استقبلت المكتبات الفرنسية قبل يومين كتابا جديدا بعنوان "قانون الصمت داخل الشرطة الفرنسية" يكشف المارسات العنصرية داخل مراكز الشرطة الفرنسية ويزيل القناع الذى طالما تغنى به الغرب عن المساواة وإحترام حقوق الآخر. الكتاب ألفته سهام سويد وهي شرطية فرنسية من أصل تونسي تبلغ من العمر 29 عاما خرجت أخيرا عن صمتها بعد سنوات من معايشة يومية لممارسات عنصرية من زملائها العاملين فى مطار أورلى ضدالمهاجرين وبخاصةالعرب والمسلمين وقررت فضح هذالممارسات . وقالت سهام أن كتابها يظهر فيه الوجه القبيح للفاشية الجديدة التى استشرت فى الغرب ضد المهاجرين العرب والمسلمين. اللافت أن الكتاب أحدث هزة عنيفة داخل أجهزة الأمن ووزارة الداخلية الفرنسية وذلك لما يحتوية من أحداث ووقائع موثقة بما يدع مجالا للتشكيك فى محتواه ،واختلفت ردود أفعال وسائل الإعلام الفرنسية ، بين مؤيد ومعارض للكتاب إلا أنها أفردت مساحات واسعة للحديث عنه، ربما لأنه يأتى فى وقت تتعرض فيه فرنسا وإدارة الرئيس نيكولا ساركوزى لإنتقادات عنيفة فى الأوساط الحقوقية العالمية بسبب سياستها تجاة المهاجرين والاقليات وكان أخرها ترحيل الاف الغجر من الاوربيين . الكتاب تضمن وقائع وثائق ومنشورات داخلية عن الممارسات فى مطار أورلي وفيها تعليمات واضحة بطرد أكبر عدد من المهاجرين القادمين من دول عربية وافريقية بالتحديد كما سجلت الكاتبة ممارسات زملاءها في شرطة الحدود فى معاملة المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين الذين لا يتحدثون اللغة الفرنسية بطريقة فظة وكيف يجبرونهم على التوقيع على قرارات طرد دون أن يفهموا ما كتب في هذه القرارات وهو ما يعتبر مخالفا للقانون الفرنسي. كما سجلت الكاتبة نماذج من العبارات التى يستخدمها عناصر شرطة الحدود عند وصول طائرات من بلدان أفريقية مثل انظروا هذه طائرة أخرى للعبيد أو أنا ذاهب لمراقبة البرقع أو الحجاب. وأدانت سويد سياسة الطرد التي تنهجها فرنسا في حق المهاجرين وما يتم فيها من تعسف في استعمال السلطة وذلك لأجل تحقيق الأرقام المتفق عليها والتي يجب أن تصل 30 ألف عملية إبعاد وطرد. وبالرغم من تعرض سويد للملاحقة القضائية من قبل الشرطةالفرنسية بتهمة إفشاء أسرار مهنية وهو ماقد يفقدها وظيفتها،إلا أنها تقول أن نه يكفيها الان أن ضميرها مرتاح لفضحها ممارسات ظلت لسنوات في طي الكتمان وآن لها أن تحاكم أمام أنظار العالم في بلد تدافع لوائحه وقوانينه عن حرمة وحقوق الإنسان، بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو دينه.