإرسال قوات من الأمم المتحدة للعمل فى جنوب السودان لحفظ الأمن والاستقرار هناك. وبموجب هذا القرار سيتم إرسال 7 آلاف جندى و900 عنصر من الشرطة الدولية، كما ستضم البعثة الدولية موظفين وخبراء فى شؤون حقوق الإنسان. وجاءت الموافقة وسط تزايد المخاوف بشأن الصراع فى المناطق الحدودية المضطربة بين الشمال والجنوب.
نجل سيلفاكير يشهر إسلامه فى الخرطوم
أشهر جون سيلفاكير، نجل رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، إسلامه من داخل المسجد الكبير بالخرطوم وسط تهليلات وتكبيرات عمت أرجاء المسجد.
وقال جون، الجمعة، إنه جاء من الجنوب ليعلن إسلامه فى الخرطوم داعياً والده إلى الإسلام. ونقلت صحيفة «الانتباهة» السودانية، السبت، عن جون قوله: «لقد أسلمت لأننى أريد الجنة وسأذهب إلى الجنوب وأعمل على نشر الإسلام هناك مع إخوتى المسلمين».
وأشارت الصحيفة إلى أن جون هو أحد أبناء سيلفاكير من زوجته الرابعة، وقام بتغيير اسمه إلى محمد، وهو متزوج ويعيش فى منطقة «كيج» بجنوب السودان. وجاء إعلان جون إسلامه عشية إعلان قيام «جمهورية جنوب السودان» وتولى والده رئاستها.
«جنوبيون» يشكرون مصر على الكهرباء و«الكوادر» و«أعلام الاستقلال»
«حتى الأعلام التى قمنا بصنعها للاحتفال بالاستقلال حصلنا عليها من مصر، القاهرة ساعدتنا كثيرا حتى نلنا استقلالنا ونأمل أن تظل تساعدنا بعد ذلك» هذا ما تقوله ميشيل مانو، إحدى مواطنات جنوب السودان، لتتفق مع اتجاه الكثير من المواطنين فى حب مصر وشكر مواقفها السابقة والرغبة فى مواقف أفضل بعض الثورة.
وتشير ميشيل إلى أنها قامت برحلة إلى القاهرة منذ أسبوع حيث زارت مصانع تصنيع الأعلام واتفقت على شراء آلاف الأعلام من أجل الاحتفالات، مضيفة أنها وجدت أن حصولها على تلك الأعلام سيكون أرخص من الصين لفرق تكلفة السفر والشحن، وأنها وجدت أن الأسعار أفضل مما توقعت فى ظل تعطل غالبية المصانع عن العمل فى أعقاب تراجع الطلب على الأعلام المصرية فى أعقاب انتهاء الثورة المصرية.
ويشكر الكثيرون لمصر مساهتمها الفعالة فى محاولة تعمير جنوب السودان، ويقول «شول -30 سنة»: إن مصر قدمت خدمات كبيرة لجنوب السودان حتى ينال استقلاله. مضيفاً أن الكثير من سكان «جوبا» يعلمون أنه لو لا مصر لما تمتعوا بالكهرباء.
وقامت مصر بإنشاء عدد من محطات الكهرباء لخدمة جنوب السودان كان آخرها منذ بضعة أعوام بتكلفة 70 مليون دولار، وذلك فى إطار جهود مصر لتقوية العلاقات مع الدولة الناشئة، والضعف الشديد لقطاع توليد الكهرباء فى الجنوب.
ويقول مصطفى بيونج، مدير عام وزارة الإعلام، إن العلاقات مع مصر متميزة للغاية نتيجة لحرص الطرفين على تنميتها منذ بدأ اتجاه جنوب السودان للاستقلال، مشيراً إلى أن إضافة مصر لا تقتصر على المساهمات الملموسة مثل الكهرباء والرى وغيرهما ولكنها تمتد إلى تدريب كوادر جنوب السودان لكى تكون قادرة على إدارة الدولة التى ستصبح أحوج إليها بعد الإعلان عن استقلالها التام.
وعلى الجانب الآخر، قال محمود إبراهيم، مستشار اقتصادى مصرى، إن هناك العديد من الفرص فى دولة جنوب السودان للاقتصاد المصرى، مضيفا أن مجالات مثل السماد والأدوية قد تكون ممتازة بالنسبة للشركات المصرية لكى تعمل فى الدولة الناشئة لاسيما أنها تحتاج بشدة إلى تلك السلع ولا يوجد لديها أى شركات تنتجها.
جوبا.. سعادة بالاستقلال و«ضيق» لتغيير «نمط الحياة»
على الرغم من سعادتهم الواضحة بإعلان استقلال دولتهم، وإشادة غالبية سكان جنوب السودان برئيسهم سيلفا كير، فاءن الكثير منهم يبدون امتعاضهم بسبب تغيير نمط الحياة الذى تعودوا عليه خلال السنوات الماضية، خاصة فى الأيام الماضية التى شهدت الاحتفال بميلاد الدولة رقم 54 فى أفريقيا.
تبدى «تشول كانجا» استياءها من الزحام الشديد فى بعض شوارع جوبا، مشيرة إلى أن هذا يرجع إلى وجود العديد من الأجانب فى شوارع العاصمة، نظرا لمشاركتهم فى الاحتفالات باستقلال الجنوب سواء كصحفيين أو مصورين أو كسياح، وأضافت أن هذا أيضا أدى إلى غلاء العديد من السلع الأساسية وتكلفة الفنادق وإيجار السيارات والتاكسى بشكل غير مسبوق فى جوبا، بل إن أسعار تلك الأشياء أصبحت 3 أضعاف.
وتضيف تشول أن الجنوبيين يشهدون الآن أشياء لم تكن تمر بهم إطلاقا، من بينها تغيير اتجاه بعض الطرق، لأن الرئيس أو بعض المسؤولين يمرون بها، وعلى الرغم من أن هذا التغيير لا يستغرق إلا ثوانى معدودة لحين مرور المسؤول فقط فإنه يشكل إزعاجا لبعض المواطنين. كما تم تغيير أماكن ركوب بعض المواصلات العامة ومنع مرور السيارات فى بعض الأماكن لحماية الرؤساء والمسؤولين الذين ملأوا العاصمة الجنوبية، فضلا عن زيادة الدوريات الأمنية وانتشار قوات جيش تحرير السودان فى مختلف الشوارع السودانية بشكل استثنائى.
ويقول أحمد بوانج إن الجنوبيين لم يعتادوا سماع الجملة الشهيرة التى تقال فى مصر «فيه مسؤول بيمر»، مضيفا أنه لم يكن يتم إيقاف المرور قبل ذلك لأى سبب من الأسباب أيا كان، مشيرا إلى أن بعض السكان مستاؤون لأنه تم منع «الموتوسيكلات» من المرور فى العديد من الطرق الرئيسية فى العاصمة جوبا لأغراض تأمين الاحتفالات والرؤساء، وأعرب عن أمله فى أن يكون هذا الأمر مؤقتا.
وعادة ما يكون الوصول إلى المسؤولين فى جنوب السودان سهلا، حتى إن الوزراء يجتمعون مع المواطنين إذا لم يستطيعوا حل المشكلات التى تواجههم من خلال المستويات الأدنى من الوزير، وفقا ل«بوانج». ويمكن التأكد من ذلك من خلال عدم وجود حراس لأغلبية الوزراء، غير أن هذا تغير خلال الأيام الماضية مع انشغال جميع الوزراء والمسؤولين فى الترتيب للاستقلال وما يعقبه من فعاليات.
ويعتبر الجنوبيون أن حياتهم «البسيطة» وقدرتهم على الاتصال بالمسؤولين ترجع إلى أنهم كانوا أول شعوب المنطقة ثورة على حكامهم، ويقول «بوانج» عن انفصال السودان إن ثورة المصريين تعتبر مثيلة لها لكن مع اختلاف الظروف، حيث ثار الجنوبيون على الظلم، وكذلك المصريون، لكن الجنوبيين اضطروا للجوء للقوة فى مواجهة البشير.
وزير الطاقة الجنوبى: لا مشكلات فى قضية المياه
أكد وزير الطاقة لدولة جنوب السودان، دينيق جارنج، أن بلاده تريد أن تعمل على المزيد من التدعيم لعلاقاتها مع مصر، مشيراً إلى أنه لا يوجد أى سبب يدعو القاهرة للقلق بسبب قضية المياه، مشيراً إلى أن التعاون بين جنوب السودان والسودان ومصر سيستمر فى جميع الملفات.
وأضاف جارنج ل«المصرى اليوم» أنه لدى جنوب السودان ما يكفيه من الماء، وقال «بوسعنا اقتسام الماء والطعام وكل شىء»، وشدد على أن مبدأ الدولة الجديدة هو التعاون مع جيرانها وفى مقدمتها السودان ومصر، خاصة أن القاهرة كان لها دور ملحوظ فى إنهاء الحرب بين الشمال والجنوب وإقرار حالة السلم التى ينعم بها السودانيون حاليا.
وجاءت تصريحات جارنج بعد استقباله للوفد المصرى المشارك فى احتفالات الجنوب برئاسة دكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، وعضوية وزيرى الكهرباء حسن يونس، والخارجية محمد العرابى.
وأضاف «جارنج» أن مصر قدمت العديد من المساعدات للجنوبيين فى مجالات الكهرباء وغيرها، كما أن العديد من الجنوبيين تلقوا تعليمهم فى الجامعات المصرية، وقال إنه تخرج فى جامعة الإسكندرية عام 1987، لافتاً إلى وجود فرع لجامعة الإسكندرية فى الجنوب.
ورأى «جارنج» أن «التطورات الإيجابية» التى يشهدها الجنوب باستقلاله ومصر بتغير النظام السياسى تؤشر لبداية مرحلة جديدة أفضل للبلدين وفى علاقاتهما سويا.
ومن جهته، أكد الجمل أن مصر حكومة وشعباً ومجلساً عسكرياً تؤيد الجنوبيين وتسعى لمساندتهم فى هذه المرحلة المهمة من تاريخهم. وقال وزير الخارجية محمد العرابى إن مستوى الوفد الذى أرسلته مصر يعكس مدى تقديرها للجنوب، بينما شدد يونس على استمرار الدعم المصرى للجنوب فى مشروعات الطاقة المختلفة.
فى الجنوب: المطار بلا ضباط جوازات.. وشراء «طابع الدخول» اختيارى
تفتقد دولة جنوب السودان الوليدة إلى أبسط مقومات الدولة التى تبدأ بمجرد وجود «رمز» لسيادتها فى مطار العاصمة متمثلا فى ضابط الجوازات، مرورا بغياب وجود أى قواعد للمرور، فضلا عن غياب جميع مظاهر الحياة العصرية والخدمات الأساسية من غالبية شوارع العاصمة، التى يعتبر الكثير من سكانها أنفسهم «محظوظين» لأنهم يشهدون نهاية الحرب وإعلان استقلال دولتهم.
ويقول «مديد»، الذى درس فى مصر لمدة 14 سنة، إن الفرق الأساسى بين السودان ومصر هو أن الأخيرة اهتمت بعدد من المدن فهناك القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وشرم الشيخ وقنا، أما النظام السودانى (نظام البشير) فلم يهتم بشىء إلا بالعاصمة الخرطوم بما جعل غالبية السكان يشعرون بظلم أدى لسعى الجنوب للانفصال وجعل الوضع فى الجنوب مترديا مقارنة بمثيله فى بقية أنحاء عواصم العالم.
ولا يوجد فى مطار الجنوب موظفو جوازات، حيث يقتصر المطار على مدرج هبوط طائرات ملحق به صالة صغيرة للغاية لوصول الركاب، بها حالة كبيرة من الفوضى، حيث يتم الاعتماد على إنزال الحقائب بالأسلوب اليدوى مما يزيد من صعوبة حصول الركاب على حقائبهم، فضلا عن عدم اهتمام الموظفين المتواجدين فى المطار بتنظيم التقاط الركاب أمتعتهم.
ويقول «مهارى شوا»، الموظف بالمطار، إن السبب وراء عدم وجود ضباط جوازات أن الدولة الوليدة ليس لديها ما تخشاه وأنها لا ترغب فى منع أحد من الدخول إلى أراضيها لأنه ليس لديها ما تخفيه، مضيفا أنه على الرغم من ذلك فإن هناك قواعد تحكم المطار، من بينها منع التصوير بداخله، ووجود «طابع» يتم شراؤه لدخول البلاد، إلا أن الحصول عليه يبقى اختياريا، حيث يمر الكثيرون من دونه.
وفى شوارع الجنوب يغيب أى شكل من أشكال التنظيم المرورى إلا فى مناطق محدودة للغاية بجوار المطار والفنادق الرئيسية فى البلاد، حتى إنه يلاحظ أن العربات منقسمة ما بين تلك التى توجد عجلة القيادة بها على اليمين وتلك التى توجد بها على اليسار، بما يدل على ترك الدولة الجنوبية لهذا الأمر بلا تنظيم.
وفى الجنوب عدد محدود للغاية من الشوارع المرصوفة بينما غالبية الشوارع غير ممهدة ورملية أو ممهدة جزئيا، حتى إن الطرق داخل مجمع الوزارات فى الجنوب مدمرة بالكامل ومليئة بالحفر والمطبات، وهو ما يفرض نفسه على طبيعة المواصلات المستغلة فى البلد وهى بالأساس عربات الدفع الرباعى والموتوسيكلات و«التوك توك»، حيث تفتقر السيارات العادية إلى القدرة على العمل فى ظل كثرة الطرق غير الممهدة هناك.
وتعكس الاختلافات بين عربات الدفع الرباعى الحديثة والموتوسيكلات رخيصة الثمن حقيقة التناقض الكبير بين مستوى معيشة النخبة فى جنوب السودان مقارنة بالفقراء، حيث إن النخبة الجنوبية تلقت تعليما فى أرقى الجامعات الغربية بما أهلها للسيطرة على شؤون البلاد.
ولذا يلاحظ أن وسيلة الانتقال الرئيسية فى البلاد هى «الموتوسيكل» حيث يستقله غالبية الجنوبيين للانتقال من مكان إلى آخر، بل إن هناك «موتوسيكلات أجرة» تنقل الراكب من مكان لآخر على ظهرها ويفضلها الكثير من أبناء الجنوب على التاكسى - غير المتوافر - نظرا لرخصها وسرعتها وقدرتها على التحرك فى الطرق غير المعبدة.
أما القادرون فهم يقومون عادة باقتناء عربات الدفع الرباعى، كما تمتلك الجهات الدولية، ومن بينها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، عربات دفع رباعى كثيرة فى الجنوب.
وتمتد مظاهر «غياب السيادة» إلى وجود العديد من الموظفين الأمنيين الذين لا يرتدون زيا حكوميا واحدا، ويدلى بعضهم بطاقات تعرف به من رقبته بينما لا يفعل البعض الآخر، ليكون من العسير تمييزهم، إلا أنهم يوجهون التعليمات باستمرار للسكان المحليين والأجانب.
ويلاحظ أيضا غياب شبة كامل لقوات الأمن (الشرطة) فى شوارع المدينة، حيث يعهد إلى الجيش الشعبى بتأمين الطرقات وغيرها، بينما يقتصر دور الشرطة على تحرى الجرائم وتنظيم المرور فى أماكن محدودة للغاية.
وتتسم مساكن غالبية الجنوبيين بالبساطة الشديدة، ولا يتخطى إلا بضعة مبان الدور الواحد، كما أنها غالبا ما تحاط بالقش أو بالقصب ليشكل «سورا» لها، والكثير منها مبنى بالطوب أو بالحجارة فقط دون استخدام مواد بناء بما يشكل أزمة للعديد من السكان لاسيما مع هطول المطر المستمر على البلاد فى جميع فصول العام، كما يعانى بعضهم من غياب كامل للكهرباء مع الاعتماد على المولدات أو من انقطاعات متكررة لها. ويمكن بسهولة تمييز أى مبنى ذو بخلاف المساكن، حيث إن غالبية تلك المبانى محاطة بأسوار مصنوعة من الأسمنت المسلح وتعلوها أسلاك شائكة وينطبق ذلك على الفنادق وعلى الشركات القليلة الموجودة بالبلاد وعلى محطات التلفزة والصحف والوزارات، وغيرها من المبانى ذات الأهمية النسبية.
وعادة ما تشكل المبانى التى تتكون من أكثر من طابق علامات فى الجنوب، خاصة مع قلتها، حيث يصف الجنوبيون الطرق باستخدامها، بل ويشير بعضهم إلى أن أحدهم فقط يحتوى على «مصعد» باعتبار ذلك دليلا على مدى تطور المبنى.
وعلى الرغم من الحالة السيئة للبنية التحتية وللاقتصاد الجنوبى فإن الجبهة الشعبية أعلنت أنها ستقوم ب«نقلة» للبلاد خلال 5 سنوات، خاصة مع الآمال الكبيرة التى يضعها الجنوبيون على التبرعات والقروض الغربية للبلد الناشئ، ويشير وزير الإعلام الجنوبى ماريال بنجامين إلى أن ما يحدث هو أمر عادى للغاية لأن الدولة لم تصبح دولة بالمفهوم العصرى حتى الآن، مشيرا إلى أن دولا يصل عمرها إلى مئات السنين وتجد بها مشكلات متعلقة بالأمن وبالبنية التحتية لذا فإنه من المنطقى أن تعانى دولة الجنوب من تلك المصاعب قبل الإعلان عنها رسميا.
وشنت الحكومة الجنوبية حملة إعلامية كبيرة فى مختلف الصحف للتبشير بغد أفضل لسكان الجنوب تحت شعار «لا تمييز بعد اليوم والبلد للجميع»، وذلك فى إشارة لغضب الجنوبيين من سوء معاملة الشماليين لهم.
وتبقى نسب البطالة والأمية المرتفعة أهم عائق أمام مخططات الشماليين وفقا للأمين العام للحركة الشعبية لام أكول، لاسيما فى ظل تصنيف الأمم المتحدة للجنوب على أنه المكان الأقل استقبالا للتلاميذ فى العالم، مع وجود أكثر من ثلثى المواطنين تحت خط الفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.