رفض عدد من الفنانين التشكيلين والأدباء، التعليق على الحكم القضائي الذي صدر اليوم بسجن الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق لمدة عام، وأكدوا أن الأمر برمته متروك للقضاء ولا يمكن التعليق عليه. وفي المقابل عبر آخرون عن حزنهم للحكم على فنان بالسجن، مؤكدين أن القضية يجب أن تطال المؤسسة الثقافية في العهد السابق وما فيها من وجوه فاسدة. وقال الفنان التشكيلي عز الدين نجيب: "لا أتمني أن يزج بأي فنان في السجن وأن تسلب حريته لكن لا يصح في النهاية إلا الصحيح"، مضيفا: "تخفيض العقوبة في الاستئناف لشعلان من 3 سنوات إلى سنة واحدة لا يعني أنه غير مذنب، ربما لأن الأوراق لم تؤكد حجم العقوبة السابقة وبالتالي فإن تخفيض الجزاء لا يخفض من حجم الخطأ والأضرار بمصلحة الوطن، وهو ما أشار إليه أغلب من فتحوا ملف المتاحف والعمل الإداري بقطاع الفنون التشكيلية في الصحافة وأجهزة الإعلام". وكانت محكمة جنح مستأنف الدقي أصدرت اليوم أحكاما متفاوتة في قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش، حيث قضت بمعاقبه محسن شعلان بالحبس لمده عام وحبس 4 من العاملين بمتحف محمد محمود خليل لمده 6 أشهر وبراءة خمسة آخرين وانقضاء الدعوى الجنائية للمتهم الثاني محمود بسيوني لوفاته. وطالب نجيب بإشراك الوزير السابق فارق حسني في القضية، قائلا: "أظن أن وجود وزير الثقافة السابق فاروق حسني في الحكومة وقت تداول هذه القضية كان له أثر كبير في إعفائه من المسئولية، وهو ما يجعلني أطالب بإعادة مسائلة فاروق حسني جنائيا عن كثير من المخالفات في وزارته ومنها قضية زهرة الخشخاش". وفي سياق متصل قال الفنان محمد عبلة: "الحكم بالنسبة لجزئية محسن شعلان لا يوجد عليه اعتراض لأنه حكم القضاء، لكن المشكلة في المسئولين الأكبر، وأعتقد أن فاروق حسني لا بد أن يحاسب، لأن الحكم الصادر لا يرضي أحدا فهناك جريمة حدثت لها عقابها الذي لابد أن يطبق علي المنظومة كلها، والتركيبة التي سببت في ضياع اللوحة مازالت موجودة، وغلق القضية معناه ضياع اللوحة، وهذا معناه أنه لن يحاسب أحد علي فساد وزارة الثقافة الذي تسبب في ضياع تلك اللوحة". من جانبه عبر القاص سعيد الكفراوي، عن حزنه للحكم بالسجن على فنان، لكن مادام القانون قد رأى ذلك فالقانون له اليد العليا، لكنه أكد أن قضية زهرة الخشخاش جزء من مناخ ثقافي فاسد، عم الحقبة السابقة، ولا يشفع لهذا المناخ بعض الانجازات التي حققها. وأضاف كنت أتمنى أن تتسع رؤية القانون لترى الحالة بشمولها، باعتبارها ليست قضية إهمال شعلان وحده، وإنما إهمال مؤسسة ثقافية بكاملها، كانت تمارس دورا سلبيا وسط مناخ عام فاسد، ووصف الكاتب محمود الورداني الحكم بأنه انعكاس لما كان يجري من فسادي أمني وسياسي وثقافي، وقال إنها ليست قضية شعلان وحده وإنما هي قضية متشابكة تصل إلى حرم الرئيس المخلوع سوزان مبارك، ويتورط فيها كذلك وزير الثقافة الذي يبدو أن لديه فريق قانوني قوي استطاع أن يحصن نفسه "فشربها" محسن شعلان. وتساءل في متحف كهذا لا توجد كاميرا مراقبة واحدة تعمل في ظل ذلك التكثيف الأمني لمبنى رئاسة الجمهورية؟