طالب رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي، أعضاء البرلمان باتخاذ موقف حاسم إزاء ما يحدث في سوريا، منتقدا مشروع البيان الذي توافقت عليه لجنة الشئون السياسية فيما يتعلق بالوضع في الدول العربية، ووصفه بأنه مخجل، خاصة أنه لم يشر لما يحدث في سوريا بشكل محدد. جاء ذلك في كلمة ألقاها الدقباسي بعد أن تنحى عن رئاسة الجلسة ليتحدث كعضو ، وبعد أن صوت البرلمان على إتاحة وقت لمدة ربع ساعة للدقباسي لإلقاء كلمته في مواجهة رفض العضو السوري عبدالعزيز الحسن رئيس لجنة الشئون السياسية لذلك. وألمح الدقباسي إلى أنه تعرض لتهديدات وضغوط لعدم فتح هذا الموضوع، كاشفا أن الحراسات الخاصة في مصر تدخلت لحمايته، إلا أنه أكد شعوره بالآمان خلال تواجده فى مصر. وقال إنه أيضا تعرض للتهديد بطرح موضوع البحرين إذا طرح موضوع سوريا، وأردف قائلا "إنه لايقول أي شيء لمصلحة شخصية، وسوف يكون لي ضرر كبير، وقال "أنا لست للانتقاد وللعداء". ورأى أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية تصل في خطورتها إلى مستوى نكبة 48 وحرب 67، والغزو العراقي للكويت، مشيرا إلى أن الثورة التونسية سقط خلالها 300 قتيل، ومصر الحرة المحررة، وفقا لتقرير لجنة تقصي الحقائق سقط بها 876 قتيلا ، سوريا سقط فيها أكثر من ألف قتيل وأردف هذه حقائق، وهناك من يقول إنها غير صحيحة، فأرد عليه افتحوا أمام القنوات الفضائية ومنظمات حقوق الإنسان لرصد الحقيقة. وتساءل أليس من المعيب أن البرلمان الأوروبي يصدر البيان تلو البيان، والبرلمان العربي لم يتطرق إلى ثورتي تونس، ومصر. وتابع قائلا مايحدث في سوريا، لم يدرج على جدول الأعمال ، ولولا اقتراحي مانوقش، وأردف حتى الرأي الآخر لرئيس البرلمان العربي لايسمح له فكيف بالمواطن العادي، ومن يحاول قطع الألسنة هم أعداء الحرية، وتساءل كيف يجتمع البرلمان ولايتناول مايحدث في سوريا وليبيا من قمع وقتل ووأد وهم يطالبون بالحرية والكرامة. واعتبر رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي أن البرلمان أمام أكبر امتحان عربي، فالحكومات العربية محرجة ولاتتخذ قرارا، وتسكت عن أنين المعتقلين، وأصوات المطالبين بالحرية. وطالب رئيس البرلمان العربي بوقف آلة القتل وأن يحاسب القتلة ، مؤكدا أننا أمام فرصة تاريخية أما أن يكون البرلمان وصمة عار، أو يدافع عن الحق، وقال إنه لايمكن أن نسكت على ما يجرى في الشام أو لييبا والكويت أوغيرها. وأشار إلى أنه عندما قتل مواطن في الكويت على يد الشرطة أقيل فيها وزير الداخلية، لافتا إلى أن هناك خمسة آلاف نازح من سوريا إلى لبنان، وأكثر من ألف قتيل . وأضاف الدقباسي أن أطفال العرب في الصومال والسودان والأردن فأعيدوا لهم الثقة في المؤسسات العربية، ملمحا إلى محاولات جرت إلى تمويت الجلسة وعدم مناقشة هذا الموضوع، وجعل الجلسة سرية وتساءل كيف تكون الجلسة سرية ، موضحا أن البرلمان ليس طرفا نحن مع ومن الشعوب، مع حق المواطن في حفظ بيته، وتساءل هل يقبل أحد منكم أن يقتحم منزله، مشيرا إلى أن الدبابات السورية تقتحم القرى والسيارات تجوب الشوارع وتقتل الناس، في ظل التعتيم الإعلامي. وطالب الدقباسي من جميع الأعضاء عدم الموافقة على مشروع البيان المقدم من لجنة الشئون السياسية، وصياغة البيان وفقا للأحداث. وجدد رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي الدعوة إلى محاسبة القتلة وإنقاذ الشعب العربي السوري والليبي ، تطبيقا لقرار القادة العرب في الجزائر عام 2005 ، الذي أكد على احترام حريات وحقوق الإنسان. وقال لاتخذلوا الشبان الذي كانوا أشجع منا ، لاتكونوا مجاملين ، قاموا بما يجب ، القادة أسسوا برلمانا يرفع الحرج، أليس من المخجل أن برلمانات في أوروبا اتخذت قرارات ، ولايوجد مؤسسة عربية تجاه سوريا. وتساءل الدقباسي: "ألم تتخذ الجامعة العربية موقفا تجاه ليبيا، لماذا لا يكون هناك إجراءات تجاه مايحدث في سوريا هل هناك صفقة ما؟، لا أعرف ، ولكني أعرف أن هناك مسئولية علينا هي وأن نزود عن حريات الشعوب العربية، أرسلوا رسالة بأننا لسنا مع أو ضد، رسالة بأن أي شخص كائن ما كان إذا ارتكب جرائم يجب أن يحاسب". وألمح إلى أنه كان هناك ضغوط هائلة، بل كان هناك أكثر من الضغوط، مشيرا إلى أنه كان هناك رفض لصعوده على المنصة، وتساءل هل وجدتم في كلامي مايسيء لطرف. وقال لا استطيع أن أنام وهناك أمهات ثكلى وأطفال أصبحوا أيتامًا، هذا كلام حتى أخواتنا في الجانب السوري لايخالفوننا عليه، أليس ألديكم إجراء أفضل مما يقوله البرلمان ،تابعوا باهتمام الأوضاع في بعض الدول العربية. واختتم حديثه بالقول "حاولت أن أكون محايدًا ومتزنًا واخترت كلماتي بعناية، لكن القرار لكم، أحثكم ألا تخذلوا الشباب ، وأتيحوا الفرصة للشعوب العربية للثقة في مؤسساتها.